النجاح الإخباري - -ترجمة خاصة- قالت هالة غريط، الدبلوماسية الأميركية التي استقالت من وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي في أول مقابلة لها منذ مغادرتها منصبها: "لم أستطع الدفاع عن سياسة إدارة بايدن في غزة.. لم أتوقع هذه النهاية على الإطلاق".

وبعد ما يقرب من سبعة أشهر من دعم الإدارة غير المحدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، أصبحت غريط أول دبلوماسية محترفة تستقيل احتجاجا على ما وصفته بالسياسة التي ستعيد مصالح واشنطن في العالم العربي لجيل كامل.

وقالت لصحيفة واشنطن بوست إنها شعرت أن التدفق المستمر للأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل يمكّن من حدوث الأزمة الإنسانية في غزة ويؤجج الغضب تجاه واشنطن في العالم العربي. وقالت إن الدبلوماسيين داخل وزارة الخارجية يخشون التعبير عن وجهات نظر تتعارض مع السياسة الرسمية، على عكس معظم القضايا الأخرى خلال حياتها المهنية، حيث كانت المناقشات القوية هي القاعدة. 

وتضيف هالة التي أمضت 18 عاما كموظفة في الخارجية الأميركية: 
"أنا أؤمن بالقدرة على تغيير الأشياء من الداخل. أنا أؤمن بقوة الخير من خلال الدبلوماسية".
وتضيف هالة التي كانت حتى الأسبوع الماضي أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأميركية باللغة العربية ومقره في دبي: “ما زلت أريد أن أؤمن به.. ولكن في نهاية المطاف، كان من الواضح تمامًا بالنسبة لي من خلال العديد من المحادثات التي أجريتها أنه لا يمكن لأي شخص داخل الوزارة، ربما الوزير فقط، ولكن لا يوجد موظف في الخدمة الخارجية، قادر أن يحدث أي تغيير حقًا".

خلال  حياتها المهنية، عملت هالة في مجال تمويل مكافحة الإرهاب في قطر، والتطرف العنيف في جنوب أفريقيا، وكمسؤولة سياسية في اليمن، من بين مناصب أخرى.

لكن ابتداءً من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، قالت إنها رفضت إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام العربية حول غزة لأنها شعرت أن نقاط الحديث الرسمية من شأنها أن تؤجج الوضع، وليس أن تهدئه.

وقالت إن نقاط الحديث “كانت استفزازية... لقد تجاهلوا في كثير من الأحيان الفلسطينيين تمامًا. في وقت مبكر، كان الأمر ثقيلاً للغاية على عبارة "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. نعم، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن لم يرد أي ذكر لمحنة الفلسطينيين، أنا، بضمير مرتاح، لم أتمكن من الظهور على شاشة التلفزيون العربي بهذه النقاط الحوارية.. كل ما كان من شأنه أن يفعله (حديثي ضمن هذه النقاط) هو جعل شخص ما يرغب في رمي حذائه على التلفزيون، أو يريد حرق العلم الأمريكي، أو، الأسوأ من ذلك، رمي حجر على قواتنا".

وقالت إنها تخشى أن الأطفال الذين تيتموا بسبب الحرب قد "يحملون السلاح ويسعون للانتقام". وتابعت في حوارها مع واشنطن بوست: "إننا نروج لدورة انتقامية تدوم عبر الأجيال، الأمر الذي لا يجعل الإسرائيليين أكثر أمانا".

وبدلاً من إجراء مقابلات حول سياسة غزة، بينت انها ركزت على جوانب أخرى من وظيفتها، بما في ذلك مراقبة وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية لتقديم تقارير داخلية حول تغطيتها للصراع والسياسة الأمريكية.

وقالت: “كنت أشاهد يومياً الصور التي كانت تنتشر في العالم العربي لجميع الأطفال الشهداء.. كيف لا يصل إليك كإنسانة، كأم؟ وكان من المدمر معرفة أن قنابلنا هي التي قتلت هؤلاء الأطفال، على الأرجح. والأمر الأكثر تدميراً هو معرفة أنه على الرغم من مقتلهم، فإننا لا نزال نرسل المزيد من الأسلحة لأننا نعتقد بطريقة ما أن هذا هو الحل. انه جنون. الدبلوماسية، وليس الأسلحة، هي ما نحتاج إليه”.

وقالت إن التعبير عن المخاوف بشأن السياسة داخل وزارة الخارجية لم يكن بالأمر السهل. وبينت إنها لم تشهد من قبل مثل هذا "الخوف والانزعاج" بين الدبلوماسيين.

وتابعت "الناس خائفون من التحدث مع بعضهم البعض. الناس لا يعرفون كيف يشعر الآخرون. لذلك يحاولون تقييم ما تشعر به؟ يخشى الناس ذكر غزة في العمل". واختتمت حديثها: “إنهم يريدون فقط التظاهر بأن ذلك لا يحدث”.