النجاح الإخباري - في قلب مدينة رفح، حيث يتكدس الناس وتتعالى أصوات الخوف والنزوح تقف خيمة بسيطة شامخة كرمز للإصرار والأمل.

 هدف نبيل ورسالة سامية في خيمة تحمل اسم "الروضة الملكية" عنوانًا للتحدي والإصرار، على مبدأ درويش حين قال: ونحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.

في هذه الخيمة  يتحدى أطفال النزوح الفلسطيني الظروف القاهرة، متسلحين بالعلم والمعرفة، متحدين كل الصعاب التي فرضتها الحرب.

لم يكن يخطر ببال القائمين على المؤسسة "الملكية للتعليم" في خان يونس أن تتحول مبانيهم التي شُيدت بعرق الجبين وحلم السنين إلى أنقاض تحت وطأة الغارات وآلات التجريف العسكرية.

كانت المؤسسة، قبل أن تلتهمها نيران الحرب، ملاذًا للطلاب منذ سن الروضة وحتى أبواب الجامعة، تعدهم بمستقبل مشرق عبر أساليب تعليمية متطورة.

لكن الحلم لم يمت، فقد استبدلت الجدران بقماش الخيام، والصفوف بمساحات مفتوحة تحت سماء رفح الصافية. يقول حسن جبر الشلح، مالك ومدير الروضة: "لم يكن الحلم مجرد مبانٍ، بل كان عبارة عن رسالة تعليمية، ولن يستطيع الاحتلال أن يدمر الحلم". وعلى الرغم من الدمار والحرب التي حرمت الأطفال من التعليم لمدة سبعة أشهر، لم يستسلم الشلح وفريقه، بل ابتكروا طرقًا جديدة لمواصلة التعليم.

"في ظل هذه الظروف الصعبة، كان لا بد من التفكير خارج الصندوق"، يضيف الشلح.

وهكذا وُلدت فكرة الروضة الملكية الجديدة، خيمة تحمل الاسم ذاته للمؤسسة الأصلية، وتعلم أطفال المخيمات داخل مناطق النزوح. استقبل الفريق التدريسي الفكرة بحماس، وأبدوا استعدادهم لتقديم يد العون.

والآن، تنبض الخيمة بالحياة، حيث يتعلم الأطفال القراءة والكتابة ويمارسون أنشطة تبعث على السعادة. من بينهم الطفلة جوري، التي تؤكد على أهمية الحضور والتعلم في "روضة الخيمة"، متحدية الظروف بابتسامة الأمل.

وفي ظل الحرب المستمرة، يظل حوالي 620 ألف طالب في قطاع غزة محرومين من التعليم، ويعانون من صدمات نفسية وظروف صحية صعبة. لكن في "الروضة الملكية"، يجد الأطفال ملاذًا للتعلم والنمو، مؤكدين أن العلم هو السلاح الأقوى في وجه الحرب والدمار.