النجاح الإخباري - تكثف مصر جهودها للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ومنع قيام إسرائيل بعملية عسكرية برية في رفح، حيث أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم السبت على أن الأولوية القصوى لبلاده هي وقف نزيف الدم الفلسطيني من خلال العمل المكثف مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار.
 
في الوقت نفسه، شارك وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع التشاوري الوزاري للمجموعة العربية السداسية الذي عقد في الرياض والذي أكد في بيانه الختامي على ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار.
 
ويرى السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن تأكيدات السيسي في كافة المناسبات على ضرورة وقف إطلاق النار ورفض اجتياح رفح تعد رسائل تحذيرية إلى إسرائيل وكافة القوى الفاعلة بشأن خطورة الموقف.
 
وقال حسن لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "إسرائيل تبدو جادة في القيام بعملية عسكرية لاقتحام رفح، وهو ما يهدد بشكل كبير اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، الأمر الذي تخشاه إسرائيل وكافة القوى الداعمة لها".
 
وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أن أميركا تبدو جادة هذه المرة في الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، بسبب وصول تداعيات الحرب في غزة إلى الداخل الأميركي وانتشار المظاهرات المناهضة للحرب في الجامعات الأميركية.
 
وقال "أميركا تريد حماية إسرائيل بعد الإدانات الدولية للحرب واحتمال مثول قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وحتى الآن لم تحقق إسرائيل أية نتائج سوى تدمير القطاع وهدم البنية التحتية".
 
وأضاف حسن أن اللقاء المقرر لوزير الخارجية وباقي أعضاء المجموعة العربية في الرياض مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيشكل خطوة هامة على طريق الوصول لوقف إطلاق النار.
 
كان مصدر أمني رفيع المستوى قد أبلغ وكالة أنباء العالم العربي (AWP) مساء أمس بأن مصر تعمل على التواصل مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة بشكل مباشر من أجل الوصول إلى "تفاهمات سريعة" حول ورقة جديدة تطرحها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
 
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن تقدما ملحوظا حدث في محاولات تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بغزة.

* فرصة أخيرة
 
وقال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية لوكالة أنباء العالم العربي إن مصر تبذل جهودا كبيرة لوقف الحرب خاصة وأن هذه التحركات قد تكون الفرصة الأخيرة لمنع إسرائيل من اجتياح رفح.
 
وأشار فهمي إلى أن مصر أصبحت هي الطرف الوحيد في الوساطة خلال الفترة الأخيرة بعد "الانسحاب القطر التكتيكي" من الوساطة، حسب تعبيره.

ونجحت الوساطة المصرية القطرية بدعم أميركي في 24 نوفمبر تشرين الثاني الماضي، في إقرار أول هدنة بالقطاع، والتي دامت أسبوعا واحدا، وجرى خلالها إطلاق سراح 105 من المحتجزين في قطاع غزة مقابل 240 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
 
وقال "مصر تضع كافة الأطراف سواء حماس أو إسرائيل والقوى العالمية أمام مسؤولياتها، لمنع تدهور الأوضاع في القطاع حال قيام إسرائيل باجتياح رفح".
 
وأضاف أن القاهرة تتحرك في الاتجاهين وتنتظر ردود الطرفين على الورقة المصرية باعتبارها الفرصة الأخيرة لمنع المزيد من التدهور في الأوضاع.
 
وتتركز محددات الموقف المصري، في عدم السماح بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، والتحذير من العواقب الخطيرة لاجتياح إسرائيل رفح واحتلال محور فيلادلفيا، والمطالبة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع.
 
ويعد محور فيلادلفيا الذي يمتد على طول الحدود المصرية مع القطاع بطول 14 كيلومترا، منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
 
وانسحبت إسرائيل من تلك المنطقة في عام 2005 بموجب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، أرئيل شارون، التي غادرت فيها القوات الإسرائيلية كل قطاع غزة وتم تفكيك المستوطنات. ووقعت إسرائيل مع مصر في ذلك العام "اتفاق فيلادلفيا" ليكون ملحقاً لاتفاقية السلام.
 
وتحذر القاهرة من أن الممارسات الإسرائيلية قد تتسبب في اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وتطالب بضرورة التهدئة وخفض التصعيد ونزع فتيل التوتر حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.