وفاء ناهل - النجاح الإخباري - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:" إنَّه يريد أن يعطي فرصة لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".

وأضاف: "أريد أن أعطي ذلك فرصة قبل حتى أن أفكر في نقل السفارة إلى القدس".

وفي ردّ على تصريحات ترامب الأخيرة، أكَّد مستشار الرئيس للشؤون الخارجية  الدكتور نبيل شعث، " أنَّ أمريكا لم تعترف ولم تنفي أنَّها ستنفذ هذا القرار، كما وأنَّ موقفها مائع وذلك للضغط على الجانب الإسرائيلي من جهة، وعلى الجانب الفلسطيني من جهة أخرى، وما تقوم به حكومة ترامب هو المراوغة، وإذا ما أرادت أن ندخل المفاوضات فيجب أن تكون على أُسس واضحة وهي إنهاء احتلال الضفة والقدس وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام (67) عاصمتها القدس، أضافة لحل قضية اللاجئين، وأي شيء آخر لن يذهب بنا للمفاوضات".

وقال شعث خلال حديثه لبرنامج "سيناريوهات" الذي يقدمه الزميل جهاد قاسم ويبث عبر فضائية النجاح، " إذا تمّ نقل السفارة للقدس فإنَّ ذلك كفيل بأن يلغي أيَّة رغبة لنا لأي طرح أو مشروع أمريكي، ونحن صامدون ونريد سلام مبني على أسس واضحة بكافة حقوقنا،  كما وأنَّ الخيار لم يتغير فالنضال الشعبي السلمي بمواجهة إسرائيل على الأرض مستمر، إضافةً للحراك الدولي لمعاقبتها والضغط عليها لنستطيع بعد ذلك بوحدتنا وتصعيد العمل الشعبي الوحدوي متل ما حدث بالقدس، وحراكنا الدولي الذي سيضغط  على إسرائيل فهذه هي استراتيجيتنا".

وتابع:" إذا ما تمَّ نقل السفارة فإنَّ كلَّ شيء ممكن ينتهي كدور أمريكا بالنسبة لنا بعملية السلام فلن نلتقي بهم ولن نلتحق باجتماعاتهم وسنذهب لحلفاء آخرين كروسيا والصين والعديد من الدول، ففي هذا الوقت تضاءلت الأهمية الاستراتيجية لأمريكا والآن كلّ شيء تغير وعلينا أن نستفيد من ذلك، وأن نبني وحدتنا الوطنية، ونقوي الالتصاق بين القيادة وجماهيرها".

وفي رد على تصريحات ترامب، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت: "إنَّ الرئيس محمود عباس سبق وأن أكَّد لترامب في عدّة لقاءات جمعتهما في واشنطن والرياض وبيت لحم واللقاء الأخير في نيويورك، بأنَّ القيادة الفلسطينية ترفض مجرد التفكير بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لأنه يمثل انتهاكًا لكلّ قرارات الشرعيّة الدولية والتي أكَّدت أنَّ القدس الشرقية جزء من الأراضي التي احتلت عام (67)".

وأكَّد رأفت أنَّ الإدارة الأمريكية منحازة لموقف حكومة المستوطنين بشأن الاستيطان، وتهويد القدس وعدم الاعتراف بحلّ الدولتين على حدود عام (67) وعاصمتها القدس".

وأضاف: "في حال تمّ نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، فسنقوم بقطع العلاقات الفلسطينية الأمريكية، لأنَّ اتّخاذ مثل هذا القرار أمر مرفوض رفضاً باتاً وقطعيًّا، كما وأنَّه مخالف لكلّ قرارات الشرعية الدوليّة، كما وقيل لترامب وبكل وضوح: "إذا نقلت السفارة سنقطع علاقاتنا بالولايات المتحدة، وسنوقف أيّ مفاوضات، فالقدس محتلة".

وتابع رأفت:" كما وأنَّ الولايات المتحدة لم تعد القوّة الوحيدة في هذا العالم، ولنا علاقتنا القوية جداً مع الاتحاد الروسي والصين الشعبية والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا والبرازيل ودول أخرى قويّة ومؤثرة، وهي أقوى من علاقتنا مع إدارة ترامب، وسنتابع العمل معها من أجل البحث في إمكانية فعلية لعقد مؤتمر دولي يشكل هيئة دولية، ومن الممكن أن يفرض عقوبات على إسرائيل إذا ما استمرت بمحاولاتها لتهويد مدينة القدس المحتلة".

من جهته أكَّد ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين، السفير أحمد الرويضي، أنَّه ومن أجل مواجهة هذا الإجراء بالمستوى الدولي  فإنَّ فلسطين تعمل على ثلاثة خطوات وهي التوجه للاعتراف بدولة فلسطين بالأمم المتحدة وموضوع الجنائية الدولية وملاحقة إسرائيل على جرائمها، والمسؤولية الدولية بريطانية ووعد بلفور، عدا ملف المصالحة الذي يعيد الاعتبار لترتيب الأوراق سياسيًّا بما يخصّ القضية الفلسطينة".

وأضاف الرويضي:"بالتالي فإنَّ المسؤولية الإسلامية تتحرك بهذا الاتجاه وهو دعم موقف فلسطين  بالمجتمع الدولي والتحرك على مستوى الأمم المتحدة وكذلك التحرك فيما يتعلق بالاتفاقات التي بتم الانضمام لها من دولة فلسطين".

الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أكَّد أنَّ موضوع التجميد والتأجيل بنقل السفارة، يوحي أنَّ الإدارة الأميريكة تتجه  نحو نقل السفارة، كما وأنَّ ترامب خلال ترشحه وعد بنقل السفارة وعندما تسلم الحكم كان هناك نصائح بتأجيل أو تجميد عملية النقل لإعطاء فرصة لما يسمى بعملية سلام".

وقال عنبتاوي: " هناك تلويح بالسياسية الأمريكية أي أنَّ تأجيل نقل السفارة كأنَّه إعطاء فرصة لفلسطين لدخول بعملية سلام وبنفس الوقت تلويح بالعصا أنَّها ستنقل السفارة إذا لم يلتزم الجانب الفلسطيني بالمفاوضات".

وأضاف: "الإدارة الأمريكية تتعامل مع القدس وكأنَّها أرض إسرائيلية  وترفض القانون الدولي بهذا الإطار، وما تريده هو إعطاء الرسمية لهذا الاعتراف، ولو كانت أمريكا تتعامل فعلاً مع القانون الدولي ومع قرار (242) الذي اعتبر القدس  أرضًا محتلة كانت ستحارب تهويد القدس، ولكن هي ترى الاستيطان والتهويد وإجراءات الاحتلال بالقدس وتراقب وهي تتماشى مع الاحتلال في هذا المجال".

وتابع عنبتاوي:" المطلوب فلسطينياً التكتيك للتعامل مع القادم، وأن تكون هناك مصالحة وطنية وتحالفات واستراتيجيات واضحة أيضًا، أمّا عربيًّا فهناك محاور تصطدم مع السياسية الأمريكية يجب أن تستغل، وأما على الصعيد الدولي فهناك محاور تتشكل مثل تركيا وإيران وروسيا والصين وهي تشكل تحالف أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية،  وكلهم يعترفون بحق الشعب الفلسطيني فهذه التحالفات والاستراتيجية الفلسطينية يجب أن تتحشد برفض السياسة الأمريكية ومحاصرة ترامب إذا ما قرَّر فعلاً نقل السفارة الأمريكية للقدس".