النجاح الإخباري - في ظل ويلات الحرب التي تعصف بقطاع غزة، ورغم الموت والدمار يسجل أهل غزة عناوين الصمود بكل أشكاله، لا يستسلمون لليأس، بل يرغبون بالحياة ويقبلون عليها بأبسط المعطيات، تجدهم يمارسون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا.

الشباب الفئة الأكثر معاناة من الضغط النفسي بحثوا عن طرق لتفريغ هذا الضغط وشحن طاقاتهم لتستمر الحياة، في أحد الملاعب الرياضية الذي تحول ملجأ للنازحين يقتنص الشبان بعض الوقت قبل موعد الإفطار لخوض مباريات كرة قدم رمضانية يستعيدون قسمًا من الطمأنينة والطاقة الإيجابية.

يحتضن ملعب "كندا" الذي تحيط به خيام النازحين مباريات الشبان الراغبين في قضاء بعض الوقت في ممارسة ما اعتادوا عليه في أيام رمضان كما كانوا يفعلون في السنين الماضية، قبل أن تندلع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي وتودي بحياة نحو 32 ألف شخص، إضافة إلى ما يقارب 75 ألف جريح.

الملعب االذي لا زال صالحة للاستخدام في القطاع بعد نحو ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية، يشهد تحديات هؤلاء الشبان المقهورين ومحاولاتهم لاجتياز الصعاب والاستمتاع رغم القصف والقنابل وانعدام الحياة في غزة.

ويعبر علاء سلامة، أحد سكان رفح، عن الغاية الحقيقية لهذه المباريات، حيث يقول: "هذا ملعب كندا في رفح... إحنا بنرفه عن حالنا.. بس. يعني الواحد مضغوط يعني وانت شايف الوضع الصعب اللي إحنا عايشين فيه. دمار وهم وفقر وحرب.. وكل أساليب الدمار إللي عايشين فيها بنحاول نطلع منها. بنمارس الرياضة يعني مش أكتر".

وبالفعل، تعكس هذه الكلمات حقيقة الحياة في غزة، حيث يُسلط الضوء على الشجاعة والمرونة التي يظهرها الشباب في مواجهة التحديات.

مع اقتراب وقت الإفطار، يختم الشباب تجربتهم في الملعب بأجواء من الرضا والتقارب، حيث يعودون ليتناولوا وجبات الإفطار مع أسرهم إن وجدت، محملين بطاقة إيجابية جديدة تمامًا.

ويقول رائد غنام، أخصائي في الصحة النفسية: "هذه ساعة شبه يومية قبل الإفطار يتجمع فيها الشباب للعب الكرة ورؤية بعضهم البعض. يحاولون قد الإمكان الخروج من الواقع الذي نعيشه بما فيه من قتل ودمار ونزوح".

ملعب كندا تحول من مجرد ملعب كرة قدم إلى منارة من الأمل في بحر اليأس، حيث يتجلى تضامن الشباب وقوتهم في مواجهة الصعاب، وتبقى كرة القدم ملعبًا للمعركة ضد اليأس، وملاذًا لمن يسعون للبقاء صامدين ومتحدين رغم كل الظروف.