نابلس - النجاح الإخباري - يواصل الاحتلال حملته العدوانية على قطاع غزة، التي تستهدف ليس فقط الأرواح والممتلكات، بل أيضا الرموز والمعالم التاريخية والثقافية التي تحتوي على كنوز لا تقدر بثمن.

من بين هذه المواقع، النصب التذكاري للجندي المجهول، الذي بني عام 1956 في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ويمثل تضحيات الشعبين الفلسطيني والمصري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وكان النصب قد دمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وأعيد إعماره عام 2000 بمبادرة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لكنه تعرض مجددا للتدمير الكامل في العدوان الحالي.

كما دمر الاحتلال مركز رشاد الشوا الثقافي، الذي يحمل اسم رئيس بلدية غزة السابق، ويعتبر من أهم المراكز الثقافية والفنية في القطاع. وشهد المركز فعاليات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية، منها استضافة جلسات المجلسين الوطني والتشريعي، وزيارات لرؤساء دول وشخصيات عالمية، بينهم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي التقى عرفات في المركز عام 1998.

ومن المقرات السياسية التي تفاخر إسرائيل بتدميرها، مقر المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي أنشئ عام 1958، ويمثل مؤسسة تشريعية منتخبة ديمقراطيا.

وكان عرفات قد أدى اليمين الدستورية كرئيس للسلطة الفلسطينية في هذا المقر عام 1996، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأولى في تاريخ فلسطين.

وبالإضافة إلى هذه المواقع، استهدف الاحتلال مباني ومؤسسات تعليمية وثقافية وخدمية، مثل مبنى الأرشيف المركزي بمقر بلدية غزة، الذي يضم وثائق تاريخية توثق مراحل تطور المدينة العمراني، ومدرسة الشهيد ياسر عرفات، ومستشفى الشفاء، ومجمع الزهراء السكني.

كما دمر الاحتلال منزل عرفات في غزة هو مكان تاريخي وسياسي، حيث عاش فيه الرئيس الفلسطيني الراحل من عام 1995 إلى عام 2001، واستقبل فيه زعماء وشخصيات عالمية. يحتوي المنزل على مقتنيات شخصية لعرفات وصور توثق لحياته ونضاله. وكان يزور المكان العديد من الفلسطينيين والأجانب للاطلاع على تاريخ عرفات والقضية الفلسطينية.

كما دمر الاحتلال مبنى الأرشيف المركزي بمقر بلدية غزة، وضم المبنى وثائق تاريخية توثق مراحل تطور المدينة العمراني لأكثر من 50 عاما. وأدى القصف الإسرائيلي إلى إتلاف كل محتويات المبنى وإعدام آلاف الوثائق. واعتبر رئيس بلدية غزة هذا الاستهداف جريمة حرب وإبادة ثقافية.

كما جرى تدمير منتزه ومكتبة البلدية في غزة أيضاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكانت المكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب والمجلات والصحف والمخطوطات وقد أدى القصف إلى تدمير المباني وإتلاف المحتويات.

وبالإضافة إلى ذلك، تم استهداف عدد من المساجد والكنائس في غزة، والتي تعتبر مواقع دينية وتاريخية وثقافية هامة. ومن بينها مسجد العمري الكبير، والذي يعود تاريخه إلى 1400 عام.

وكذلك كنيسة القديس بورفيريوس، والتي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وتحتضن مقبرة الأسقف الذي سميت باسمه. وقد أدى القصف إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين الذين كانوا يلجأون إلى هذه الأماكن بحثاً عن الأمان. ويرى خبراء ومحللون أن إسرائيل تسعى من خلال هذا الاستهداف إلى قطع الفلسطينيين عن ذاكرتهم وتاريخهم، وتقويض هويتهم الوطنية، وإلحاق الإهانة بنضالهم الطويل من أجل الحرية والاستقلال. ويعتبرون أن هذا السلوك يندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الثقافية، التي تدينها المواثيق الدولية والإنسانية.