النجاح الإخباري - أثبتت أرقام نشرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا- في المؤتمر الخاص بسوريا في بروكسل أنه لم يخفض الأثر المدمر للحرب في سوريا من التحصيل الأكاديمي للطلبة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة.

وقال المفوض العام للأونروا بيير كراينبول الذي وصل مباشرة إلى بروكسل بعد زيارة ميدانية إلى حلب استمرت ثلاثة أيام  إن "طلبة الأونروا في سوريا يتفوقون أداءً على أقرانهم حول المنطقة وهو أمر يدعو إلى التواضع ويثير الحماسة في وقت واحد"، وأضاف أنه رأى بأم عينه "التدمير المروع الذي أصاب مرافق التعليم والبنى التحتية الأخرى، والأطفال في سوريا يشهدون ساعة بساعة ما لا ينبغي أن يراه أي طفل على مدار حياته كلها".

ووجد تقرير الأونروا أنه حين تم تقييم ثلث طلبة الأونروا عبر الشرق الأوسط في الصفين الرابع والثامن في مادتي اللغة العربية والرياضيات، فإن الطلبة في سوريا كانوا الأفضل أداءً بالإجمال. 

وأظهر طلبة الأونروا في سوريا أيضاً أكبر قدر من التكافؤ بين الجنسين في مستوى التحصيل الأكاديمي عبر المنطقة، وكان لديهم بالمتوسط أدنى معدل تراكمي من التسرب الدراسي.

وأوضح البيان أن بعض البرلمانات الطلابية في مدارس الأونروا في سوريا تدير برامج توعية خاصة بها لمساعدة الأطفال على العودة إلى المدارس سعياً لمكافحة التسرب، ويقول بيير كراينبول: إن "الدعم الذي يمكن للأطفال أن يعطوه لغيرهم من الأطفال أمر رائع. ويجب أيضاً الإشارة إلى دور برنامجنا للتعليم في أوضاع الطوارئ، والذي يفي بالوعد في بناء مستقبل مستنير لصالح أكثر من 46,000 طالب وطالبة بطرق مبتكرة ومرنة. إن هذه الأرقام الأخيرة عن التحصيل تشهد على ذلك. كما أود أن أشيد بموظفي الأونروا عبر سوريا، والذين فقدوا 20 زميلاً لهم لقوا حتفهم في حوادث مرتبطة بالحرب.

في الوقت ذاته، أظهرت أرقام الأونروا التي تم الكشف عنها في مؤتمر بروكسل أن 70% من جميع مدارس الوكالة في سوريا غير قادرة على العمل، هذا ناتج عن واقع أن المباني المدرسية تتعرض للتدمير أو تصاب بأضرار أو يصبح الوصول إليها غير ممكن بسبب القتال أو بسبب تحويلها إلى مراكز إيواء تستضيف الأشخاص النازحين، وقد كرر كراينبول، من خلال كلمته في بروكسل، توجيه نداء إلى جميع أطراف النزاع لأن يحترموا واجباتهم في حماية المدنيين بموجب القانون الدولي.

وتواجه الأونروا طلباً متزايداً على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم، ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات، ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير.