النجاح الإخباري - في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها غزة، حيث الحصار والدمار الذي خلفته الحروب المتتالية، يبرز بصيص أمل في مدينة خان يونس، حيث يقع مخيم مخصص لإيواء الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا من النازحين الفلسطينيين. هذا المخيم، الذي يعد ملاذًا لأبناء وزوجات القتلى والمطلقات، يشكل نموذجًا للتكافل الاجتماعي والإنساني في أقسى الظروف.

في قلب خان يونس، ينبض مخيم الأمل بالحياة، موفرًا الدعم والسكن لنحو 120 أسرة من الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا للرعاية، يضم زوجات الشهداء والأرامل والمطلقات، اللواتي تحمل كل واحدة منهن قصة نضال وصمود. المخيم، الذي أقيم بفضل المساعدات النقدية والعينية، يسعى الآن لتوسيع طاقته لاستيعاب 300 خيمة، ليفتح ذراعيه لمزيد من النساء اللواتي فقدن السند في حياتهن. 

إبراهيم المشوخي، مدير المخيم وصاحب الفكرة

إبراهيم المشوخي، مدير المخيم وصاحب الفكرة، يتحدث بفخر عن المراحل التي قطعها المخيم، والخطط المستقبلية لتوسيعه، قال لوكالة أنباء العالم العربي: "أنشأناه على عدة مراحل، المرحلة الأولى تضم 120 خيمة، ونعمل حاليا على زيادة العدد إلى 300 خيمة، وطالبنا الجهات المختصة بتقديم ما يترواح بين 170 و180 خيمة إضافية".

 وتشاركه الرؤية أسماء المدهون، التي تعمل ضمن فريق إدارة المخيم وترعى أربعة أطفال، مؤكدة على أهمية المخيم كداعم للنساء اللواتي يفتقرن لرب أسرة يأويهن، قالت: "فكرة إنشاء مخيم مخصص لزوجات الشهداء أو الأيتام أو المنفصلات أو المطلقات هي جيدة في كل الأحوال، لأنها تدعمهم لعدم وجود أرباب أسر يأويهم".

أسماء المدهون ضمن فريق إدارة المخيم 

المخيم، بالنسبة لهؤلاء النساء، هو البيت الحاضن ورب الأسرة البديل الذي يلبي احتياجاتهن ويسعى لرسم السعادة على وجوههن.

ويعيش في المخيم حاليا أكثر من 120 أرملة ومطلقة لكل منها قصة، مثل نداء أبراش التي نزحت إلى خان يونس للمرة الرابعة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو 7 أشهر،  تعبر عن امتنانها لهذا الملاذ الذي وفر لها ولأطفالها مكاناً آمناً بعد نزوحها المتكرر. تقول: وتقول "جئت إلى هذا المخيم خصوصا لأقيم مع أولادي، حيث أنني غير قادرة على توفير خيمة، وهذا هو المكان الصحيح الذي يساعدني على مراعاة أولادي ويوفر لهم كل شئ".

وتشاركها المشاعر صابرين ورش أغا، تغالبها الدموع وهي منفصلة عن زوجها :"الحمد لله وبرحمة من الله عطف علينا الأخوة وأعطونا هذه الخيمة لأنني أم شهيد وأنا جريحة، وليس لنا أي مأوى في الحرب، ولم يساعدنا أحد".

 يقف مخيم خان يونس شاهدًا على قوة الإرادة والتعاضد في وجه الشدائد، مؤكدًا أنَّ الأمل لا يزال متجذرًا في أرض غزة. ففي كل خيمة قصة، وفي كل قصة درس في الحياة والتحدي. وبينما تستمر الجهود لتوسيع المخيم، يبقى الأمل متقداً في قلوب ساكنيه، معلناً أن الحياة تستمر وأن الإنسانية تزدهر حتى في أقسى الظروف.

المصدر: وكالة أنباء العالم العربي+ النجاح الإخباري