نابلس - النجاح الإخباري - خاص -رغم وصول مباحثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود وتوقفها، إلا أن العديد من التقارير تجمع على أن الولايات المتحدة وقطر ومصر ترى أن الوضع الحالي بمثابة "توقف مؤقت"، ويتوقعون استئنافها خلال أيام قليلة، فما هي احتمالات دفع المفاوضات إلى الأمام لإنجاز صفقة تشمل وقفا لإطلاق النار؟ وهل بالفعل يمكن جسر الخلافات بين حماس وإسرائيل؟

يقول المحلل السياسي د. أيمن يوسفلـ “النجاح": "برأيي من الصعب القول إن هناك جهود مثمرة على صعيد عملية التفاوض، أي المقاربة التي طرحتها المقاومة الفلسطينية تختلف تمامًا عن مقاربة دولة الاحتلال".

وأضاف: "المقاومة الفلسطينية تريد صفقة شاملة بمعنى وقف إطلاق نار، عودة النازحين الفلسطينيين، دخول المساعدات وعملية تبادل متفق عليها، وهذا منطقي وهذا هو الإطار العام الذي تتكلم عنه اليوم المقاومة الفلسطينية".

وتابع: "إسرائيل بدأت تدخل على التفاصيل، لا عودة للاجئين ولا انسحاب من مناطق قطاع غزة، وإن كان هناك إطلاق سراح لبعض الأسرى الفلسطينيين من ذوي المؤبدات، والأحكام العالية سيتم إبعادهم يعني إلى مناطق خارج فلسطين أو إلى قطاع غزة يمكن أن يسمحوا للنساء وللرجال فوق الخمسين سنة بالعودة إلى الشمال بعدم عودة الشباب".

وشدد يوسف على أن إسرائيل تضع العصا في الدواليب وتختلق الكثير من الأعذار والكثير من الأوهام من أجل إفشال هذه العملية.

وقال يوسف: "يضاف إلى ذلك أن الدور الأميركي ضعيف، نتنياهو يتحدى علنا وبكل صلف الإدارة الأميركية، ويتحدى حتى الوسطاء الإقليميين والدوليين، لذلك أعتقد أننا مقبلون على مرحلة صعبة من المفاوضات".

وأضاف يوسف: "إسرائيل تنتظر أيضا من حماس أن تتنازل أكثر، وهذا لن يحدث لأنه من غير المنطقي بعد خسارة أكثر من 33 ألف شهيد وأكثر من خمسين ألف جريح، وهذا الدمار الهائل في قطاع غزة أن ندخل ربما في صفقة تكتيكية يعني غير مكتملة ولا تلبي الحد الأدنى من يعني احتياجات وطموحات الفلسطينيين".

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر بالجيش الإسرائيلي قولها اليوم الأربعاء إن الحرب التي تدور رحاها في غزة أو لبنان لن تحل بدون اتفاق دبلوماسي أو أكثر.

وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه حقق إنجازات عسكرية كبيرة على الجبهتين، لكن التحركات الدبلوماسية على المستوى السياسي ستكون ضرورية لترجمة تلك المكاسب العسكرية إلى تقدم واستقرار على المدى الطويل.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد، أنه في غياب خطة متكاملة لإدارة غزة بعد الحرب، فإن عناصر حماس تستطيع العودة بسهولة إلى المناطق التي سيطر عليها خلال القتال، مثلما حدث في مجمع الشفاء الطبي في شمال القطاع.

- الأسرى ليسوا أولوية-

المختص في الشأن الإسرائيلي، وليد حباس، فيرى أن نصف المجتمع الإسرائيلي لا يرى أن موضوع إعادة الأسرى أولوية، ويقول حباس في حديث لـ “النجاح": "نتنياهو وائتلافه المكون من 64 مقعدا في (الكنيست) يضعون الأسرى في المرحلة الثانية أو الثالثة من الأولوية، فالأهم لديهم هي القضاء على كل القضية الفلسطينية ممثلة بالمقاومة، وهذا القضاء يترجمونه من خلال حرب إبادة، تدمير شامل للبنى التحتية، التحكم في كيف سوف يكون شكل قطاع غزة في اليوم التالي بعد تهديمه".

ويضيف: "وإعادة الهيبة وقوة الردع لإسرائيل التي تضررت جدًا حتى لو كلف كل ذلك أن يكون هناك تنكر لحياة الأسرى الإسرائيليين وإهمالهم أو تراجع لمكانة إسرائيل مع حلفائها الدوليين مثل الولايات المتحدة".

ويتابع: "وبالتالي عندما نقول إن نتنياهو يريد أن يهمل الأسرى هذا كلام صحيح، ولكن هذا لا يعني أن نتنياهو كشخص، فنتنياهو يمثل تيارا كبيرا، وهذا التيار يوجد لديه من يدعمه أيضا داخل مؤسسة الجيش والمخابرات وباقي الأجهزة الأمنية، وداخل مجتمع المستوطنين هناك تيارات واسعة في إسرائيل يوجد لديهم بطانة أكاديمية ومنظرين ومفكرين ووسائل الإعلام، كل هؤلاء يلتفون حول نتنياهو في هذا العناد الذي يبديه.

ويبين حباس أن هناك معسكر معارض لنتنياهو وعندما نسمعه نعتقد أن نتنياهو هو الوحيد المعارض وباقي الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب، وهذا ليس دقيق تماماً.

- نتنياهو يشتري الوقت-

أما المحلل السياسي راسم عبيدات: "المفاوضات لم تتقدم، وبالتالي لم يكن هناك صفقة تبادل، ونتنياهو كان منذ البداية يشتري الوقت ويعمل على المماطلة والخداع والتضليل، ولا يريد أن يتم إتمام صفقة التبادل ولا الخضوع لشروط المقاومة الفلسطينية، وهو ذاهب إلى معركة رفح وهو يدرك أنه يريد استكمال هذه المعركة خوفا أن تسقط حكومته من قبل الفاشية اليهودية، وبالتالي يحاكم ويذهب إلى السجن".

وأضاف: "نتنياهو يقول لا للانسحاب الشامل ولا لوقف إطلاق نار شامل ولا لإعادة النازحين، فكيف سيكون هناك صفقة؟ ولا لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين بالشروط التي تريدها المقاومة؟ وبالتالي كيف سيكون هناك صفقة تبادل إذا لم يكن هناك عكس هذه الشروط، بمعنى أن يكون انسحاب شامل وقف إطلاق نار شامل وعودة النازحين إلى منطقة الشمال، وصفقة على الأقل تأخذ الاعتبارات الفلسطينية على نحو كبير، ولذلك هذه المفاوضات هي مضيعة للوقت وليس أكثر، والأمور ذاهبة نحو التصعيد وهذا التصعيد أنا من وجهة نظري لا أراه في قطاع غزة، بل هو يتمدد إلى أكثر من ساحة، وخاصة أننا نشهد تصعيد غير مسبوق على الجبهة الشمالية".

ونقل موقع أكسيوس الإخباري اليوم الأربعاء عن أربعة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يوفد مسؤولين اثنين إلى واشنطن الأسبوع المقبل لبحث عملية عسكرية محتملة في رفح.

وكان نتنياهو قد ألغى يوم الاثنين الماضي زيارة كانت مقررة لوفد إسرائيلي إلى العاصمة الأميركية بعد امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وإطلاق سراح المحتجزين.

وقال مسؤول أميركي "طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديد موعد جديد للاجتماع الذي سيناقش قضية رفح".

ومن المتوقع أن يرسل نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي إلى واشنطن.