نهاد الطويل - النجاح الإخباري -  يتفاءل الشارع الأردني بعودة معبر جابر نصيب الحدودي مع سوريا للحياة والمغلق منذ نحو 3 سنوات.

ونيص الاتفاق الموقع بين الحكومتين الاردنية والسورية على ان "تستأنف حركة النقل البري للركاب والبضائع بين البلدين يوميا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 توقيت غرينيتش) حتى الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي (13:00 توقيت غرينيتش)".

وأشار الاتفاق الى "إمكانية مغادرة مواطني كلا البلدين إلى سوريا"، لكنه أوضح "بخصوص القدوم للأردن" أن "الشخص القادم (من سوريا) يحتاج إلى موافقة أمنية مسبقة، وفي حال العبور يحتاج إلى إبراز إقامة أو تأشيرة سارية المفعول للبلاد التي ينوي السفر إليها".

وعند الساعة 08:00 (05:00 توقيت غرينيتش) تماما، فتحت البوابة الحدودية السوداء من الجانب الأردني من الحدود، فيما وقف أكثر من 10 من رجال الأمن والشرطة والجمارك قرب البوابة.

لحدث الأهم 

وأعد الخبير الاقتصادي الأردني  مفلح عقل إعادة فتح الحدود الاردنيه السوريه بمثابة الحدث الاقتصادي الأهم لهذا العام.

و أكد عقل في تصريح خاص بـ"النجاح الإخباري" عقب فتح المعبر أن هذا التطور سيكون له ما بعده على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية.

ورجح عقل ان يؤدي إعادة فتح المعبر الى تدفق واسع للسلع والخدمات بين أسواق الاردن وسوريا ولبنان وتركيا اذا سمح السوريون بفتح الحدود مع تركيا.

متوقعا انخفاض اسعار بعض السلع بسب انخفاض كلفة النقل وأسعار المصدر ما سيؤدي الي تراجع التضخم الذي وصل الى ٤،٤٪؜.

ولفت عقل الى ان من شأن هذه الخطوة ان تضيف نصف نقطة او نقطة الى النمو الاقتصادي للمملكة لما له من اثر ايضا علي التشغيل حيث هناك العديد من المؤسسات الصغيرة التي تعمل علي هذه الحدود بالإضافة اتساع نشاط النقل البري الذي كان يقدر ب ٧٠٠٠ شاحنه يوما.

الاتصالات لم تنقع

بدوره كشف السفير في ​وزارة الخارجية​ ​بهجت سليمان​ أن "العلاقات قائمة بين ​سوريا​ و​الأردن​ ولم تنقطع وإذا كان هناك من تقصير فليس من الجانب السوري"، مشيراً إلى "اننا نتمنى من ​الحكومة الأردنية​ أن تقتدي بالملك الراحل حسين بن طلال وأن تعتذر عما قامت به في سوريا".

خصوصية المعبر

ومعبر نصيب كما يسمى في سوريا، أو معبر جابر كما يسمى في الأردن ، هو معبر حدودي بين البلدين، يقع بين بلدتي نصيب السورية في محافظة درعا و بلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق.

وبدأ العمل بإنشائه عام 1991 على مساحة تقدر 2867 ، وقد بوشر العمل في المعبر عام 1997.

وللمعبر أهمية إستراتيجية ووصف بأنه الأهم في منطقة الشرق الأوسط حيث كانت تنتقل عبره البضائع التجارية بين سوريا وكل من الأردن والخليج الفارسي.

وسيطر مسلحو"الجيش الحر" على المعبر في 1 نيسان من العام 2015، ليشل بذلك أحد أهم المعابر التجارية في سوريا.

وفي العام 2017 اشترط مسلحو المعارضة السورية على الحكومة الأردنية الحصول على قسم من الأرباح مقابل الموافقة على إعادة فتح المعبر، حيث أن الحكومة الأردنية حينها اشتكت من خسائر قدرت بأكثر من مليار دولار جراء إغلاقه.

وشهدت الاشهر القليلة الماضية مفاوضات عدة جرت مع مسلحي الحر لإعادة فتح المعبر في إطار مناطق خفض التصعيد بين روسيا وأمريكا والأردن دون التوصل لحلول.

بداية مرحلة جديدة

ويرى مراقبون أن هذا التطور  بمثابة حرق لآخر "المراكب" في  محطات الثورة السورية فيما سيمثل إعادة فتحه بداية مرحلة جديدة في مسيرة علاقات البلدين المتوترة طوال سنوات الأزمة السورية، وتحديداً في الجانب الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يعود قرار فتح المعبر بمنافع اقتصادية كبيرة على اقتصاد البلدين.

وبالنسبة للكاتب الصحفي حمزة أبو رمان فإن المرحلة الجديدة ستطال الجانب الاقتصادي فقط.

أما التطور على صعيد الانعكاسات السياسية على البلدين فيقلل ابو رمان من ذلك.

 في هذا السياق تظهر البيانات الرسمية المتعلقة بالحركة التجارية للمعبر أن السيارات الشاحنة التي غادرت سوريا إلى الأردن خلال عام 2010، عدا سيارات الترانزيت، بلغ عددها نحو 4425 سيارة، فيما سجلت الصادرات السورية في العام نفسه، من خلال هذا المعبر، ما يقرب من 35 مليار ليرة، والمستوردات نحو 47 مليار ليرة، أي أن قيمة المبادلات التجارية للمعبر تجاوزت ملياري دولار وفقاً لسعر الصرف المعمول به في عام 2010، وهي أرقام لا تعبّر بنظر المسؤولين الاقتصاديين في البلدين عن الواقع الحقيقي لقيم المبادلات التجارية للمعبر الحدودي الأهم.
 

هذا ما جعل تحرير "معبر نصيب"الحدودي مهما للغاية

الجيش السوري بدوره بدأ عملية عسكرية في الجنوب السوري في 22 حزيران من العام 2018 ليسيطر على مساحات واسعة من محافظة درعا ونقاط حدودية مع الأردن، آخرها كان يوم الجمعة حيث تمت السيطرة على معبر نصيب في 6 تموز من العام 2018، ما يعني فتح شريان تجاري بري يساهم في إستعادة سوريا لقوتها مجددا.

ويأتي التحرك عقب التوصل إلى اتفاق بين الفصائل المسلحة في جنوب سوريا، والحكومة بضمانات روسية، حول البدء بتسليم الجماعات المسلحة أسلحتها الثقيلة في ريف درعا السورية.

وشمل الاتفاق على وقف إطلاق النار الفوري وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وكذلك تسوية أوضاع المسلحين بضمانات روسية.

ولم يحضر أي من المسؤولين الأردنيين مراسم الافتتاح، بينما اصطف عدد من السيارات الأردنية في طابور استعدادا للدخول إلى الجانب السوري.

وتسبب إغلاق معبر "جابر - نصيب" عام 2015 في قطع ممر نقل مهم لمئات الشاحنات يوميا، والتي كانت تنقل البضائع بين تركيا والخليج وبين لبنان والخليج في تجارة تصل قيمتها لعدة مليارات من الدولارات سنويا.

ومنذ ذلك الحين لم يعد أمام الحركة المنتظمة عبر سوريا سوى معبر حدودي مع لبنان، الذي لا يوجد له أي حدود أخرى صالحة لحركة النقل.