عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - حسمت الجبهة الشعبية موقفها من دورة المجلس الوطني الفلسطيني المزمع انعقادها في 30 إبريل الجاري في مدينة رام الله، والتي تؤكد على رفضها القاطع لحضور اجتماعات الوطني، وهو القرار الذي اتخذته سابقاً قبل اللقاءات التي جرت بين قيادتها وقيادة حركة فتح في العاصمة المصرية "القاهرة".

قرار الشعبية الرافض لحضور حضور المجلس الوطني، له أبعاد كثيرة على الساحة الفلسطينية، خصوصاً وأن الجبهة الشعبية لها ثقلها ووزنها في منظمة التحرير، الأمر الذي سيؤثر عليها تأثيراً كبيراً في ظل تأكيد القيادة على انعقاد المجلس الوطني في الوقت المعلن عنه سابقاً.

وقررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عدم المشاركة في دورة المجلس الوطني الفلسطيني المقرر عقدها بتاريخ 30 إبريل الجاري.

جاء ذلك في أعقاب إنهاء وفد الشعبية جلسات الحوار مع حركة فتح، والتي بدأت منذ يومين، في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث عدّة ملفات هامة، في مقدّمتها الدورة المقبلة للمجلس الوطني، وسُبل مواجهة التحديات المُحدقة بالقضية الفلسطينية، أبرزها ما تُسمّى صفقة القرن.

وقالت الشعبية، في تصريحٍ لها اليوم الخميس، إنّه "في ضوء عدم التوصل إلى اتفاق بين الوفدين على تأجيل انعقاد دورة المجلس الوطني، قررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عدم المشاركة في هذه الدورة، والتأكيد على موقفها من منظمة التحرير وحرصها على دورها ومكانتها وصفتها التمثيلية، وعلى استمرار الجهود المخلصة للشعبية من أجل الوصول إلى عقد مجلس وطني توحيدي".

وأكدت الجبهة، خلال المُباحثات، على "أهمية الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، والتصدي لأيّة مخططات تعمل على تفكيكها، أو خلق أُطر موازية أو بدائل لها.

قرار خاطئ

المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم اعتبر قرار الشعبية بعد حضورها المجلس الوطني بـ"المؤسف والخاطئ"، معللاً ذلك بأن هذا القرار يساهم بكل المحاولات التي تجري لتشكيل قيادة بديلة أو موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف سويلم   لـ" النجاح " أن الجبهة الشعبية وإن كانت تتذرع بقصة مجلس وطنيلتوحيدي إلا أنها على هذا المستوى مخطئة أيضاً، حتى لو أرادت حركة فتح ذلك وتوفرت كل المقومات للذهاب إلى مجلس وطني توحيدي.

وتابع:" من غير الممكن على الإطلاق الذهاب لانعقاد مجلس وطني توحيدي في هذا الظرف ولا في غضون المرحلة القادمة، لأنها تحتاج إلى جهود وموافقات وتوافقات ليست متوفرة في الواقع الحالي في الساحة الفلسطينية"، لافتاً إلى أن عدم انعقاد المجلس الوطني تحت ذريعة انتظار مجلس وطني توحيدي من شأنه أن يترك الشرعية الفلسطينية الذي يمثلها المجلس الوطني كأعلى هيئة وسلطة في منظمة التحرير.

وأكد أن مقاطعة الشعبية للمجلس الوطني سيؤثر عليها وعلى ومكانتها في الساحة الفلسطينية، مشدداً على أنه يساهم في هذه المحاولات التي تتربص في المنظمة ودورها ووحدة الشعب والقضية والوطن.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الاحمد عضو الوفد المشارك في لقاءات القاهرة، قد صرّح أمس الأربعاء أن المجلس الوطني سيعقد في موعده في تمام الساعة السادسة والنصف يوم 30 أبريل الجاري، قائلاً "شاء من شاء وأبى من أبى"، على حد تعبيره.

فشل المباحثات

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي هاني حبيب أن إعلان الجبهة الشعبية عدم مشاركتها في المجلس الوطني يشير إلى فشل المباحثات التي تمت في القاهرة بينها وبين حرة فتح.

وقال حبيب لـ"النجاح": إن لقاءات فتح والشعبية في القاهرة تمت برمجتها قبل عدة أشهر، وهناك بعض التفاهمات الأخرى على سياقات مختلفة، ولكن في جوهرها تعبر عن الفشل لتمسك الجبهة الشعبية موقفها من عدم مشاركتها للمجلس الوطني المزمع انعقاده نهاية الشهر الجاري".

وأشار إلى أن قرار الشعبية سيترك آثاراً في عدة جوانب فيما يتعلق بمدى شرعية المجلس الوطني لفصائل منظمة التحرير، مشدداً على أن الجبهة الشعبية تعتبر ثقل أساسي وجوهري في منظمة التحرير.

وأضاف أن " هذه ليست المرة الأولى التي لم تشارك فيها الجبهة الشعبية في أعمال المجلس الوطني، فهي لم تشارك في المجلس الوطني الذي عقد قبل بضعة عقود في العاصمة الاردنية عمان".

وأوضح المحلل السياسي أن مصير الجبهة الشعبية لا يرتبط بعدم مشاركتها للمجلس الوطني " حيث امتنعت عن الحضور في أكثر من مرة وخرجت من منظمة التحرير الفلسطينية وشكلت قبل بضعة عقود جبهة الرفض مع فصائل أخرى، بالإضافة إلى أنها خرجت وجمدت عضويتها أكثر من مرة في اللجنة التنفيذية".

ولفت في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على مدى شرعية تمثيل المجلس الوطني في حال انعقاده بدون وجود قوة مؤسسة في منظمة التحرير كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مؤكداً أن عدم المشاركة في المجلس الوطني لا ينفي وجودها في منظمة التحرير، مشيراً إلى أن انتمائها وعضويتها إلى المنظمة والدفاع عنها جزء لا يتجزأ من السياسة المركزية والأساسية للجبهة الشعبية التي لها مآخذ ومواقف ولكن هذا لا يعني خروجها من منظمة التحرير، على حد تقديره.

وكان وفداً من من الجبهة الشعبية يضم أعضاء من المكتب السياسي في غزة والخارج برئاسة نائب الأمين العام أبو أحمد فؤادي، قد التقى أمس الأربعاء وأول أمس بوفد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح يترأسه نائب رئيس الحركة محمود العالول في القاهرة، لبحث العديد من القضايا أهمها انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني.