وفاء ناهل - النجاح الإخباري - أجمع محللون أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم التواجد خلال نقل السفارة الامريكية للقدس والمقررة في الرابع عشر من أيار/ مايو الجاري، ليس له أي أبعاد سياسية بقدر ما هو قرار شخصي من ترامب ربما يتغير في أي وقت، مؤكدين أن وفداً دبلوماسياً رفيع المستوى سيكون متواجداً في مراسم نقل السفارة، اضافةً لتوقعاتهم بأن التصعيد على الأرض سيكون في أعلى مستوياته حيث تتزامن كافة الاحداث في نفس الفترة، مما سيجعل من "عملية الاشتعال متوقعة في أي لحظة".

أسباب فنية لا أكثر

المحلل السياسي د.رائد بدوية أكد أن:" عدم تواجد ترامب اثناء نقل السفارة لاسباب فنية وليست سياسية، خاصة وأن ترامب أعلن في وقت سابق عن نيته لحضور مراسم نقل السفارة للقدس، كما ان اختيار التاريخ كان مقصوداً وهذا يؤكد دعم ترامب المطلق لاسرائيل، ولهذا لا يمكن فهم أو تحديد سبب معين لعدم تواجده، وكذلك ليس مؤكداً ان لا يحضر فهو يعطي العديد من القرارات بشكل مفاجئ".

وأضاف خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": كذلك مستوى التمثيل الذي سيكون موجوداً يعكس مدى اهمية نقل السفارة لترامب، فكل هذه المؤشرات الموعد والتاريخ والوفد الممثل وتردده لأكثر من مرة، يعطي مؤشرات انه اذا لم يحضر فلا علاقة له بابعاد سياسية بقدر ما هو شيء فني متعلق بجدول اعماله، وبما انه اتخذ القرار فحضوره من عدمه لن يؤثر".

وتابع بدوية:" ترامب منذ قدومه اعلن بشكل رسمي ومطلق أنه مع اسرائيل ومع التوجه اليميني بمعنى ان الضفة الغربية هي اراضي اسرائيلية، وكذلك تأثره "بالانجيليين" وهي جماعة من المسيحيين المتشددين بأمريكا،  ولهم تأثير كبير ويشكلون جماعات ضغط بالكونغرس،  وهؤلاء يؤمنون أن فلسطين التاريخية أرض اسرائيل ويجب ان يسيطروا عليها، فالخلفية الايديولوجية والدينية اثرت على سياسة ترامب ومواقفه حتى قبل أن يكون رئيساً للولايات المتحدة كانت واضحة".

وحول التوقعات خلال المرحلة القادمة قال :" سيكون هناك تصعيد قوي فالظروف تجعلنا نتوقع ان التصعيد سيكون عالي لكن التصعيد بجمعة او يوم لا يكفي نريد برنامج نضالي مستمر لكن هل الشعب بالضفة مؤهل ووضعه يسمح أن يستمر بالتحرك ضد السياسية الاسرائيلية والامريكية؟ وهذا امر صعب التكهن فيه فهناك فالوضع السياسي الداخلية الفلسطيني غير مؤهل بسبب الانقسام،  كذلك الوضع الاقليمي العرب كل دولة منشغلة بمشاكلها، اضافةً للوضع الدولي ترامب وسياسته ولكن هذا لا يمنع ان إرادة الشعوب قوية واذا ارادت ان تتحرك لا شيء يمنعها".

عدم حضور ترامب لارتباطاته ليس أكثر

المحلل السياسي عبد المجيد سويلم قال:" لا اعتقد أن السبب في عدم تواجد ترامب بافتتاح السفارة سياسي او فكري بقدر ما هو عملي، ومن خلال قراءة الوفد فهو رفيع المستوى وكبير والمشاركة الامريكية رسمية وكبيرة، وعدم حضوره شخصياً ربما لأسباب تتعلق بإرتباطاته وبرنامجه وليس أي شيء اخر".

وحول التوقعات خلال الفترة القادمة أضاف سويلم خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري:" الفترة القادمة سيكون هناك حركة شعبية عارمة نأمل ان تبقى بالاطر السلمية،  لكن نقل السفارة ليس حدثاً عادياً، وسيكون هناك ردة فعل قوية، مع أن نقل السفارة لن يغير الحقوق، خاصةً  ان هذه الخطوة معزولة من المجتمع الدولي ومخالفة للقانون الدولي وليس لها مثل هذه الاهمية التي تريد اسرائيل اطفائها عليها".

حضور ترامب يعني بحث سياسي

المحلل السياسي طلال عوكل، أكد أنه:" لا يوجد في الاعراف الدبلوماسية قاعدةً تقول بأن رئيس أي دولة يجب ان يحضر افتتاح سفارة بلاده في أي مكان اخر وبالرغم من أن وضع افتتاح السفارة احتفالي لكن اذا حضر ترامب الزيارة يجب ان يكون هناك بحث سياسي وهذا ليس مطلوب من ترامب في ظل الموقف الفلسطيني وايضا هو لا يريد استفزاز الفلسطينين اكثر، ويرغب بأن تسير الامور دون أن يكون هناك حضور يوحي بعناد الادارة الامريكية،  وفي النهاية هو اتخذ قراره بنقل السفارة فمشاركته من عدمها لن تؤثر".

وحول التطورات خلال الفترة القادمة قال عوكل خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري:" التحضيرات موجودة سواء بغزة أو الضفة وسيكون هناك تصعيد جماهيري سلمي كبير وغاضب وواسع على الادارة الامريكية وقرارها".

اسرائيل مستعدة لدفع الثمن

الخبير في الشان الاسرائيلي عصمت منصور أكد أن:" هناك  تخوفاً اسرائيلياً من زاويتين الاولى الثمن السياسي، فاسرائيل تعلم انها ستكون مجبرة على ان تقدم تنازلات لامريكا فهي التي قررت نقل السفارة وبذلك ستكون اضعف امامها، والامر الاخر المواجهات المتوقعة ووقوع قتلى في صفوفها، وهي تعلم انها ستدفع الثمن وهذا ما قاله وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان عندما قال: قرار نقل السفارة سيكون له تداعيات كبيرة ولكن الأمر يستحق أن نواجه العواقب".

وقال:" التخوف من نقل السفارة وبالتزامن مع قدوم شهر رمضان و ذكرى النكبة اضافةً لحالة الاحتقان وانعكاسات مسيرة العودة تجعل الاجواء قابلة للانفجار واسرائيل اتخذت كافة الاحتياطات لانها تتوقع ان يكون هناك ردة فعل جماعية ومنظمة".

واضاف منصور خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": اسرائيل تعتبر قرار نقل السفارة انجاز تاريخي فهو اعتراف بالقدس عاصمة لها،  فقناعتهم منذ البداية أن قرار ترامب سيكسر الحاجز ويجعل باقي الدوله تحذو حذوه".

وتابع:" للأسف الحكومة الاسرائيلية نجحت من خلال اعلامها الموجه بأن تقنع المواطن الاسرائيلي أن المواجهات ليست مرتبطة بنقل السفارة أو الاستيطان أو المواجهات، وبأن ما يحدث حقد عربي وعداء لليهود سواء نقلت السفارة أم لا، وبأنهم مستهدفون سواء نقلت السفارة أم لا".

يذكر ان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني، قال:" إن القيادة بصدداتخاذ قرارات على المستوى السياسي قريبا، للرد على نقل السفارة الأميركية الى مدينة القدس المحتلة".

وأضاف مجدلاني خلال حديثه لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، اليوم الثلاثاء، أن أبرز هذه القرارات سيكون إعلان أمانة العاصمة في القدس المحتلة، وإحالة عدد من الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية، والانضمام إلى وكالات دولية مختصة، وإجراءات أخرى منها تعزيز المقاومة الشعبية.