النجاح الإخباري - في الوقت الذي تعلن فيه وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين عن معاناتها من عجز مالي كبير جراء وقف الولايات المتحدة المخصصات المالية التي تقدمها لها، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس وما صاحبه من رفض فلسطيني وعربي وإسلامي واسع للقرار، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقليص إضافي لموازنة الأونروا ونقل مكتبها للعاصمة الأردنية عمان.

يشار إلى أن تقليص المساعدات الأمريكية للأونروا في مطلع العام الجاري، أدى إلى اضرار الأونروا للجوء لسياسة تقليص الخدمات للاجئين، كان أبرزها إلغاء 100 عقد لمهندسين يعملون منذ سبع سنوات، والتلويح بتقليصات أخرى للفقراء.

وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة أن، نتنياهو عبّر، خلال اجتماعه الأخير مع الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس" في لقائهما بمدينة ميونيخ قبل أسابيع، عن انزعاجه من الدور الذي تقوم به الأونروا لأنها تعمل على تخليد مشكلة اللاجئين.

وأضافت بأن "نتنياهو " لديه رغبة باقتطاع بعض من موازنة الأونروا، وتحويلها مباشرة للأردن حيث يوجد على أراضيها ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني، مبينة أن نتنياهو عرض الموضوع رسميا على الأمين العام غوتيرس الذي رفض طلب نتنياهو.

وحسب القناة العاشرة فان غوتيرس أبلغ نتنياهو بأنه يرفض نقل صلاحية الاونروا لمفوضية اللاجئين العليا مؤكدا له أن أهم مهام المفوضية العليا هي إعادة اللاجئين إلى أوطانهم موجها تساؤله لنتنياهو " هل تقبلون بذلك؟".

وسبق أن طالبت "إسرائيل" أكثر من مرة بحل الأونروا، وضم مهامها إلى مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.

من جهته، قال مدير عمليات الأونروا في غزة ماتيس شمالي، اليوم الأحد، إن 77 % من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، يعيشون تحت خط الفقر من مجموع مليون فلسطيني تقدم لهم الوكالة المساعدات الغذائية.

وذكر مدير عمليات أونروا في غزة، ماتياس شمالي، خلال لقاء مع الصحفيين في غزة، أن ما يحتاجه اللاجئون الفلسطينيون لا يقتصر على التدخل الإنساني فحسب، بل يتعداه إلى ضمان حق العمل والتنقل والسفر.

وأشار شمالي، إلى أن الإعلام الدولي ساعد في رسم صورة سلبية للفلسطينيين واللاجئين في قطاع غزة، يملؤها الإرهاب والفقر، وهو ما يتطلب دورا منه بصفته الأممية لنقل انطباع وصورة إيجابية عن قطاع غزة، وهي نقطة لابد أن يعمل معه الجميع في تحقيقها لتغيير الانطباع.

وعن الأوضاع الصعبة التي تعانيها الأونروا، أوضح شمالي، أن هناك انخفاضا دراماتيكيا في التمويل نجم عن القرار الأمريكي، الأمر الذي يؤثر على مجالات خدمات الأونروا المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

وعن موازنة البرامج الأساسية لأونروا، ذكر شمالي، أنه حتى هذه اللحظة، لم يتم تغطية ثلث موازنة الأونروا الخاصة بالتعليم، ورواتب 19 ألف مدرس يعملون في مدارسها، وهي سابقة لم تمر في مدارس الوكالة، وسيكون لها آثار سيئة، إن لم يتم توفيرها حتى نهاية  مايو القادم، مما سيعرض عمليات الأونروا للخطر.

وأفاد بأن الأونروا، تلقت 90 مليون دولار من الولايات المتحدة خلال العام الماضي، من مجموع 135 مليون دولار، تم إنفاقها ضمن البرنامج لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، فيما لم تستلم أي مبلغ خلال العام الجاري، بناءً على القرار الأمريكي بتقليص المساعدات المقدمة منها للوكالة الدولية.

وتحتاج الأونروا، في الوقت الحالي المستعجل، إلى حوالي 740 مليون دولار أميركي كحد أدنى لتمكّنها من تقديم خدماتها لهذا العام، وسد تلك الفجوة التي تسبب بها تقليص التمويل الأميركي.

ويعتمد تمويل الخدمات الإنسانية الغذائية (برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية) التي تقدّمها "أونروا" للاجئين، بشكل كبير على الدعم الأميركي؛ الذي يشهد تقليصًا بنسبة أكبر من النصف، منذ الشهر الماضي.

واستنادا إلى وكالة أونروا، قدمت الولايات المتحدة الأميركية مساعدات لها بقيمة 364 مليون دولار، العام الماضي، من أصل ميزانيتها البالغة نحو 1.3 بليون دولار في العام 2017.

الجدير ذكره، أن الرئيس محمود عباس عقب القرار الأمريكي بشأن القدس، وتهديدات ترامب بالضغط على الفلسطينيين وتقليص المساعدات للسلطة والأونروا، أكد أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم مقابل الضغوط الأمريكية والابتزاز المالي.