غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - أكد إياد نصر عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن حركة فتح قررت عدم الجلوس مع أي تنظيم فلسطيني لا يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وأن ما صدر عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي وعدم توقيعهما على البيان الختامي في موسكو، هو تنكر للإجماع الوطني الفلسطيني الذي حدث في المجلس الوطني الفلسطيني عام، 1988 ولمسيرة منظمة التحرير الفلسطينية الطويلة والمعمدة بدماء الشهداء التي كانت هي الراعية، والخيمة الشاملة للمجموع الفلسطيني بكل أطيافه.

وشدد نصر في حوار خاص مع "النجاح الاخباري" أن من يتنكر لمنظمة التحرير الفلسطينية، هم ليسوا من المجتمع الفلسطيني، وخارجون عن الاجماع الوطني الفلسطيني، لافتاً إلى أن حركتي حماس والجهاد عندما ذهبتا لهذا الطرح فهو بمثابة وضع العصي بالدواليب، والأولى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم الذهاب لمواضيع وقضايا الاصلاح المشترك، إذا كان هناك لأي فصيل وطني يقدمها على الطاولة بعد الاعتراف بها.

وأشار إلى أن حركة فتح ذهبت لمؤتمر موسكو بناءً على دعوة من الجانب الروسي فقط لقضية واحدة، وهي الموضوع السياسي، وقال:" الروس كانوا بصدد دعمنا في مشروع مجابهة صفقة القرن، وأن تصريحات عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في الجلسات الأولى فقد كان متفائلاً بخطاب حركة حماس، حيث كان خطابها منسجماً، واعتبر هذا بداية لكبح حالة الجمود والذهاب لحالة التفاهم التي تقودها مصر، وتعود لحالة التفاهمات والاتفاقات التي تم توقيعها بالقاهرة التي لم تلتزم بها حماس ووضعتنا في أزمات كثيرة.

وتابع:" هذا كان مؤشر ايجابي لكن عندما صُدمنا بعقبة عدم اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية،  هنا يجب أن نقف ،وتنصل حركة حماس من كافة الاتفاقيات معها سواءً أكتوبر 2017، أو ما قبلها ، كان مؤشر على أن حماس لا تريد الالتزام بالاتفاقات الموقعة، ودوماً تماطل،  وتذهب بنا إلى مربعات لا تخدم قضيتنا الفلسطينية على الصعيد السياسي أو الدولي، بل وضعتنا في أزمات كثيرة، حماس تدرك تماما أننا امام صفقة قرن تحدق بالقضية الفلسطينية وتسعى إلى تصفيتها ، بنفس اللحظة تصر حماس على مواقفها الرافضة لحالة من عدم الوحدة الوطنية والشراكة  من خلال  عدم تنفيذ الاتفاقات التي وقعت في القاهرة."

وأكد نصر أن فتح حريصة على استمرار العلاقات الوطنية، وخلق حالة من الشراكة على الساحة الفلسطينية، وقال :" حريصون أن نكون تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، وكان إصرار المجلس الثوري على خلق أجواء إيجابية مع الفصائل الفلسطينية الوطنية كلها، لنكون على قلب رجل واحد في تجاه التصدي لكل المشاريع التصفوية، التي تهدف تصفية قضيتنا الوطنية وخاصة أن جلسات الثوري جاءت في وقت انعقاد، أو دعوة الولايات المتحدة لمؤتمر وارسو ."

وفيما يتعلق بمؤتمر وارسو أكد انه جاء بمكوناته الأساسية لتصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على القيادة، ومحاولة قلب المبادرة العربية من ياءها إلى ألفها، وليس من ألفها ليائها، وعنوانها حل القضية الفلسطينية، ولفت إلى أن التطبيع العربي الاسرائيلي جاء لحل وتصفية للقضية الفلسطينية، ولا يوجد هناك أي دولة مخولة بالحديث."

وتابع:" أزمتنا في وارسو الحديث عن بدلاء عن منظمة التحرير الفلسطينية وكانت هناك مساعي حقيقية أن يكون هناك متحدثين باسم الشعب الفلسطيني، بدلاً عن الشعب الفلسطيني وهذا ما دفعنا لرفضه جملة وتفصيلا، والدور الأمريكي وصفقته التي قدمها تتساوق مع بعض الفصائل الفلسطينية بنفس المضمون، وبنفس المضمار، هدفهم عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقارن نصر بين الولايات المتحدة التي تحاول الالتفاف على القيادة والقضية الفلسطينية، ومن ذهبوا إلى مؤتمر وارسو، وعن من تحدثوا عن بدلاء لمنظمة التحرير، وحتى إن كان موقفهم، رافضاً لوارسو لكن المضمون في خطاباتهم كان منسجم مع وارسو.

أبرز قرارات المجلس الثوري الأخير

ولفت إلى أن من أبرز القرارات التي خرج بها المجلس الثوري الأخير كان بالأساس هو إصرار حركة فتح على استمرار المقاومة الشعبية، ورفض صفقة القرن، ورفض كل القرارات المتعلقة بهذه الصفقة.

وأكد على أن الدور الأمريكي الذي بات منحازاً لإسرائيل، لا يجوز أن يكون متفرداً بالوساطة لعملية السلام، إضافة إلى أنه لا رجوع للعلاقات الأمريكية والدور الأمريكي إلا بتراجعها عما تقدم به ترامب في موضوعات القدس، واعتبارها عاصمة لإسرائيل، والرجوع عن هذه القرارات هو بمثابة الرجوع لقبول الدور الأمريكي ضمن مجموعة دولية تشرف على عمليه السلام، وما دون ذلك في نظر ومقررات المجلس الثوري مرفوضة.

تشكيل حكومة جديدة

ومن بين القرارات التي أكد عليها المجلس الثوري في اجتماعه الأخير متعلقة بالحالة التنظيمية، وتعزيز المقاومة الشعبية الفلسطينية السلمية والكثير من الأمور التي تمس الوضع الداخلي التنظيمي، وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.

ونفي أن يكون التأخير في تشكيل الحكومة هو نتيجة للخلاف بين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح على من سيقود تشكيل الحكومة كما تتناقله بعض الوسائل الإعلامية، وقال:" على العكس هناك حديث واضح أن الموقف منسجم تماماً بين اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية في تحديد رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة، وقد ترك موضع تشكيل الحكومة للرئيس عباس لكي يسمي رئيس الوزراء، ومن ثم ننتقل بمشاورات مع كافة الفصائل الفلسطينية للمشاركة في حكومة فلسطينية فصائلية، تكون قادرة على الذهاب لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وتكون قادرة على إنهاء حالة الانقسام، وخلق أجواء ايجابية، وتوحيد شطري الوطن ومن ثم تنفيذ هذه الانتخابات، والذهاب لرؤية فلسطينية لمجابهة صفقة القرن."

حكومة رامي الحمد الله تعمل في أوضاع شبه مستحيلة

وحول الظروف التي تعمل بها حكومة رامي الحمد الله والظروف التي عملت بها الحكومات السابقة، شدد نصر على أنه لم توجد حكومة فلسطينية منذ بدء معالم النظام الفلسطيني قامت بدورها بسلاسة وبأجواء مريحة، بل كانت كل الحكومات التي شكلت تواجه عقبات وصعوبات عليها من قبل إسرائيل، والولايات المتحدة.

وأشار الى الأزمات التي تواجهها الحكومة الحالية من بينها الضائقة المالية، ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية لتجفيف موارد السلطة الفلسطينية، ومساعي إسرائيل الأخيرة باقتطاع المقاصة الفلسطينية، وخصم رواتب الشهداء والجرحى، وقال:" في نظري حكومة الحمد الله واجهت أزمات، ولا زالت تواجه أزمات من قبل "الإسرائيليين" وأي حكومة قادمة لن تكون بعيدة أو بمنأى عن هذه الأزمات."

حان الوقت لتنفيذ الاتفاقات وليس اللقاءات المتكررة

وعند سؤاله عما إذا وجهت للسلطة الفلسطينية دعوة للحوار مع كافة الفصائل في القاهرة قال: لم نكن في يوم من الأيام عقبة أمام أي مسعى لتحقيق الوحدة الفلسطينية، ولكن حالة الملل التي باتت تعتري الشارع الفلسطيني في موضوع اللقاءات الاعلامية والحوارات، باتت تشكل ضجراً لدينا، وهناك اتفاقات وقعت مع حماس كان آخرها في أكتوبر 2017 ، الأمر الذي يستدعي التنفيذ للاتفاقات الموقعة والذهاب للوحدة الفلسطينية لأن عامل الوقت لا يخدم القضية، وحالة الالتفاف والتآمر على القيادة والقضية الفلسطينية، أقرب مثال على ذلك صفقة القرن والتطبيع العربي مع الكيان الاسرائيلي، فاذا لم يتم التصدي  لها بقوة سوف تخسر القضية كثيراً.