غيداء نجار - النجاح الإخباري - انتشرت مشروبات الطاقة بكثرة بأشكال وأنواع متعددة، ويقول مروجوها إنها منشطة للجسم والعقل، بالمقابل يحذر المختصون من أنها سماً قاتلاً لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين.

ووجد الشبان في مجتمعنا من ذكور وإناث، بمشروبات الطاقة سحر للتخفيف من معاناتهم وتعبهم، لذلك يلجأ أغلبهم لشراء هذه المشروبات والتي تتنوع بأكثر من مسمى ومنها " ريد بول، اكس ال، سوبر بلو، هايبي".

وزارة الصحة الفلسطينية سارعت إلى التحذير بدورها المواطنين من عدم تناول مشروبات الطاقة بكافة أشكالها، مؤكدة "أنه ضرر بحت ولا فائدة مرجوة منها لجسم الإنسان"، وأن تناولها بكميات فوق الحد الطبيعي يؤدي للإدمان وإلى الاصابة بضغط الدم وتقليل فعالية الجهاز الهضمي، إضافة إلى عدة أمراض أخرى.

ويؤكد مدير دائرة التغذية في وزارة الصحة موسى حلايقة، أن الغموض لا يزال يلفُّ بعض الجوانب الصحية، لنقص الدراسات العلمية القوية عن بعض مكوناتها، ولكونها منتجات حديثة نسبيًا، ما زلنا بحاجة لما يؤكد أو ينفي أضرارها على المدى البعيد.

وقال حلايقة لـ"النجاح الإخباري": "تحتوي مشروبات الطاقة على المكونات التالية: كميات كبيرة من السكر، الكافيين، الاحماض الامينية، الفيتامينات مثل (B2)،(B3)،(B6)، (B12)".

وأضاف: "هذه المشروبات مسؤولة عن انتاج الطاقة في الجسم، ولهذا سميت بمشروبات الطاقة، بالاضافة لإحتوائها على كميات عالية من الكافيين ومادة التوليين المستخلصة صناعيا".

وحول مخاطرها، استدرك د.حلايقة :"لم يصدر من منظمة الصحة العالمية اي بيان يمنع تداولها، بينما يكم خطرها بكثرة تناولها، لاحتوائها على مادة الكافيين بكميات عالية تؤدي لسرعة نبضات القلب بدلا من 70-73 يصل لـ150"، مشدداً انه من غير المسموح تناول اكثر من 250 مل يومياً.

"طاقة فارغة"

وأشار إلى أن سبب ادمان المواطنين خاصة الشبان عليها كونها تعطي بالطاقة، ولكن طاقتها مؤقتة "طاقة فارغة" وذلك بسبب احتوائها على السكر، وكثرة السكر يجعل الشخص يكتفي بها ويشعر بالشبع عن أي غذاء آخر، موضحاً أن هذا ما يقلق على المدى البعيد لتعرض المواطن لنقص عناصر تحتوي على الفيتامينات والمعادن والبروتينات.

وحول دور الصحة بهذا الخصوص، يقول حلايقة : " نقوم بحملة توعوية، والتوضيح عبر وسائل، لإيصال المعلومة للمواطنين كافة، فقد أصبحت منشرة بشكل كبير للأسف، فهناك 20 منتج منها موجود بفلسطين".

وحول التساؤلات التي يطرحها الموطنون عن السبب وراء اصدار الصحة بيان بمنع تداول هذه المشروبات في الأسواق، أوضح د.حلايقة أننا بحاجة لدراسات وابحاث عالمية تثبت ضررها الكافي ليتم منع تداولها، مشيراً إن وجود هذه المشروبات في السوق الفلسطينية ليس خطيراً، بل إن كثرة استخدامها هي التي تحدد مستوى الخطورة، فتناول الحد المسموح به يومياً رغم أنه مضر إلا أنه لا يصل إلى مراحل خطيرة إلا أذا تم تجاوز الكمية المسموح بها.

وقال د. حلايقة إن اعتماد الجسم على أي مواد منبهة أو منشطة صناعية يسبب حالة إدمان تصل إلى تدمير الجهاز العصبي‏، ولابد من تدوين جميع المعلومات

وأوضح أن دائرة التغذية في وزارة الصحة تقوم وبعد صدور تعليمات فنية الزامية صادرة عن مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية ومعتمدة من قبل وزير الصحة ووزير الاقتصاد الوطني بحيث يتم تسجيلها وذلك لمطابقتها مع المعايير العالمية المسموحة ومع التعليمات الفنية، فيما يتم تدوين جميع المعلومات عن محتويات مشروبات الطاقة على العبوة مع التحذير من مخاطر سوء الاستخدام‏،  وتحديد الحد الآمن المسموح بتناوله يوميا وهو عدم تناول أكثر من 250 مل يوميا (أي عبوة واحدة)ً، وتحذير مرضى الكبد، والقلب، والسكري.

بدروه، يرى مدير مركز "السموم والتحاليل الكيماوية البيولوجية" في جامعة النجاح أمجد عز الدين: أن مشروب الطاقة عبارة عن مشروب يحتوي على كمية كبيرة من السكر والكافيين، حيث تؤدي هذه المنبهات إلى تحفيز القلب على الخفقان بشكل أكبر، لذلك ينصح مرضى القلب والضفط وكبار السن ولاعبي الرياضة بعدما تناولها.

وأضاف:"إن مشروبات الطاقة تحتوي على الأحماض الأمينية والتي تكون موجودة في اللحوم والأسماك، وينتجها الجسم ذاتياً، ولكن بعد الاستخدام المتكرر لهذه المشروبات يعتمد الجسم على اكتساب هذه الاحماض خارجياً من هذه المشروبات فيخف انتاجه لها، وهذا ليس بالأمر الجيد."

يُذكر أن دراسة حديثة ذكرت أن احتساء نحو 29 ملم من مشروبات الطاقة يرتبط بتغييرات مضرة محتملة في ضغط الدم ووظائف القلب بشكل يفوق آثار الكافيين الموجود بالمشروبات الأخرى.