صدام فارس - النجاح الإخباري - يمتلك الكثيرون موهبة الكتابة ولكن لا يمنحوها حقها لتضيع أقلامهم بين الأقلام، على عكس الكاتب والمؤلف "حسني العطار" في الستينيات من العمر، الذي يمتلك مكتبة خاصة في منزله، رفوفها ممتلئة بمؤلفاته التي تتنوع ما بين الأدب والثقافة والفكر وعلوم القرآن والحديث والتاريخ وكذلك القضية الفلسطينية، حيث بلغت عدد مؤلفاته حوالي (57) مؤلفاً.

عند زيارة مكتبة العطار الذي يقطن في محافظة رفح جنوب القطاع، يعتقد الزائر للوهلة الأولى أنَّه داخل مكتبة كبقية المكتبات العامَّة التي تهتم بجمع الكتب في مختلف المجالات وطباعتها، وتقديمها للباحثين والدارسين ممن يهتمون بإثراء مخزونهم الثقافي والعلمي أو من يواظبون على القراءة، لكن الأمر يختلف هنا قليلاً، فرفوف مكتبة العطار مرصوصة بالكتب المؤلفة من الورق المستعمل.

على ورق مُستعمل:

يقول العطار لمراسل "النجاح الإخباري": "إنَّ قلة الإمكانيات المادية والظروف الاقتصادية الصعبة جعلته يستعمل أوراق الاختبارات القديمة التي كان يستخدمها خلال فترة عمله معلماً في التربية والتعليم، إصراراً منه على الاستمرار في الكتابة والتأليف، وعدم طمص الموهبة التي ورثها عن أعمامه الذين كانوا يمتلكون مكتبة خاصة بهم، حيث كان يقضي معظم وقته بتصفح كتبها والإطلاع على محتوياتها وقراءة موضوعاتها".

بدايته في التأليف:

بدأ العطار بجمع الكتب منذ سن العاشرة، حتى راودته فكرة تدشين مكتبة خاصة به، يضع فيها أصناف الكتب التي يقوم بجمعها، إلى أنَّ تطورت رؤيته وراودته وهي فكرة الكتابة والتأليف حتى أنجز أولى مؤلفاته والتي حملت عنوان "الماسونية - أخطر الجمعيات السرِّية"، حيث قام بطرحه خلال المسابقة التي عقدتها الجامعة الإسلامية في العام (1984).

ومنذ ذاك الحين ألَّف العطار عددًا كبيرًا من الكتب حملت اسمه، لكنها بقيت أسيرة أدراج مكتبته، لعدم قدرته على دفع تكاليف طباعتها ونشرها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، وعدم إهتمام الجهات المختصة بذلك.

ونوَّه العطار إلى أنَّ مؤلفاته تحتاج إلى دعم واهتمام حتى ترى النور، ليستفيد منها الدارسين والقراء، فهي مُحكمة أكاديمياً من قِبل المعاهد العليا والمراكز الأدبية والعلمية، حيث قام بنشر أربعة كُتب في جمهورية مصر العربية، من أصل (57) كتاباً وظلت بقيتها تنتظر الدعم من الجهات المسؤولة ودور النشر ليتسنى له طباعتها ونشرها.

وأشار "العطار" إلى أنَّه عَمل مُعلماً، ثم أُحيل عن العمل بعد أن قُطع راتبه دون سابق إنذار أو سبب يوضح ذلك حسب قوله، ويأمل بأن يعود راتبه من جديد كي يُخصصه لتكاليف طباعة ونشر مؤلفاته، وختم العطار حديثه قائلًا: "إنَّ أبواب مكتبتي مفتوحة للجميع في الأدب والعلوم الإسلامية واللغة العربية والفلسفة".