النجاح الإخباري - عندما تقف على أطلالها يدور في ذهنك عشرات الأسئلة، وتداهم مخيلتك صور أطفالها يلعبون في الأزقة، ورجالها يتجولون في الحقول، ونسائها يضفن للمكان حياة وأمل في غد مشرق.

مرت الآن أكثر من سبعة عقود على تهجير الاحتلال الإسرائيلي لقرية دير أبان الواقعة على بعد 25 كيلو مترا غرب مدينة القدس، على تل كبير محاط بوديان واسعة في جنوبها وشمالها.

حاول الاحتلال طمس معالم المكان، حيث زرع الأشجار الحرجية ليبدو الموقع كأنه لم يسكن من قبل. لكن  الصبار والزعتر البري وأشجار الخروب التي زرعها أهالي القرية الفلسطينية لا تزال شاهدة عن من كانوا هنا، ورافضة لكل محاولات الطمس والتذويب والإلغاء.

كانت القرية تعج في الحياة، وتحتضن مسجدا عرف باسم "العمري" وكذلك مدرسة ابتدائية، ومقام لولي صالح، لكنها اليوم باتت ركام حجارة لا يهتدي إليها الزائر.

تقدر مساحة دير أبان المهجرة 23 ألف دونم واستغلها الاحتلال في بناء مستوطنات مثل بيت شيمش ومحسياه وتسورعاه ويشعي.

قدر عدد سكانها قبل النكبة نحو ألفي وخمسمائة نسمة، وهجر غالبيتهم إلى مخيمات في الضفة الغربية والدول المجاورة.

ويقول شهود عيان من أهالي دير أبان إن قريتهم لم تسقط بيد العدو بسهولة بل استبسل سكانها في الدفاع عنها، فكانت أخرى القرى التي تسقط في قبضة العصابات الصهيونية بعد سلسلة معاركة ضارية.

ولم يكتف الاحتلال بتهجير المواطنين الفلسطينيين وسرقة بيوتهم وممتلكاتهم بل انه أيضا نبش القبور في باطن الأرض بحثا عن الذهب والآثار.