(وكالة أنباء العالم العربي) - النجاح الإخباري - ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال عثر على وثيقة تفيد بأن زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار كان متأكدا من فتح جماعة حزب الله اللبنانية جبهة أخرى للقتال في شمال فلسطين المحتلة، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عثر جيش الاحتلال على هذه الوثائق خلال عملياته العسكرية في الآونة الأخيرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وأفاد تقرير الصحيفة الإسرائيلية أنه في وثيقة لتقييم الوضع، كتب السنوار لرجاله "لقد حصلنا على تعهد بأن المحور (جماعات مسلحة في المنطقة ومنها حزب الله) سيشارك في مشروع التحرير الكبير نظرا لطبيعة العلاقة التي نعمل عليها".

وفي وثائق أخرى، كرر السنوار التعهد الذي تلقاه بأن العملية في  جنوب فلسطين المحتلة ستؤدي إلى عملية موازية في شمالها يتدرب عليها حزب الله وتحمل اسم (فتح الجليل).

وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة أمام أنصاره إن الهجمات المفاجئة التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على مستوطنات غلاف غزة المتاخمة للقطاع، والتي سميت (طوفان الأقصى)، كانت عملية "فلسطينية القرار والتنفيذ بنسبة مئة بالمئة".

ويرى المحلل السياسي أشرف عكة أن السابع من أكتوبر تشرين الأول كان قرارا فلسطينيا لم يتدخل فيه أحد، واصفا تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها توضح "مدى إفلاس حكومة الاحتلال الإسرائيلي".

وقال عكة: "الجبهات الأخرى تشارك وتساند، تحديدا الجبهة اللبنانية، وهذا يثير خوف الاحتلال من اتساع دائرة الحرب، وليس هناك ما يؤكد الوصول لمثل هذه الوثائق، وهناك العديد من الأخبار التي تنشر عبر الإعلام الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة تبين مدى إفلاس حكومة الاحتلال وفشل جيشه في تحقيق هدف الحرب الذي قالت إنه القضاء على حماس".

ويتبادل حزب الله و"إسرائيل" إطلاق النار منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، وتقول الجماعة اللبنانية إنها محاولة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوقعت الهجمات الإسرائيلية على حزب الله منذ الثامن من أكتوبر تشرين الأول نحو 50 قتيلا مدنيا في لبنان، بالإضافة إلى حوالي 200 من مقاتلي حزب الله، فيما تسببت هجمات الجماعة اللبنانية على شمال فلسطين المحتلة في مقتل 12 جنديا إسرائيليا وخمسة مدنيين.

وتسبب العنف في نزوح عشرات الآلاف من جنوب لبنان وشمالفلسطين المحتلة، كما تشن جماعات مسلحة في العراق هجمات على قواعد أميركية في العراق وسوريا، وأوقعت في إحداها ثلاثة قتلى من العسكريين الأميركيين في قاعدة على الحدود الأردنية السورية، بينما تهاجم جماعة الحوثي في اليمن السفن التجارية في البحر الأحمر دعما للفلسطينيين. وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ خمسة أشهر في مقتل ما يزيد على 29 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، ويعتقد أن جثث الآلاف ما زالت تحت أنقاض المنازل المدمرة في كافة أنحاء القطاع.

وأدت الحرب الإسرائيلية إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسببت في ظروف إنسانية مروعة.

وأضاف عكة "هناك محاولات لاستخدام الإعلام لخلق نوع من الارتباك، خاصة وأن حسابات الاحتلال والولايات المتحدة لم تكن كما توقع الطرفان، والوقت الذي مُنح لإسرائيل في حربها على غزة نفد، وبالتالي هي تستغل كل ما هو ممكن للحصول على أي انتصار ولو كان معنويا.

"وحدة الساحات متجسدة، صحيح لم تأخذ طبيعة الحرب الشاملة لأنه حتى اللحظة الجبهات ما تقوم به من دور كاف. المعضلة الكبرى هي الحصار الشامل على غزة وهي مشكلة المجتمع الدولي".

وتابع قائلا "أمامنا أيام فاصلة قبل شهر رمضان، إما أن تسبق المفاوضات مغامرات عنجهية من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو ندخل في تسويات على وقع صفقة (تهدئة)، أو نذهب للمعركة الكبرى الشاملة".

ويعتقد المتخصص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أن ما ينشره الإعلام الإسرائيلي حول العثور على وثائق تفيد بأن السنوار كان واثقا من أن حزب الله سيفتح جبهة في الشمال بالتزامن مع هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول يمكن أن يكون جزءا من المعركة الإعلامية والدعاية الإسرائيلية.

وقال "لا يمكن أن يتم نفي هذا الخبر أو الوثوق به بشكل كامل، كون الإعلام الإسرائيلي ينسبه لوثائق لم يتم عرضها أو نشرها حتى اللحظة".

وأضاف منصور" لكن ربما كان هناك تصور لدى الفصائل الفلسطينية بأن السابع من أكتوبر سيجر المنطقة لمواجهة أوسع، وربما توقعت أن يكون المحور جزءا منها".

وكشفت استطلاعات رأي في دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة على تأييد غالبية الإسرائيليين شن حرب على لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة.

كما سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة جميع عناصر الفرقة 36، التي تضم لواء غولاني واللواء 188 واللواء السابع من سلاح المدرعات والمدفعية والهندسة، من قطاع غزة.

وقال المراسل العسكري لموقع (والا) العبري، أمير بوحبوط إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى بهذه التحركات إلى "الحفاظ على كفاءة القوات في ظل التهديدات على الجبهة الشمالية مع لبنان"