نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - من الواضح أن ملفي التهدئة والمصالحة، على سلم أولويات القاهرة، زيارات متكررة للوفد المصري لقطاع غزة، خلال الفترة الماضية، لجهة اتمام ملف المصالحة ما بين حركتي فتح وحماس، وعلى الجانب الاخر التهدئة ما بين اسرائيل وحماس.

السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا في كل مرة يتم الحديث حول التهدئة والصالحة، بالتزامن مع زيارة الوفد المصري،  نشهد حلقةً جديدة من مسلسل اطلاق الصواريخ المعتاد؟ هل هناك جهات معينة في غزة لا تريد التوصل لتهدئة؟

صواريخ عبثية

المحلل السياسي طلال عوكل أكد في حديث لـ"النجاح الاخباري: "  في كل مرة يكون هناك موعد للقاءات مهمة يتم اطلاق صواريخ لتخريب المناخ، وهذه المرة الثانية التي يتم فيها اطلاق الصواريخ خلال وجود الوفد الامني المصري في غزة".

وقال:" لا نستطيع ان نقول ان هذه الصواريخ شكل من اشكال المفاوضات لان فصائل المقاومة بما فيها حماس تتنكرت لها،  لذا هي عبثية الهدف منها تعطيل الاجواء ومنع حدوث تهدئة او مصالحة، حماس بالمرة الاولى اتهمت الحكومة وقالت ان هناك لجنة تحقيق، والتي لم تخرج حتى الان بأي نتائج؟".

وتابع عوكل: " من يطلق الصواريخ يريد تخريب أجواء الملفات التي يعمل عليها الوفد المصري، هناك جهد جاد وزيارات مكوكية الوفد المصري له أكثر من اسبوعين في فلسطين، وهذه الاطراف التي تريد التعطيل تريد ان تعطي الاحتلال ذريعة، فمصالحها مامنة بشكل أكبر في ظل الوضع القائمة، ولو حدثت مصالحة او تهدئة مصالحة ستتضرر، والمحاولات ستتكرر لتخريب الوضع".

وأضاف:" اسرائيل تفهم ذلك ولا ترغب بالتصعيد، لكن تقوم بقضف من اجل حفظ ماء الوجه من الجبهة الداخلية والمزايدات الجارية، لكن اسرائيل لو تردي التصعيد فهي بإمكانها فعل ذلك".

رسائل مستمرة

من جهته أكد المحلل السياسي هاني حبيب في حديث لـ"النجاح الاخباري": أن الاوضاع في الاونة الاخيرة وفي ضوء تنقل الوفد المصري، أوحت بان هناك بدايات لاتمام ملف تهدئة تلوح بالافق".

وتابع: "هناك اطراف متعددة من مصلحتها استمرار الوضع الحالي، سواء الانقسام او التصعيد بين حماس واسرائيل، وهي تريد جر الامور لمواجهة عسكرية، من أجل الحفاظ على مصالحها".

وأضاف حبيب: "هناك رسالة مستمرة على ضوء وضع التجاذبات داخل حكومة الاحتلال، بأنها سترد على اي صاروخ يخرج من غزة، وفي الوقت نفسه اسرائيل لا تريد حرب جديدة وما تقوم به توجيه رسائل".

حماس تضغط لتحسين ظروفها

المحلل السياسي والخبير في الِشأن الاسرائيلي عطا صباح، قال في حديث لـ"النجاح الاخباري": ان اسرائيل وحماس غير معنيتين بالتصعيد،  الا انه وفي بعض الاحيان هناك اطراف تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه".

وتابع:"  حماس تريد ان تضغط لتحسين ظروفها، فاسرائيل تتحدث عن تهدئة مقابل ادخال غاز وبعض التسهيلات كما تقول، بينما حماس تقول تهدئة مقابل رفع الحصار، وهي عندما تطلق الصواريخ في ظل وجود الوفد المصري، ما هي الا محاولة للضغط عليه  لتبني موقفها، بالتوصل لاتفاق برفع كامل للحصار عن غزة، خاصة ان مصر معنية بتحقيق تهدئة لان الامن القومي المصري يستأثر في حال حدوث حرب بغزة".

وفيما يتعلق بتعاطي اسرائيل مع ملف التهدئة، أضاف صباح: "اليمين المتطرف يطرح ضرورة القضاء على حكم حماس، لكن نسبة ضئيلة جداً من تؤيد هذا الخيار، فالاغلبية الساحقة باسرائيل خاصة (المعسكر الصهيوني)  ترى ان بقاء حماس بسدة الحكم مصلحة اسرائيلية لتعميق وترسيخ الانقسام من أجل إقامة كيان سياسي بغزة تقوده حماس، لانها تدرك انه لا يمكن للفلسطينيين الذهاب لاي اتفاق بتطبيق حل الدوليتن الا في ظل توحيد شقي الوطن".

وأشار صباح الى ان ما يقال يتم ايصاله للاعلام، عكس ما يدور بالغرف المغلقة،  فما تم تداوله مؤخراً على المستوى الاعلامي الاسرائيلي،  أن وزير حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ه من دفع لادخال السولار القطري لغزة، بتأكيد واضح أن الاحتلال معني بترسيخ الانقسام وتعميقه".