عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - " تقدموا تقدموا.. كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا.. يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم.. وتسقط الام على ابنائها القتلى ولا تستسلم.. تقدموا تقدموا.."!

 هي مطلع قصيدة للشاعر الراحل سميح القاسم، وكأنه يكتبها الآن لشباب مسيرة العودة الذين أعلنوا النفير في جمعة النذير، استعداداً لليوم الكبير لمسيرات العودة وهو اليوم الـ15 من أيار القادم، الذي يتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية الـ70.

لقد سميت الجمعة السابعة من مسيرات العودة بـ"جمعة النذير" وهي تمهد لمليونة العودة، بعد مرور سبعة أسابيع من انطلاق مسيرات العودة والتي بدأت في الثلاثين من آذار الماضي في يوم الأرض الفلسطيني.

فمن جمعة يوم الأرض إلى جمعة الكاوشوك ومن ثم جمعة حرق العلم إلى جمعة الشهداء والأسرى، وبعدها جمعة الطائرات الورقية والشباب الثائر وجمعة العمال وليس أخيراً جمعة النذير.. تستمر مسيرة العودة وتتأهب استعداداً لـ15 أيار المقبل، والتي سيشهد هذا اليوم تحركاً أكبر لمسيرات العودة.

وفي الأسبوع السابع من مسيرة العودة "جمعة النذير" استشهد مواطن وأصيب 167 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 4 بحال خطيرة والعشرات بالاختناق اليوم الجمعة.

ومنذ ليلة الأمس وبدأت قوات الاحتلال تنفيذ انتشار مكثف، وعززت من تواجدها قرب السياج الفاصل على حدود قطاع غزة، استعداداً لمواجهة الجمعة السابعة من مسيرة العودة، والتي تتزامن مع اقتراب موعد المواجهة الأكبر في ذكرى النكبة، الثلاثاء المقبل، حيث يتوعد الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي بموجة احتجاج عارمة.

التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على الحدود ملحوظة، من اسلاك شائكة وسواتر ترابية وقناصة واليات، بهدف التصدي للطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي يطلقها المتظاهرون.

وعلى الرغم من انتشار جنود الاحتلال واستخدامهم لكل وسائل العنف لقمع هذه المسيرات، إلا أن المتظاهرون في مسيرات العودة تمكنوا، من اسقاط طائرة "إسرائيلية" مسيرة، شرق مدينة غزة (ملكة) مساء اليوم الجمعة، خلال المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.

وفي ذات السياق، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لأقوى مشهد من سحب السياج الفاصل على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس.

وحسب الفيديو، أقدم المتظاهرين على سحب السياج الفاصل في أقوى المشاهد منذ مسيرة العودة الكبرى.

ولأن مسيرات العودة السلمية في كل يوم تثبت نجاحها وسلميتها فإن الاحتلال الإسرائيلي عجز كل العجز من التخلص من هذه المسيرات، فاستخدم كل الوسائل والأساليب للقضاء عليها من عنف من إرهاب من قناص وأسلحة وقنابل.

وتستخدم قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، والطائرات دون طيار لقمع المواطنين على حدود القطاع في انتهاك واضح لحقهم في التظاهر السلمي، حيث أكدت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قنص قوات الاحتلال للمتظاهرين على حدود القطاع دون أن يشكلوا أي خطر على الاحتلال وجنوده.

ومنذ أول يوم من انطلاق مسيرات العودة حتى الآن فقد استشهد 47 شهيداً، بينهم صحفيان، و5 أطفال دون سن الـ (18) عاماً،  وأصيب أكثر من 8700 جريحاً.