غزة - النجاح الإخباري - حذرت الولايات المتحدة الاحتلال، من أن شن هجوم عسكري على مدينة رفح، دون التخطيط المناسب، سيكون بمثابة "كارثة"، إذ أعلن البيت الأبيض إنه لن يدعم العمليات الكبرى، دون إيلاء الاعتبار الواجب للاجئين هناك، ففي حديثه مساء الخميس ودون الإشارة إلى رفح، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن تصرفات إسرائيل في غزة "تجاوزت الحدود".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد حذر الأربعاء من "تداعيات إقليمية لا تحصى"، لهجوم إسرائيلي بري محتمل على مدينة رفح، فقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "عملا كهذا سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى"، وجدد مطالبته بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار" والإفراج عن جميع الأسرى.

وقال جان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنه "لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للاجئين"، محذرا من "حمام دم" إذا توسعت العمليات الإسرائيلية هناك، مضيفًا في بيان، أن "توسيع الأعمال العدائية في رفح قد يؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية".

وقال الدكتور سانتوش كومار، الذي يعمل في مجال الإغاثة: "إذا تم استخدام نفس القنابل المستخدمة في خان يونس في رفح، فسوف يتضاعف عدد الشهداء على الأقل إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، لأنها مكتظة بالسكان.

وتأكد حتى الآن استشهاد نحو 28 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر، في أعقاب هجوم حماس الذي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي، واحتجاز 253 أسيرا، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أعلن الأربعاء الماضي، أنه أمر جيش الاحتلال، بالتحضير لهجوم وشيك على مدينة رفح، معتبرا أن الانتصار على حركة حماس، مسألة أشهر، يعيش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في حالة ترقب وقلق، من العملية العسكرية التي قد تجتاح المدينة الجنوبية بقطاع غزة.

وقال نتنياهو إن الجنود الإسرائيليين يقاتلون حاليا في خان يونس، زاعما أنه معقل حماس الأساسي، "لقد أمرنا الجيش بالتحضير لعملية في رفح، وكذلك في مخيمين (للنازحين)، آخر المعاقل المتبقية لحماس نعلم حجم المشكلة في رفح، لكننا سنتعامل مع الأمر".

وشن الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من الخميس الماضي قصفا مدفعيا على مدينة رفح الحدودية المكتظة بالنازحين، ما أسفر عن وقوع خسائر في الممتلكات وسقوط قتلى وإصابات، إذ قال مسؤولون في وزارة الصحة في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية، أسفرت عن استهشاد نحو 15 شخصا على الأقل، من بينهم 8 في رفح، وذلك حتى كتابة هذا التقرير.

وقال سالم الريس، وهو صحفي مستقل يعيش في مخيم للنازحين في رفح، خلال حديثه لوكالة "رويترز" للأنباء، "إن أطفالًا كانوا من بين الشهداء، عندما أصابت غارة جوية منزلًا مجاورًا، فإن جثامين الضحايا "تطايرت من الطابق الثالث".

تقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، وهم يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص، وقد نزح بعض هؤلاء من أماكنهم نحو 6 مرات هروبا من القصف الإسرائيلي.

وبذلك يكون عدد سكان رفح قد زاد خمسة أضعاف مع فرار الناس من القصف، وغالبا بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، إذ يعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية داخل ملاجئ مكتظة أو في الشوارع، فضلًا عن القصف الإسرائيلي.

وفي السياق أدانت دولة قطر بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرة من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصر.

ودعت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صدر عنها، اليوم السبت، مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأكدت الخارجية القطرية رفض دولة قطر القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة، مجددة التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بخصوص مواصلة العدوان العسكري، ومخطط توسيعه على مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي تأوي أكثر من 1.3 مليون من النازحين في ظروف قاسية.

وحذرت المنظمة في بيان صدر عنها، مساء اليوم السبت، من أن استمرار وتوسيع العدوان العسكري الإسرائيلي يأتي في إطار محاولات مرفوضة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، محذرة أن ذلك يأتي في إطار الإبادة الجماعية وسيؤدي إلى كارثة إنسانية ومجازر جماعية.

وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري وشامل، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف وبدون شروط إلى قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.