يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - بطريقة غير تقليدية سفينة تبحر على شاطئ القطاع المحاصر، وتعدُّ معلَمًا سياحيًّا لأنَّ كل شيء فيها مختلف من ناحية التصميم، بالنظرة الأولى سرعان ما يذهب بك الخيال بعيدًا، وأنَّ وقت الهجرة قد حان عبر  ذاك القارب، "لولو روز" المطعم العائم الذي تعود تسميته إلى السفينة التركية التي ساندت قطاع غزة المحاصر في أصعب الظروف، حيث قدَّمت المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة، ورست على شواطئها واستقرت فيها ورسَّخت اسمها بالعقول فأسموها بذلك.

روز الذي يمتد على لسان بحري  صغير في ميناء غزة بطول (20) مترًا وعرض (8)أمتار يتسع ما يقارب  مئة شخص ويمتد بجانبه ساحة أمامية تتسع المئات.

ثابت الترتوري صاحب فكرة إنشاء المطعم العائم يقول لـ"النجاح الإخباري": إنَّه في ظلَّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع لابد لنا من المواجهة للتغيير،  كمحاولة منا لإحداث شيء ما قد يجذب ويثير الزبائن ويشجعهم على تقبل الفكرة، ويتابع: "بادرت بإنشائه وبحسب الترتوري فإنَّ تكلفة إعداد المطعم بلغت المئة وعشرين ألف دولار،  وبلغت نسبة نجاحه  (80%) حيث يرغب الآن بإنشاء طابقين على متن السفينة ليتسع عدد استقبال الزبائن لـ(300) شخص.

وأشار إلى أنَّ القارب شهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين وخاصة فئة الشباب موضحًا أنَّ المطعم يقدّم أطعمة شرقية وغربية، بالإضافة إلى المشروبات الساخنة والباردة  في جلسة هادئة مطلة على البحر مباشرة.

وكشفت هبو وصديقاتها إذ زرن المكان أنَّه جذبهن من خلال الحديث عن المطعم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، فتولدت لديهن الرغبة في زيارته، تقول هبة: "بعيدًا عن كل شيء وجدت فعلًا المطعم مميز بالاستقبال والضيافة"، أما الزائر محمود يقول: إنَّ جو السفينة مختلف، فالأصوات تشعرنا وكأنَّنا في سفينة تبحر في البحر.

ولا يستطيع المواطن جمال حمدان زيارة المطاعم الأخرى في غزة بسبب ارتفاع أسعار الوجبات فيها ويقول لـ"النجاح الإخباري": "شاهدت المطعم العائم بالصدفة وجذبني، وحين جلست فيه وتعرفت على أسعاره وجدتها منخفضة وتناسب وضعي خاصة وأنَّ لدَّي من الأطفال خمسة "، ويضيف:"  أصبحت لدَّي الفرصة لإدخال البهجة على أطفالي، خصوصًا أنَّ المطعم يطلُّ على البحر ويشعرهم بالسعادة ".

وتهرب السيدة سميحة القصاص من شدَّة الحر  عندما تنقطع الكهرباء، برفقة زوجها إلى المطعم العائم بعد ظهيرة كل يوم ، وتقول لـ"النجاح الإخباري":" أشعر أنَّه معلم سياحي وأنا جالسه به، ويشجعني على التقاط الصور الخاصة لأنَّه يعكس البحر بطريقة جمالية"، وتضيف، "كل طلباتنا متوفرة به وبأسعار مناسبة، ويجب العمل على إنشاء أماكن أخرى حتى تستوعب الجميع".

وتنوي الفتاة الجامعية أمل صرصور زيارة المطعم هي وصديقاتها، وتقول لـ"النجاح الإخباري":" سمعت أنَّ تصميمه يشبه المطاعم في الأفلام الرومانسية فتولدت لدَّي الرغبة بزيارته".

صرصور تتمنى من بلدية غزة إنشاء أماكن ترفيهية على البحر وتكون مجانية تناسب الوضع الاقتصادي للمواطنين، شبيهة بالمطعم العائم، وتختم:" من حق الغزيين ارتياد أماكن  جميلة ".

وتبتسم المواطنة سعاد زقوت وتتساءل  بلغة عاميَّة:" حقنا ناقص نقعد بمكان سياحي مثل هذا ؟"، وأوضحت، بصراحة عندما أتناول السمك في هذا المطعم أشعر بطعم البحر به، يكفي المنظر الخلاب ونحن نتناول الطعام"، وطلبت من صاحب المطعم العمل على توسعته ليتناسب مع عدد زواره ، لأنَّه جميل ويجذب الكثيرين".

ويقول آخرون:" لا يحتاج المطعم لإعلان، فقد علمنا به من حماسة الذين يرتادونه، وينشرون صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر جمال موقعه وطريقة تصميمه.

ويبقى  العقل الفلسطيني يواكب  ما يلائمه  ورغم الحصار يجسد بأساليب جديدة ما يمكنه من  تخفيف المعاناة.

يُشار إلى أنَّ قطاع غزة يعاني من حصار خانق فرضه الاحتلال منذ منتصف العام (2006)، إضافة إلى تقييد حرية التنقل عبر المعابر بعد حدوث الانقسام الفلسطيني وسيطرة حركة حماس على القطاع، الأمر الذي دفع الغزيين للبحث عن منافذ أخرى للترفيه، مثل الشاليهات التي انتشرت مؤخرًا والجلوس على "كورنيش" البحر، والحدائق العامَّة.