النجاح الإخباري -  يستعين فنان فلسطيني بروايات الأقدمين وتراث القدس الغارق في العراقة ليروي لجمهوره في مقهى بسوق يتجاوز عمره 7 قرون قصصا وحكايات اختار في رمضان هذا العام أن يصبغها بالحديث عن غزة التي فقدت أكثر من 32 ألف في أقل من ستة أشهر من أبنائها في أحدث حروبها مع إسرائيل.

يعتلي حسام أبو عيشة، وهو ممثل ومخرج مقدسي عمره 65 عاما موقعه فوق أحد مقاعد المقهى بسوق القطانين القديم ليبدأ في رواية قصصه التي باتت تمثل طقسا سنويا في رمضان يحتشد له الناس من مختلف أحياء المدينة لمتابعة الراوي الذي يعرف باسم الحكواتي.

يقول الفنان المتوج بلقب أفضل ممثل عربي من مهرجان قرطاج التونسي في 2022 إنه نشأ على الاستماع لقصص التراث العربي، وبينها "عنتر وعبلة" و"الزير سالم"، لكنه اليوم يروي لجمهوره الغارق في الأزمات مع السلطات الإسرائيلية قصصا من نوع آخر.

وأضاف الحكواتي الذي درس إدارة الأعمال في بيروت لوكالة أنباء العالم العربي "هذا العام رمضان حزين.. رمضان مؤلم بسبب الأحداث في غزة فعلينا أن نستمر فيه وأن نطعّمه بغزة. بمعنى أن نجمع بين القدس وغزة في حواديت وخصصنا بالدعاء إلى الله أن يفرج همنا وهم أهلنا في غزة وعن كل أبناء شعبنا الفلسطيني".

يعي أبو عيشة جيدا كيف تغير العالم في العقود الماضية، لتحتل أدوات التكنولوجيا أولوية لدى الجميع. لكن يعتمد على "الاتصال البصري" مع الحاضرين لإيصال رسائله.

يقول "كان الحكواتي ما قبل التكنولوجيا، فتتجه الرجال بعد صلاة التراويح إلى هذه المقاهي لتستمع إلى الحكواتي.. (لكننا) نعمل على إحياء هذا التراث الذي يستقبل كاختبار بشكل جميل جدا ورائع جدا لأنه هناك اتصال بصري مع الناس وفيه حكايا وقصص سواء كانت قديمة أو حديثة تعالج ما يعانيه الشعب الفلسطيني وبالذات في مدينة القدس".

وعرف فن الحكواتي أو القصّاص في بلاد الشام كعادة شعبية تقليدية، وهو وصف لشخص يمتهن سرد القصص في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات ويحتشد حوله الناس.

واليوم يقول أبو عيشة إنه وزملاءه من الحكواتية من أنصار "الفن من أجل التغيير".

وأضاف "ما هو التغيير؟ تغيير حياة الناس للأفضل. المسرحي بطبعه يستشرف الأحداث قبل المواطن العادي. يضع عليها ميكروسكوب ويضعها أمام الجمهور".