نابلس - أيام حنني - النجاح الإخباري - عندما تتجه إلى الشرق من مدينة نابلس، وتصل حاجز بيت فوريك تحديدًا، سيأخذك صوت صهيل الخيل، وما إن تنتبه إلى مصدر هذا الصوت ستجذبك حركاتها الرشيقة.

 أطفال وكبار بالسن يمطتون ظهورها ويتحركون معها بشكل  متناغم، في ساحة صغيرة بمساحتها كبيرة بحجم الأمنيات التي تحملها، نادٍ للفروسية لم يمنعه الاحتلال عن تطبيق الحديث الذي قاله عمر ابن الخطاب: (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل).

يقع نادي نابلس للفروسية على بعد سبعة كيلو مترات إلى الشرق من مدينة نابلس قبل حاجز بيت فوريك بمسافة قليلة، وتم تأسيسه عام (2012)، على يد محمود جبارة بهدف تشجيع الشباب الفلسطينيين على تعلم رياضة ركوب الخيل.

يقول رئيس مجلس إدارة نادي نابلس للفروسية محمود جبارة: "جاءت فكرة تأسيس نادي الفروسية بالأساس بسبب عدم وجود أيّ نادي من هذا النوع في مدينة نابلس وبسبب حبي للخيول وفضولي في تعلم هذه الرياضة بدأت بتنفيذ فكرتي".

ويضيف جبارة نمارس في هذا النادي الرياضات الأولومبية الخاصة بالخيول، كرياضة قفز الحواجز، ورياضة  الدريساج ورياضة السرعة".

نتيجة بحث الصور عن نادي نابلس للفروسية

ويشير جبارة إلى أنَّ ممارسة هذه الرياضة ليست مقتصرة على جنس معين بل تمارس من قبل الإناث والذكور من سن (6 -55) عامًا، حيث يوجد في محافظة نابلس أكثر من ثلاث مائة فارس وفارسة يشاركون في الدوري الفلسطيني للفروسية، بالإضافة إلى تسعة أندية تشارك في مسابقات على مستوى الوطن.

ونوَّه جبارة إلى أنَّ هذه الرياضة آخذة بالازدهار والتطور بشكل كبير، واللافت للانتباه أن َّعدد الإناث أصبح  يساوي عدد الذكور، مع تفوق كبير للإناث في أغلب البطولات.

أول نادي فروسية أنشأ بالوطن كان في مدينة أريحا، وأجريت هناك العديد من المسابقات، وكان لابد من تفاعل مدن الضفة الأخرى مع هذه الفكرة، لهذا كانت مدينة نابلس سباقة في أخذ فكرة إقامة نادٍ للفروسية.

وعبَّر جبارة عن خيبة الأمل الكبيرة التي تعرض لها بسبب عدم تلقي المساعدة لتطبيق فكرته قائلاً: "للأسف الشديد القطاع الفلسطيني لم يقدم لي أي مساعدة لتطبيق مشروعي، حيث اعتمدت على قدراتي الذاتية وأموالي الخاصة، بالإضافة إلى أنَّ رسوم المشاركة في النادي رمزية وبالتالي فهو مشروع غير ربحي، بل على العكس أحيانًا أضطر لدفع المزيد من المال لاستمرار هذا النادي، وأتمنى من القطاع الخاص وتحديدًا التجار ورجال الأعمال دعم هذه الرياضة".

تعتمد رياضة الفروسية على روح الحصان والفارس، والخيول غالية الثمن وبالتالي شراؤها صعب جدًا، قال لـ "النجاح الإخباري": "المحزن بالأمر أنَّنا نضطر لشراء الخيول من اليهود في بعض الأحيان بسبب إغلاق الجسور والمعابر أمام إدخال هذا النوع من الحيوانات إلى الضفة".

وينهي جبارة حديثه قائلًا: " نحن نسعى لإنشاء نادٍ آخر في المنطقة الغربية لمدينة نابلس، بالقرب من قرية قوصين".

وتؤدي رياضة الفروسية لصقل الشخصية وبناء الجسم، وهي رياضة مهمة جدًا، ولهذا يجب وجود جهات تدعمها، مثل المجلس الأعلى للشباب والرياضة والاتحاد الفلسطيني للفروسية، وغيرها من الجهات المختصة؛ لأنَّ تظافر الجهود يؤدي إلى تقدم هذه الرياضة في الوطن.

نتيجة بحث الصور عن نادي نابلس للفروسية

يقول المدرب في نادي الفروسية محمد حمزاوي لـ"النجاح الإخباري": "يبدأ التدريب لهذه الرياضة من عمر ست سنوات وكل فئة عمرية لها برنامج محدد، نحن هنا نعلمهم كيفية ركوب الخيل والتعامل معها بشكل عام، و نختص برياضة قفز الحواجز، من خلال ميدانيين، الأول تأسيسي لتعليم ركوب الخيل، والثاني لتعليم القفز، حيث ينهي اللاعب أربعة مراحل من التعلم حتى يصبح قادرًا على التعامل مع الخيل، والقفز عن الحواجز بشكل يؤهله للانتقال إلى بطولة الناشئين".

ويتابع حمزاوي: "هذه الرياضة بحاجة لمتابعة، في البداية يكون هناك رهبة عند المتدرب، لكنّه سرعان ما يتخطاها إذ نعمل على كسر حاجز الخوف، وتساعد الخيول الفارس لأنَّها تتماشى مع مستواه فهي مدربة كما يقول المثل الشعبي "الخيل بتروز خيالها"مما يساعده على التطور والانتقال من مرحلة لأخرى".

شارك أعضاء النادي في عدة بطولات محلية تحت تنظيم، وإشراف نادي فلسطين للفروسية موزعة على جميع محافظات الوطن.

وينظم الاتحاد الفلسطيني دوري على مدار العام، وفي نهايته يتم اختيار منتخب للاتحاد، ويشارك نادي نابلس للفروسية بهذا الدوري على جميع المسافات.

ونوه حمزاوي بالنسبة للمشاركات الدولية للنادي إلى مشاركتهم بالمخيمات التدريبية بالأردن، بالإضافة لمسابقات في بلغاريا وقطر، ولكن هذه المشاركات لا تخلو من الصعوبات مثل عدم قدرة المشاركين على السفر برفقة خيولهم، بسبب منع الاحتلال الخيول من التنقل عبر الحدود رغم أنَّها تحمل جواز سفر وأوراق ثبوتية توضح أنَّ الحصان خال من الأمراض وتثبت سلالته، وبسبب هذا المنع يضطر النادي لاستئجار خيول من الدولة المستضيفة للبطولة.

تقول إحدى المتدربات في نادي الفروسية سارة شلباني: " بدأت التدريب على ركوب الخيل وأنا في السادسة من العمر، فأحببت هذه الرياضة وكبر حلمي معي بأن أصبح فارسة".

وتضيف شلباني أنَّها تسعى لإثبات أنَّ هذه الرياضة ليست مقتصرة على الذكور فقط، حيث شاركت بالعديد من مسابقات قفز الحواجز داخل وخارج مدينة نابلس وأثبتت جدارتها.

 وأشارت شلباني إلى أنَّها تلقت دعمًا وتشجيعًا كبيرًا من أهلها، على عكس المحيطين بها حيث واجهت صعوبة كبيرة في إقناع الناس بأنَّ ممارسة هذه الرياضة أمر عادي، وتدعو شلباني جميع الفتيات اللواتي يرغبن بتعلم ركوب الخيل، بالمشاركة في النوادي الرياضية، وعدم الاكتراث للمجتمع.

تقول أخصائية العلاج الوظيفي وئام براهمه: "كوني أخصائية في مجال العلاج الوظيفي فأنا أطبق على ذوي الاحتياجات الخاصة أسلوب العلاج بالخيل، حيث يساعد هذا العلاج من يعانون من مشاكل حسية، وحركية، ونفسية، واجتماعية، وذلك عن طريق جلسات علاجية تأهيلية يمارس فيها تمارين وأنشطة علاجية أثناء ركوب الخيل لتزويد المرضى بالمدخلات الحسية، وذلك لتحسين التوازن، والتحكم بحركات الجسم، لتكوين شخصية مستقلة في أداء المهارات الحياتية للمريض".

يذكر أنَّ هناك تسعة نوادٍ للفروسية في فلسطين وهي: نادي نابلس للفروسية، ونادي جنين للفروسية، ونادي أريحا للفروسية، ونادي فلسطين للفروسية، ونادي الأصايل للفروسية، ونادي بيت لحم للفروسية، ونادي الياسمين للفروسية في الخليل.

نتيجة بحث الصور عن نادي نابلس للفروسية