النجاح الإخباري - في قلب رفح، حيث الحياة تتحدى الدمار، تنبت بذور الأمل في غرفة صغيرة، حيث تجتمع مجموعة من الأطفال حول معلمتهم الملهمة، في غرفة من بيتها حولتها إلى فصل دراسي، تعكس إصرارًا على الحياة والتعلم رغم الظروف القاهرة.

 فصل الأمل

تتلألأ عيون الأطفال ببريق الفضول والإصرار، وهم يستمعون بانتباه لمعلمتهم، نور عبد السلام، التي لم تسمح للحرب أن تطفئ شعلة التعليم. بعد أشهر من الصمت القسري في القطاع، تعود الحياة إلى صفوف الدراسة، لكن هذه المرة، الفصل هو غرفة في منزل نور.

تقول نور: "قبل الحرب، كانت الأمور مختلفة، كنت أعلم الأطفال في المدرسة، أعطيهم واجباتهم وأشرح لهم الدروس. لكن الحرب أخذت منهم كل شيء، حتى الذكريات البسيطة للحروف والكلمات”، تقول نور بنبرة تمزج بين الأسى والأمل.

الأطفال، الذين كانوا يومًا متفوقين، وجدوا أنفسهم أمام حاجز النسيان، حيث محت الحرب معالم التعليم من ذاكرتهم. لكن المعلمة المخلصة نور، بعزيمة لا تلين، وبحس أمومي تحاول إعادة بناء ما تهدم، "أحاول أن أعود بهم إلى الأساسيات، أعلمهم اللغة الإنجليزية بطرق بسيطة، بعيدًا عن المناهج الرسمية، لكي لا ينسوا هذه اللغة، لغة العالم”.

وتضيف نور، "كانت المفاجأة قاسية، لكن الأمل لا يزال موجودًا. أمهات الأطفال تواصلن معي، يرغبن في أن يعود أطفالهن للتعلم، وأنا هنا لأجيب على ندائهن. وإن شاء الله، عندما تزول الغمة، سيعود الأطفال إلى مدارسهم، وسيكونون أقوى مما كانوا عليه".

في هذه الغرفة، حيث تتعالى أصوات الأطفال بالأبجدية والكلمات الإنجليزية البسيطة، تُكتب قصة الصمود والأمل. قصة معلمة قررت أن تكون الفارق، وأن تعيد للأطفال ما أخذته الحرب: الفرصة للتعلم والحلم بمستقبل أفضل.

 نور عبد السلام، نموذج فريد لإصرار وعزيمة النساء في غزة، تتحدى الظروف وتعيد الأمل لقلوب الصغار في رفح.