منال الزعبي - النجاح الإخباري - شيَّعت غزّة الأم بكامل حدادها ابنتها الشهيدة البارّة زران النجار، ملاك الرحمة التي ارتقت شهيدة أثناء تقديمها الإسعافات للمصابين في المسيرات السلمية، التي عكف الشعب الغزي عليها منذ أشهر.

بثوبها الأبيض وقلبها المُحب ركضت رزان من مصاب إلى مصاب من نقطة الصفر، لا ترهب الدماء والأشلاء قلبها الشاب، فهي ابنة الواحد وعشرين ربيعًا اغتالها الاحتلال الغاشم عن سبق إصرار.

وترك رحيل رزان بالغ الأثر في نفوس الفلسطينيين جميعًا، فبكاها كبيرهم والصغير، حاضرهم والغائب؛ لتصبح رمزًا للمقاومة وطلب الحريّة في ميادين الشرف.

ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي نحيب أصدقاء رزان وزملائها وتفاعل الملايين معها، حتى غدت صفحتها الشخصية مزارًا يبحث فيه الناس عن ملامح القوة الصارخة في هذه الفتاة،  واحتشدوا بأعداد فاقت آمّين المساجد للصلاة الغائبة عن روحها ما يشير إلى قدسية الشهادة والخسارة الجلل لروح فاضت حبًّا وخيرًا وعطاء.

حملت الشهيدة رزان شهادتها على جرائم الاحتلال على أبواب الحصار، وطارت روحها إلى السماء تشكو لله عارَ الساكتين عن الحق وكلَّ مجاملي الاحتلال على حساب دم الشعب الفلسطيني.

"أنا عندي القوة والإصرار عشان أكمل" ..  هذه بعض كلمات الشهيدة من أرض الميدان عندما وجَّهت رسالة للعالم الذي وقف شاهدًا صامتًا على جرائم الاحتلال.. رحلت رزان وسلَّمت الراية لزملائها المكلومين الذين حتمًا سيثأرون لدمائها الطاهرة فكلُّ غزَّة حملت وصيَّة رزان كما حملت همَّ القتل والتشريد والحصارر والدمار.

آخر ما كتبت رزان على صفحتها على الفيس بوك:

"راجع ومش متراجع

وارشقني برصاصك ومش خايف

وأنا كل يوم حكون بأرضي سلمي وبأهلي حاشد

مستمرون

#جمعة من غزَّة إلى حيفا

#رزان النجار

رسمت رزان  حدود غزَّة المحاصرة دماءً وورودًا وصرخةً للأحرار أن يُحصنوا الديار ويعمِّروا الدمار، بعزيمة وإصرار أحالت الموت إلى حياة.

ورفعت أمُّ رزان  سترة الإسعاف الغارقة بدمائها الزكية و أدوات الإسعاف، وصرخت: "هذا سلاح ابنتي وذخائها التي واجهت بها الاحتلال" ، وصمت عار على مرآى ومسمع العالم أجمع، وأعلنت أنَّ رزان حيَّة لن تموت.

لروحك الرحمة يا رزان ولغزَّة النصرة والعزّة.