نابلس - الاناضول - النجاح الإخباري - منذ أشهر، والعروسان محمود عصيدة وسندس عثمان يخططان لحفل زفافهما، الذي تأجل إثر اعتقال "عصيدة" لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

غير أن فرحتهما كُتب لها التأجيل من جديد، إثر انتشار فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد 19) في الأراضي الفلسطينية.

قال عصيدة (31 عامًا)، لـ "الأناضول": "بعد انتشار مرض كورونا في (مدينتي) بيت لحم وطولكرم، قررت بعد التشاور مع الأهل وخطيبتي، تأجيل الفرح لعدة أشهر".

وأضاف أن "هذه مسؤولية مجتمعية، وهناك خشية من انتشار المرض" خلال التجمعات، ومنها حفلات الزفاف.

وتابع: "كنت أمام خيارين، إما تأجيل الفرح أو اتمامه على نطاق ضيق، لكن قررت تأجيله".

وأوضح "عصيدة" أنه قرر الانتظار إلى ما بعد شهر رمضان، وفي حال استمرار انتشار الفيروس، سيقيم حفل زفافه على نطاق ضيق.

وكان من المفترض عقد زفاف العروسين في 14 مارس/ آذار الجاري، في بلدة تل بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

تعليق التجمعات

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس قبل الماضي، حالة الطوارئ في مناطق الضفة الغربية، وأغلقت المدارس والجامعات ورياض الأطفال، لمدة شهر.

كما منعت التجمعات، كحفلات الزفاف والدوريات الرياضية والمهرجانات والمؤتمرات، بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس في بيت لحم، عقب اختلاط فلسطينيين بوفد يوناني زار فندق "أنجل"، وتبين إصابة بعض أفراده بعد عودتهم إلى بلدهم.

ويبلغ عدد المصابين في فلسطين 35 حالة، واحدة في طولكرم شمالي الضفة الغربية، والبقية في بيت لحم.

ويخضع المصابون للحجر الصحي في مراكز صحية، فيما يخضع 2900 للحجر المنزلي (مخالطون).

حفل زفاف منزلي

على عكس "عصيدة"، قرر الشاب الفلسطيني فوزي بوشكار (30 عامًا) إقامة حفل زفافه على نطاق ضيق، بسبب انتشار "كورونا".

وقال بوشكار للأناضول: "بناء على الأحداث التي تمر بها بلادنا، وانتشار فيروس كورونا، قررت مع خطيبتي إلغاء مراسم الزفاف، والاقتصار على مراسم ضيقة في المنزل".

وأوضح أن المدعوين هم من الأقارب المقربين من عائلته وعائلة عروسه فقط.

وكتب "بوشكار" على صفحته على "فيسبوك" معلنًا إلغاء مراسم الزفاف، ومضيفًا: "حبكم وفرحكم ارسلوه بدعوة لنا في الغيب".

وقبل عقد من الزمن، كان الفلسطينيون يقيمون حفلات الزفاف في المنازل، قبل انتشار قاعات الأفراح، وهو ما بدأ بعضهم بالعودة إليه في ظل انتشار الفيروس، الذي ظهر، لأول مرة، في الصين، نهاية ديسمبر/ كانون أول الماضي.

ومساء 11 مارس الجاري، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس وعدم انحصاره في دولة واحدة.

وذكرت أن الفيروس أصاب 118 ألفا في 115 دولة (آخرها كوبا)، وتسبب في وفاة 4219 آخرين، لافتة إلى عدم تسجيل 80 دولة أي إصابات بالفيروس.

وأدى انتشار الفيروس القاتل إلى تعليق العمرة، ورحلات جوية، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض، الذي أثار حالة رعب تسود العالم.