تمارا حبايبة - النجاح الإخباري - زعمت مصادر سياسية في تل أبيب أن مندوبين عن قيادة الجيش والحكومة الإسرائيلية أجتمعوا مع شخصيات فلسطينية محلية في غزة، لبحث إمكانية تشكيل قيادات محلية لتولي إدارة الشؤون المدنية بدلاً من حركة "حماس".

ووفقًا للمراسل العسكري لقناة "12" الإسرائيلية، نير دفوري، فإن الحكومة الإسرائيلية بدأت العمل على وضع نموذج لحكم محلي في غزة، بهدف إعادة تنظيم الشؤون المدنية وتوزيع المساعدات الإنسانية.

وادعى دفوري أن الجيش باشر عملية تنظيف حي الزيتون في غزة، بهدف تمكين سكان القطاع من إدارة الحي بشكل مستقل عن "حماس".

ويرى الخبراء أن هذه الخطوة تأتي في إطار استعداد الاحتلال لما يُعرف بـ"اليوم التالي" في غزة.

ومع ذلك، عبرت حركة "حماس" عن رفضها لهذه الخطوة، معتبرة أنها تهدف إلى إعادة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع. وأكدت أن أي محاولة لإقامة حكم محلي خارج سيطرتها ستكون محكومة على الفشل، معتبرة أن ذلك يُعتبر استمرارًا للانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وقالت القناة الإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية لم تصدر تصريحًا رسميًا حول هذا الخبر، لكن من المتوقع أن تعارض هذه الخطوة التي يُعتبرها البعض تدخلاً في شؤون السلطة الفلسطينية.
 
وكان الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، طرح خلال مؤتمر صحافي هذا النموذج كمشروع دولي لتحقيق الأمن في غزة، مؤكدًا أنه ليس مبادرة إسرائيلية فقط. وشدد على أهمية التحكم الأمني الكامل في المنطقة، مع تحذير من تحويل المساعدات إلى غزة دون ضمانات أمنية.

وكانت إسرائيل قد سعت مرارًا إلى تشكيل قيادات محلية في المناطق الفلسطينية منذ احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية في عام 1967، ولكن تلك المحاولات، بما في ذلك روابط القرى، فشلت بسبب رفض الفلسطينيين الاعتراف بها واعتبارها محاولات لتثبيت الاحتلال ومنع إقامة دولة فلسطينية.

كما أن الحديث عن مخطط لتغيير مناهج التعليم يشير  إلى تمسك القادة الإسرائيليين بفكرة أن العداء لإسرائيل ينبع من التحريض في كتب التعليم، بينما يعاني الأطفال الفلسطينيون مباشرة من آثار الاحتلال ويتعرضون للعديد من المصاعب والمخاطر دون الحاجة إلى تحريض لكره المحتل.

ويعتقد الكثيرون في الأوساط الفلسطينية أن محاولة تغيير مناهج التعليم يأتي في سياق المحاولة للتصدي لاتهامات جنوب أفريقيا في المحكمة الدولية في لاهاي، والتي تتهم إسرائيل بممارسات تقوض حقوق الإنسان وتسعى لإبادة الشعب الفلسطيني.