النجاح الإخباري - مرت أسابيع على إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وأركان حكومته عزمهم اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي اعتبره الرئيس الأميركي جو بايدن خطاً أحمر، مشيرا إلى أن التقدم نحو رفح يتوجب إن يترافق مع خطة تجنب المدنيين القتل، وقال بايدن في مقابلة تلفزيونية لا يمكن أن نسمح بقتل 30 ألف فلسطيني آخرين.
لكن نتنياهو تحدى سيد البيت الأبيض بعدها بيوم واحد فقط، معلناً أن الخط الأحمر الذي أمامه هو عدم تكرار هجمات 7 أكتوبر. 

فماذا يريد نتنياهو من اجتياح رفح؟

-    دليل على الهزيمة العسكرية؟ -

تقع رفح جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية، وتعتبر المحافظة الخامسة بناءً على التقسيم الإداري للقطاع، مع مخيماتها، وتغطي المدينة مساحة 55 كيلومترا مربعا، بينما المحافظة بأكملها تغطي 151 كيلومترا مربعا.

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي واصف عريقات لـ"النجاح": "نتنياهو يشعر بأنه حتى الآن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أهدافه العسكرية بدليل أنه يقول إذا لم ندخل رفح هذا يعني أننا خسرنا الحرب، ربط نتنياهو لدخوله في رفح بالانتصار وبتحقيق الإنجازات. هذا اعتراف منه أنه الجيش الإسرائيلي لم يحقق إنجاز عسكري على الأرض".

وأستدرك عريقات: "صحيح حقق مجازر، جرائم حرب، إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، نتحدث عن 104000 شهيد وجريح ومفقود حتى الآن، نتحدث عن شعب كامل مكلوم، مليون وثلاثمئة ألف فلسطيني نزحوا قسرا بضغط من الطائرات والمدفعية، ولكن هذه من وجهة نظر العسكريين في العالم ليست أهداف عسكرية، هذه حرب إبادة جماعية وإسرائيل متهمة في محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات بأنها هي التي قامت بهذه المجازر وحرب الإبادة الجماعية وسوف تحاسب عليها إن لم تحاسب عليها اليوم ستحاسب عليها مستقبلا".

- إسرائيل هزمت في 7 أكتوبر ولا تزال-

وتابع القول: "أما بالنسبة للأهداف العسكرية أنا أعتقد أن العالم شاهد الآن على أن هذا الجيش الإسرائيلي الذي هزم يوم السابع من أكتوبر ما زال مهزوما حتى الآن، وأنه غير قادر على تحقيق إنجازات عسكرية أو أهداف انطلق من أجلها، وهي القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية".

وبعد مرور 6 شهور على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحولت رفح إلى مأوى للنازحين من جميع أنحاء القطاع، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين في المدينة بـ 1.4 مليون من إجمالي 2.3 مليون نسمة في القطاع المحاصر.

وتمتلئ شوارع المدينة، وصولا إلى الجدار الحدودي مع مصر، بعشرات الآلاف من الخيام المصنوعة من النايلون والقماش، بعد أن أصبحت المدينة مكتظة تماما وأصبح من المستحيل العثور على أي مأوى داخلها، حيث اضطرت الجموع الأولى من النازحين إلى استئجار أي مكان متاح للإقامة، سواء كانت حواصل أو منازل قيد البناء.

- إطالة أمد الحرب والتهجير- 

المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور يرى أن هدف نتنياهو الاستراتيجي هو تهجير الفلسطينيين، وقال منصور لـ"النجاح": "بالأمس قرأت مقابلات وتحليلات لجنرالات سابقين يقولون إن الأهمية العسكرية برفح لا تساوي شيئا في هذه الحرب".

وبين منصور أن نتنياهو يحاول تضخيم الأمور لإطالة أمد الحرب، وقال منصور: "رفح فيها كتيبتين لحركة حماس وفق التقديرات الإسرائيلية، وهذا أمر لا يشكل أي تهديد بالنسبة لإسرائيل والأمن الإسرائيلي. لكن نتنياهو يريد من رفح أن يستكمل احتلال غزة كل غزة، وأن يخضعها للاحتلال أن يعيد السيطرة على معبر فيلادلفيا ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح، ومن ثم يعيد هندسة القطاع، وهذا ما يريده وأن يطيل احتلاله. طبعا في الطريق يهجر من يستطيع تهجيره من أهالي القطاع عبر رفح، وهذا موجود ومطروح".

وأضاف منصور: "واحد من طموحات نتنياهو الكبرى هو أن يفرغوا القطاع.. (وهم يعتقدون) أن أفضل سيناريو مثالي لغزة أن يكون فيها 600 ألف إلى مليون يعني هذا هو العدد الذي تتحمله، لذلك هناك مليون ونصف مهددين بالتهجير".