النجاح الإخباري - خاص النجاح الإخباري-أكد مراسلنا في شمال قطاع غزة، عبد الهادي عوكل، أن ما يتم نقله إعلامياً من قطاع غزة لا يتجاوز 20% من الواقع الحقيقي".
وارجع عوكل ذلك إلى جملة أسباب، قائلاً: "لأن الصحفي مستهدف، والحركة صعبة، وبالتالي لا أحد يستطيع توثيق كل شيء أو كل ما حدث، نظرًا للخوف والتهديدات الإسرائيلية للوسط الصحفي، بالإضافة إلى أن أغلب الصحفيين في الشمال اضطروا إلى النزوح جنوبا، ورأينا كيف جرى استهداف طواقم قناة الجزيرة وغيرهم من الصحفيين، بعضهم استشهد والبعض الأخر تم الانتقام منهم بعائلاتهم، كعائلة الزميل وائل الدحدوح، وعائلة الزميل مؤمن الشرافي، وعائلة الزميل أنس الشريف، والعديد من الصحفيين أيضا الذين تم استهداف عائلاتهم بسبب عملهم الصحفي، لأنهم قاموا بدور كبير في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، هذه الجرائم التي فضح الاحتلال فيها ليست يعني كل الجرائم التي قام بها الاحتلال، وإنما هي جزء بسيط مما قام به من جرائم وتم توثيقها".
وتابع مراسلنا: "بالتالي مشهد الشهداء الذي عرض في مؤخرًا على قناة الجزيرة وتم تداوله، وهذا مشهد واحد. لكن هناك مشاهد كثيرة أكثر إيلاما في قطاع غزة لا ندري هل تمكن من توثيقها أم لم يتمكن أحد، لكن بكل الأحوال ما يجري هو إبادة بمعنى الكلمة".
وكان فيديو أظهر قيام جنود الاحتلال بإعدام شابين فلسطينيين في قطاع غزة ثم دفنهم بواسطة جرافة عسكرية بين القمامة، كما أظهر فيديو آخر التقطته طائرة مسيرة إسرائيلية إعدام مباشر لأربعة شبان عزل أثناء وجودهم في منطقة مفتوحة وخالية من الجيش الإسرائيلي.
-    منطقة الموت- 
وأكد إن جزءاً من المفقودين في قطاع غزة يعود لأشخاص كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم في شمال القطاع في اليوم الثامن والأربعين أو التاسعة والأربعين للحرب.
وأوضح عوكل كذلك أن "أغلب من انقطع الاتصال بهم أثناء محاولتهم من الجنوب للشمال هم شهداء أو معتقلين لدى جيش الاحتلال. مع أن كل الظنون تشير إلى أنهم سقطوا شهداء لأنهم اختفوا في المنطقة أو الشارع الفاصل بين الشمال والجنوب، وهي منطقة تتمركز فيها آليات الاحتلال الإسرائيلي، تحديدا عند دوار نتساريم من شارع صلاح الدين باتجاه الغرب حتى شارع البحر، هذه المنطقة كلها مكشوفة وأي شخص يحاول التسلل ستكون له طائرات الكواد كابتر بالمرصاد وكذلك المدفعية الإسرائيلية، لذلك أغلب الظن أن هؤلاء كلهم استشهدوا في المكان، وبالتالي رأينا جثثا متحللة بالكامل نظرا للمدة الطويلة التي بقيت فيها الجثث في العراء".
وأضاف مراسلنا: "المنطقة الفاصلة ما بين الشمال والجنوب هي منطقة موت بكل ما تعنيه الكلمة".
وبخصوص الحديث الجاري عن إعادة المواطنين إلى قطاع غزة، قال عوكل: "الاحتلال منذ بداية الحرب تعمد تفريغ الشمال من سكانه باتجاه الجنوب، ويجري الحديث في المفاوضات عن عودة السكان النازحين إلى الجنوب إلى الشمال، لكن حتى  اليوم الجيش الإسرائيلي يقوم بإجبار آلاف المواطنين على النزوح إلى الجنوب من غزة وهو ما يحصل في مستشفى دار الشفاء ومحيطه، آلاف المواطنين أجبرهم الاحتلال على النزوح إلى الجنوب ما يطلق عليها المنطقة الأمنة، وطبعا لا مكان أمن في كل قطاع غزة، يضاف لذلك الرسائل النصية التي تصل بين الحين والأخر على هواتف المواطنين في الشمال وتحثهم على النزوح إلى الجنوب حيث المكان الأمل وتواجد الطعام والغذاء وما إلى ذلك من ادعاءات زائفة".