النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - حذر المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) سليم عويس، من التبعات الكارثية لأي عملية عسكرية على رفح جنوب قطاع غزة، مؤكداً بأن ذلك يعني مفاقمة الأوضاع المأساوية التي يعيشها ما يقارب مليون ونصف نازح داخل أصغر بقعة جغرافية في قطاع غزة، وضربة قاضية للعملية الإنسانية بالكامل.

وأضاف عويس، خلال حديثه لإذاعة صوت النجاح، بأن داخل مدينة رفح يتواجد حوالي 600 ألف طفل مهددون بالاستهداف وقطع المساعدات الإغاثية عنهم، منوهاً إلى وجود أكثر من 65 ألف طفل من ذوي الإعاقة، إلى جانب ما يزيد عن 8000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وهذه الأرقام في تزايد مستمر في ظل استمرارية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، والتي تدخل في شهرها الثامن على التوالي.

"أكثر من 175 ألف طفل هم دون سن الخامسة، من بينهم ما نسبة 90% يعانون من مرض معدي على الأقل" يضيف عويس.

ووفقاً للمعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، بين سليم عويس لإذاعة النجاح، إلى أن الاحتلال استهدف منذ بداية الحرب على غزة، 14 ألف طفل، وأكثر من 12 ألف طفل أصيبوا وتعرضوا لجروح بالغة، ومنهم من فقد عائلته بكاملها وأصبح وحيداً.

ولفت المتحدث الإقليمي باسم اليونيسف، إلا أن الدخول العسكري الإسرائيلي إلى رفح، سيعيق العمل في معبر رفح، الذي يعتبر أساسياً في تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي القطاع، في ظل قلتها وصعوبة وصولها إلى المناطق كافة.

ونوه عويس في هذا الإطار، إلى أن ايصال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، ما زال صعباً لصعوبة الواقع الميداني والحصار الإسرائيلي على مناطق الشمال، مؤكداً إلى مواصلة اليونيسف جهودها كافة عبر طواقمها لإيصال هذه المساعدات.

وبين عويس أنه على الرغم من قرار مجلس الأمن القاضي بتدفق المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يحدث، ونواصل نداءاتنا للجهات الشريكة والمسؤولة بضرورة زيادة المساعدات بشكلٍ غير محدود وبلا تقييد.

وقالت اليونيسف، في وقتٍ سابق اليوم، أن رفح الآن باتت تسمى بمدينة الأطفال، وليس لأطفالها أي مكان آمن يلوذون به ضمن غزة، وإذا بدأت عمليات عسكرية واسعة، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضاً للفوضى والذعر  وهم منهكون جسدياً وعقلياً بالأصل".

وقالت المنظمة "بسبب تركز عدد كبير من الأطفال في رفح وبعضهم في حالة ضعف قصوى وبالكاد هم قادرون على الصمود ونظرا إلى حجم أعمال العنف المتوقع مع "ممرات" إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة والمنشآت والخدمات المحدودة في المناطق التي سينقلون إليها، توجه اليونيسف تحذيرا بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال".

وتعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة في الـ27 من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها "مناطق آمنة

إلى ذلك قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.".

ورغم ذلك كثفت طائرات ومدفعية الاحتلال من قصفها لشرق مدينة رفح، وسط إطلاق القنابل المضيئة في سماء المدينة، خاصة في المناطق الشرقية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، (اليوم) الاثنين، إن حكومة الحرب وافقت على مواصلة عملية في مدينة رفح من أجل زيادة الضغوط على حركة «حماس» لإطلاق سراح الرهائن وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب.