شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - يستمر الغموض حول المفاوضات الجارية لوقف إطلاق نار يقود لصفقة تبادل بين حماس وإسرائيل، وكانت مصادر إسرائيلية نفت توجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة، الأحد، قبل الحصول على قائمة توضح عدد الأسرى الأحياء والأموات، وهو طلب رفضته حماس، وفيما تشير تقارير عدة إلى أن الصفقة في طريقها للحسم قبل شهر رمضان، تزداد الأسئلة حول مدى جدية رئيس وزراء الاحتلال في المضي قدما في هذا الملف، الذي يتوقع وفقاً لتقديرات أميركية أن يكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار والدخول في مباحثات سلام تشمل دمج إسرائيل في المنطقة مقابل إقامة دولة فلسطينية.

نرجسية إسرائيلية

المحلل السياسي أيمن يوسف يقول لـ"النجاح" إن نتنياهو يمثل "النرجسية الإسرائيلية اليمينية المتطرفة" ويسعى لاستمرار المعركة في ظل عدم وجود بدائل.

وأضاف أن نتنياهو يتدخل في التفاصيل الفنية للمفاوضات من أجل إفشالها..

وأشار يوسف إلى أن نتنياهو يبحث عن سيناريو يصل فيه إلى مدينة رفح، لإنه يعتقد أنه بذلك يمكنه أن يضعف حماس والمقاومة في قطاع غزة.

وتابع أن نتنياهو يستغل الحرب على غزة من أجل فرض واقع جديد على الفلسطينيين، ينهي أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ويحولهم إلى كانتونات معزولة.

وأكد على أن المقاومة الفلسطينية تظهر مرونة كبيرة وتكتيكية واستراتيجية من أجل التوصل إلى صفقة أو هدنة، حتى وإن كانت قصيرة الأمد.

وانتقد يوسف الشرط الذي وضعه الاحتلال الإسرائيلي بشأن إظهار أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة، معتبرا أنه شرط تعجيزي ومراوغ.

وقال إن إسرائيل تريد أن تتأكد من الأسماء الموجودة لدى حماس من أجل فرض رؤية فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين.

وأضاف: "رغم الصورة السوداوية أتوقع أن تنجح الضغوطات الدولية الجارية في فرض هدنة في شهر رمضان المبارك".

أميركا تمارس الضغوط

بدوره يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، نزار نزال، خلال حديث لـ"النجاح" إن نتنياهو يضع عراقيل للتفاهمات الجارية لتحقيق هدنة ووقف إطلاق النار في غزة.

لافتا إلى أن تصريحات الجانب الإسرائيلي بخصوص الشروط التي طلبها من المقاومة الفلسطينية وتسليم قائمة بأسماء الأسرى لإتمام صفقة تبادل والتوصل إلى هدنة أمرٌ خطير، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبدي استعدادًا لدعم إسرائيل رغم التوترات، وتعمل على تبرئة إسرائيل من أي فشل محتمل في التفاهمات الحالية.

وأضاف أن نتنياهو يسعى لتعطيل أي اتفاق ويرغب في تحقيق مكاسب استيطانية وأمنية. ويعكس الشرط المفروض حول كشف أسماء الأسرى الإسرائيليين أهمية تكتيكية لنتنياهو في التفاوض.

وأوضح أن نتنياهو، يسعى إلى تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية فشل التفاهمات، ويكيل لها الاتهام بالتماطل وعدم جدية في التعامل مع الظروف في قطاع غزة.

ويشير إلى رغبة نتنياهو في تجنب الالتزامات وتحويل الانتباه عنها من خلال إلقاء اللوم على المقاومة.

ولفت نزال إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا كبيرة على إسرائيل لتحقيق تقدم في التفاهمات قبل بداية شهر رمضان.

خلافات تكتيكية 

وحول زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الحرب بني غانتس الولايات المتحدة وبريطانيا التي تحمل رسائل سياسية واستراتيجية في ظل الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية بشأن الحرب على غزة، وتصاعد التوترات بين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بني غانتس، حيث أُصدرت تعليمات لسفارة إسرائيل في واشنطن بعدم تسهيل رحلة غانتس إلى الولايات المتحدة.

 قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات لـ"النجاح" إن زيارة غانتس تعكس الضغط الأمريكي على نتنياهو لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وتشير إلى التنسيق بين الأذرع الأمريكية والإسرائيلية التي تمثل الرؤية الأمريكية فيما يتعلق بالحرب.

وأضاف بشارات أن زيارة غانتس تهدف أيضا إلى محاولة التعرف إلى بعض ما يدور في الكواليس داخل المؤسسة الإسرائيلية حتى تأخذها الإدارة الأمريكية بالاعتبار في أي خطوات مستقبلية.

وأشار بشارات إلى أن هناك إحباطا وغضبا عميقا من الإدارة الأمريكية من الحكومة الإسرائيلية التي وصفها البيت الأبيض بـ"العنيدة والمتعجرفة"، وأن هناك خلافات تكتيكية وليست جوهرية بين الطرفين في كيفية إدارة الحرب.

وقال إن هذه الأهداف تتعلق بتدمير البنية التحتية والقدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وإضعاف السلطة الفلسطينية، وتقويض المصالحة الوطنية، وتعزيز الانقسام الجغرافي والسياسي بين الضفة وغزة

وأكد بشارات أن هذه الحرب لم تحقق أي أهداف حتى الآن، وأن المقاومة لا زالت تبذل جهودها لفرض شروطها المشروعة.

وتعبّر هذه الأحداث عن تصاعد اللغط السياسي في الداخل الإسرائيلي من جانب وبين إسرائيل وأمريكا من جانب آخر.

ويعتبر محللون أن زيارة غانتس تعكس ضغطًا أميركيًا لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق وقف لإطلاق النار، وتأكيد على التنسيق الأميركي الإسرائيلي .

عرقلة الاتفاقات

قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، نهرو جمهور، إن نتنياهو يستخدم الأسرى كورقة تفاوض وسيلة للتحايل على الرأي العام، مشددًا على أنه يرفض أي اتفاق يهدد أهدافه الاستيطانية والأمنية.

وحول زيارة غانتس لواشنطن والحنق السياسي الذي يمارسه نتنياهو ضده، أكد أن العلاقة بين إسرائيل وأميركا تعتمد على غانتس في كبح جماح نتنياهو والتأثير على السياسة الإسرائيلية، ويبدو أن واشنطن ضاقت ذرعا من تصرفات نتنياهو، وفتحت خطا موازيا مع غانتس لتخفيف تهور الأول في الحرب الحالية بدوره أن بيني غانتس، يعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي لتحقيق أهدافه.

وأشار جمهور إلى أن غانتس كان حاضرًا في الولايات المتحدة قبل دخول حكومة الطوارئ في إسرائيل، ما يعكس دوره كشخصية أمريكية في إسرائيل.

وركز على دور غانتس في تشكيل صورة إيجابية لإسرائيل أمام المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن هذا الجهد يهدف إلى تليين صورة الدولة وزيادة شرعيتها.

وفيما يتعلق بالتوتر بين غانتس ونتنياهو في حزب الليكود، أشار جمهور إلى أن هذا الصراع يعكس التقدم الكبير الذي يحققه غانتس ودوره المتوقع كخليفة لنتنياهو، في حين يرى أن الهجوم على أعضاء الحزب يهدف إلى التأثير على صورة غانتس وتقويض فرصه في المشهد السياسي.

وفيما يخص شروط نتنياهو للاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني، أشار جمهور إلى أن نتنياهو يعرقل أي اتفاق ويرغب في مفاوضات لغرض المفاوضات فقط، ويركز على إظهار التزامه بالمسار السياسي أمام الجمهور الإسرائيلي.

وأكد جمهور على أهمية الصمود الفلسطيني رغم التحديات، مشيرًا إلى أن الصراع في إسرائيل يعكس الاختلافات في الرؤية الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، بين الصهيونية التقليدية والمنظومة الدينية التي تسعى للتأثير على هيكل الدولة.