نابلس - النجاح الإخباري - يتواصل الحراك عبر بوابة "لجنة الانتخابات المركزية" للبحث في ملف تنظيم الانتخابات مع كافة الأطراف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني على الساحة الوطنية وسط تفاؤلا رسمي وشعبي بحدوث تحولات واختراقات كبيرة في مواقف الفصائل لا سيما حركة حماس.

وأكد المدير التنفيذي للجنة الانتخابات، هشام كحيل، أن المرحلة الثانية من المشاورات ستنطلق بعد إنجاز الاتصالات والاجتماعات في الضفة الغربية الخاصة بالانتخابات.

وقال كحيل في تصريح تابعه "النجاح الإخباري" إن وفد من لجنة الانتخابات سيصل غزة يوم الاثنين القادم برئاسة رئيس اللجنة د.حنا ناصر الأسبوع للقاء قادة الفصائل الوطنية والإسلامية. موضحا أن اللقاءات المرتقبة تأتي في إطار تكليف الرئيس محمود عباس ببدء المشاورات لإجراء الانتخابات العامة.

أقرب للتنفيذ

في سياق متصل، أكد الباحث المختص في الشأن السياسي علي هويدي أن طبيعة تحرك لجنة الانتخابات المركزية بتكليف من الرئيس محمود عباس توحي إلى "الجدية السياسية" نحو تنظيم الانتخابات الشاملة.

ورجح هويدي لـ"النجاح الإخباري" أن تواصل اللجنة التأسيس للمناخات والبحث عن ضمانات سياسية ووطنية لتعزيز سيناريو الذهاب الى انتخابات شاملة هذه المرة.

وأشار هويدي الى تعطش الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة لرؤية صناديق الاقتراع باعتبارها استحقاق غاب منذ ما يزيد على 11 عامًا بسبب الانقسام.

من حهة أخرى ،أكد هويدي سعي القيادة الفلسطينية للحصول على ضمانات عالية من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لإنجاح هذه الخطوة ومنع أي عرقلة محتملة من قبل الاحتلال لها خاصة في القدس.

ورأى هويدي أن إعلان الرئيس عباس خلال خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة لجهة تنظيم الانتخابات شكل رسالة مباشرة للمجتمع الدولي لحماية الديمقراطية في الحالة الفلسطينية ودعم توجهاتها في الفترة القادمة.

واستدراك هويدي مضيفا لـ"النجاج الإخباري" :" قد نكون أمام مهمة صعبة للجنة الانتخابات لكن لن تكون بالمستحيلة هذه المرة اذا ما توفرت الإرادة الوطنية".

وكان الرئيس محمود عباس، كلف قبل أيام رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، باستئناف الاتصالات فورا مع القوى والفعاليات والفصائل والجهات المعنية كافة، من أجل التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، على أن يتبعها بعد بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية، وفق القوانين والأنظمة المعمول بها.

وسبق أن وعد الرئيس عباس في كانون الأول/ ديسمبر 2018 بإجراء هذه الانتخابات في غضون ستة أشهر.

الفرصة الأخيرة

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن خيار الانتخابات قد يكون الفرصة الأخيرة أو الملاذ الأخير لإنهاء الانقسام والذهاب نحو المصالحة.

وقال حرب في حديث لـ"النجاح الإخباري" اليوم الأحد إن ما سبق مرتبط بالنتائج التي ستعود بها لجنة الانتخابات من قطاع غزة عقب اجتماعاتها المترامية مع الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني في القطاع.

وأضاف، "إذا ما عادت اللجنة بمواقف ايجابية فإننا سنتحدث وقتها عن استعادة زمام المبادرة على الساحة الوطنية لمواجهة التحديات من خلال التوافق على إجراء الانتخابات باعتبارها حاجة وطنية مستمرة في ظل التطورات المتسارعة التي تعصف بالقضية الفلسطينية."

وأوضح أن الخروج من المأزق الوطني والزاوية الحرجة التي يتواجد فيها الجميع يتطلب نزول الجميع عن الشجرة وذلك في إشارة الى انهاء الانقسام.

وتتصاعد المطالب في الشارع الفلسطيني بضرورة إجراء الانتخابات كمدخل للمصالحة الوطنية على وقع الانقسام المستمر منذ منتصف عام 2007 بعد فشل سلسلة تفاهمات للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وأجريت آخر انتخابات تشريعية عام 2006 وفازت حينها حماس بأغلبية في المجلس التشريعي، فيما أجريت قبل ذلك بعام انتخابات رئاسية وفاز بها الرئيس محمود عباس.

من جانبها، أعلنت حركة "حماس" في أكثر من مناسبة، تمسّكها بإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية، بشكل متزامن.

مُرحبة وعلى لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع بالزيارة المرتقبة لرئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر إلى قطاع غزة.