شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - تواجه القضية الفلسطينية عدوانًا إسرائيليًّا مستمرُا ومتصاعدًا يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات، ويحظى بدعم ومساندة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تمارس سياسة الانحياز الكامل لإسرائيل في كل المحافل الدولية وتعطل كل المبادرات والجهود الرامية لإيجاد حل عادل وشامل للصراع خاصة العدوان الإسرائيلي في حربها على غزة والمستمر لليوم 78 على التوالي والذي راح ضحيته أكثر من 20 ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء وآلاف الجرحى وتدمير كامل للبنية التحتية في غزة.

وحول موقف أمريكا الداعم والمساندلإسرائب قال د. عبد الرحيم الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، إن الانحياز الأمريكي لإسرائيل يعرقل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتعقيبا على وقف الولايات المتحدة الأمريكية من مشروع قرار مجلس الأمن الهادف لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي تحول إلى مجرد قرار إدخال المساعدات وتوسعيها ومراقبتها من قبل الاحتلال، إنَّ سلوك أمريكا يعكس سياسة الانحياز الكامل لإسرائيل التي تمارسها منذ نشأتها وقبل إنشاء إسرائيل وتهجير الصهاينة من أوروبا إلى فلسطين عبر تأشيرات أمريكية حتى قرار التقسيم عام 1947 ولليوم الحالي.

وأوضح الشوبكي  لـ"النجاح" أنَّ موقف أمريكا في مجلس الأمن جاء بعد تدخلها بشكل مباشر وممارسة الضغط على الدول لتغيير الصيغة الأساسية للقرار "المناداة بوقف إطلاق النار ووقف العدوان على الأهالي في غزة"، وهو ما يفسر دور إسرائيل الاستراتيجي المحوري لتحقيق المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وسيطرة الصوت اليهودي واللوبي الصهيوني على القرار الأمريكي.

وأضاف الشوبكي أن هناك انزياح في مواقف بعض الدول الغربية وبعض الدول الصديقة للقضية الفلسطينية سابقا والتي كانت مؤيدة ورافضة لما يحدث على الساحة الفلسطينية، وهذا يحمل في طياته مواقف ضاغطة من قبل شعوب العالم على أنظمتها السياسية، والأهم من ذلك هو تعالي بعض الأصوات الإسرائيلية حول ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة والتي جاءت كرد فعل على مرور 78 يومًا على الحرب دون تحقيق إسرائيل لأهدافها المعلنة سواء القضاء على المقاومة الفلسطينية، أو تدمير منظومة الصواريخ، أو تحرير الرهائن الإسرائيلية لدى المقاومة.

وقال الشوبكي: "المفروض على الدبلوماسية العربية ودبلوماسية بعض الدول كالنمسا وكندا وغيرها التي غيرت مواقفها أن يتم الضغط من باب المصلحة على أمريكا بضرورة التراجع عن موقفها المنحاز للكيان الصهيوني وإدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الأقل نصرة للإنسانية وللفلسطينيين الذين تكبدوا خسائر بشرية هائلة جلها من صفوف المدنيين خاصة الأطفال، وللنظريات الغربية التي تنادي بحقوق الإنسان والتعليم والحياة".

وأشار الشوبكي إلى أن الحاضنة السياسية العربية لأهداف القضية الفلسطينية لزوال الاحتلال وإقامة دولتها ما زالت في دائرة التنديد والتصريحات الإعلامية ومجموعة من القمم التي تخرج بقرارات لم يتم تنفيذها على أرض الواقع، وما زالت الدبلوماسية العربية أسيرة مصالحها مع أميركا.

وأوضح الشوبكي أن المنظومة الأمريكية لم تنجح في الضغط على الدول العربية فيما يتعلق بتشكيل التحالف الدولي لمواجهة الحوثيين في اليمن بالرغم من كثافة الدعوات الأمريكية والضغط من خلال مصالح مشتركة إلا أن الصوت العربي ما زال يندد ويرفض ما يحصل في قطاع غزة، ومع ذلك لا زال الموقف العربي متقاعسا وضعيفا تجاه ما يحدث في فلسطين، وممارسة سياسات الضغط على الدول الراعية لهذا العدوان،

وقال: "نحن العرب لا نمتلك أدوات الضغط على المنظومة الدولية سوى النفط وهو قضية شائكة فيما يتعلق بالمنظومة الدولية وهناك سلب للإرادة السياسية لبعض الدول العربية ما يجعلها تقف في شريحة الإدانة فقط".