نابلس - النجاح الإخباري - خاص - أكد المندوب الدائم لفلسطين لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منير أنسطاس، بأن الاحتلال خلال حربه الدامية على غزة، دمر جميع المراكز الثقافية بما في ذلك المركز الثقافي الفرنسي والمسارح مسحت عن بكرة أبيها، مضيفاً بأن هناك مواقع كان من المفترض أن تكون مرشحة للتراث العالمي، مثل سباط وقلعة الباشا والمسجد العمري الكبير، واستوديوهات الموسيقى وغيرها، لكن جميعها دُمرت.

وأردف أنسطاس حديثه قائلاً "ما حصل في غزة غير مسبوق في العالم كله حتى في تاريخ الحروب العالمية الأولى والثانية"

وأشار السفير في لقاء خاص له على إذاعة النجاح، إلى أن الاحتلال استهدف في حربه المتواصلة، الممارسات التي تعتبر جزءً من التراث الثقافي غير المادي، كالممارسات الإجتماعية العديدة، وكل ذلك في سبيل استهداف الهوية الوطنية الفلسطينية وتدمير لمقومات الحياة كافة، وللذاكرة والتاريخ الفلسطيني.

ووفقاً للإحصائيات المعلنة، بين السفير انسطاس للنجاح، بأن الاحتلال قتل أكثر من 130 صحفيا، ويشكلون قرابة 10% من الصحفيين في قطاع غزة (البالغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون)" ودمر أكثر من 200 مدرسة بما نسبته 50% من مدارس القطاع، في المقابل قتل في الحرب على أوكرانيا (البالغ عدد سكانها 38 مليون) قرابة 35 صحفيا، وإذا ما طبقت النسبة المئوية فهذا يعني أن الاحتلال قتل آلاف الصحفيين ودمر آلاف المدارس في قطاع غزة

وحول اجراءات اليونسكو التي اتخذت مع بدء العدوان على قطاع غزة، ذكر السفير منير أنسطاس، أنه من اليوم الأول للحرب جرى وضع بند جديد على جدول أعمال اليونسكو إلى جانب مشروع قرار يطالب المنظمة بالاضطلاع بمهامها، ومتابعة الدمار الذي يلحق في مجالات اختصاصها، إضافة إلى التخطيط لإعادة البناء.

وفي إطار متصل، بين مندوب فلسطين بــ«اليونسكو» منير أنسطاس إلى إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار غزة، وتم المساهمة فيه من قبل العديد من الدول، آملاً أن يتم زيادة المبالغ في الأيام المقبلة.

ونوه السفير إلى مشروع mobile school الذي يتم العمل عليه بالتعاون مع اللجنة الوطنية في فلسطين، من أجل تعويض الطلبة عن تدمير مدارسهم، بإنشاء خيم تحوي صفوف مدرسية وفيها المعدات المطلوبة، وهذا يساهم على الأقل في توفير الراحة النفسية للأطفال.

وثمن السفير منير أنسطاس مبادرة جامعة النجاح الوطنية، التي انطلقت لدعم الطلبة في قطاع غزة لاستكمال تعليمهم، مؤكداً أنها تشكل خطوة إيجابية في المستقبل لمصير العديد من الطلبة في أوقات الحروب، وعلى الجامعات الأخرى أن تحذو حذوها.

وفي الختام عبر المندوب الدائم لفلسطين لدى(اليونسكو) منير أنسطاس عن أسفه جراء استهداف الاحتلال للعديد من الرموز التعليمية والثقافية في غزة، واعتبر ذلك أمراً لا يمكن تعويضه واسترداده.

ولفت السفير أنسطاس إلى بعض التغير داخل اليونسكو من الدول الأعضاء لفلسطين، وتبنيهم مواقف دولية هامة تدعم حقوق الشعوب الفلسطيني في تقرير مصيره. 

ومن الجدير ذكره أن الحرب على قطاع غزة تتواصل لليوم 192 على التوالي، وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 33,797 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.

كما ودمر الاحتلال وفقاً لوزارة الثقافة، ما يزيد عن 32 مركزًا ثقافيًا ومسرحاً، و 230 مبنى تاريخي، وسرقة آلاف اللوحات الفنية، وآلاف القطع التراثية، فضلا عن استشهاد 46 كاتباً وفناناً بينهم أسماء بارزة، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.