نابلس - النجاح الإخباري -  

قد يدعوك العنوان إلى الاستغراب أو الضحك، وقد تكون محقاً، ولكن العديد من الدراسات الاقتصادية أفادت أنه في حالات الأزمات الاقتصادية والصحية التي مرت به العديد من شعوب العالم، تغير النمط التسوقي الاستهلاكي للنساء، حيث باتوا يستبدلون السلع الاستهلاكية مرتفعة الثمن مثل الملابس ذات الماركات العالمية، وغيرها من الاكسسوارات الثمينة، والهواتف المحمولة ممتازة النوعية، والسيارات الفارهه وخلافه، إلى ما يحقق لهن الرضى والسعادة بأشياء أقل كلفة، وقد لوحظ زيادة الطلب على أحمر الشفاة، وبوليش الأظافر، وصبغات الشعر، وغيرها من أدوات المكياج.

على وجه العموم فإن الأفراد الذين يعانون من ضائقة مادية يرغبون دائما في مكافأة أنفسهم بشيء ما يجعلهم ينسون واقعهم السيء؛ وهذا ما يجعل مطاعم الوجبات السريعة وصالونات التجميل والمقاهي تعمل بشكل جيد وقت الأزمات حيث أنها تستفيد من الحاجة النفسية لهؤلاء العملاء في زيادة مبيعاتها.

هذه الظاهرة الاقتصادية بات تعرف بمؤشر أحمر الشفاه الأقتصادي، وتم إطلاق هذا المصطلح لأول مرة في عام 2001 من قبل ليونارد لودر Leonard Lauder  الرئيس الفخري لشركة مستحضرات التجميل Estée Lauder الأمريكية الضخمة، حيث لاحظ نمطًا ثابتًا من ارتفاع مبيعات التجميل خلال فترات الانكماش الاقتصادي التي تعود إلى فترة الكساد الكبير، بالتحديد فإن مبيعات أحمر الشفاه كانت أعلى حوالي 11%، لاحظ لادور علاقة تناسب عكسية بين أحمر الشفاه والوضع الاقتصادي، فكانت مبيعات أحمر الشفاه متردّية عندما كان الاقتصاد قويًّا. ليس فقط أحمر الشفاه بل حتى طلاء الأظافر الذي حقق أكبر مبيعات في عالم التجميل خلال 2008-2009.

وفي تفسير نظري آخر لتأثير أحمر الشفاه، ذهب بعض الاقتصاديون إلى القول أنه في فترات الانهيار الاقتصادي يحدث تنافس أعلى في أسواق العمل، وينعدم معها الأمن الوظيفي، مما يدفع بالموظفين الحاليين أو الباحثين عن العمل إلى الظهور بإطلاله جميلة ميسورة التكلفة للحفاظ على وظائفهم الحالية أو تعزيز فرصهم كموظفين مستقبليين.

الخلاصة أعزائي، في ظل أجواء عامة تسودها الأزمات؛ غلاء الأسعار، تراجع في أسعار صرف العملات، تدني جودة الحياة وغير ذلك، فقد يكون في بعض ألواح من الشوكولاته أو ملبوساً أنيقاً أو عطرًا أو ربّما صورة فوتوغرافية وسيلة مناسبة للحفاظ على صحتنا العقلية ورفع معنوياتنا!