هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - لم يتوقع محمد أن يزف بيوم عرسه على هذه الطريقة، قرية بيت عوا غرب دورا ستشهد اليوم حدثا يجسد معاناة الفلسطينيين، فحتى "فرحة عمرهم" ستكلل بالمنع والاذلال.

عصر اليوم سيستقبل محمد عطية السويطي من قرية بيت عوا عروسته نهال الشحاتيت مشيا على الأقدام على حاجز قرية المجد حنوب غرب الخليل الفاصل بين القريتين والمغلق منذ شهر كامل.

حيث توافد أهالي البلدة للمشاركة في اتمام مراسم الاحتفال و"الحنّاء" وطلب يد العروس أمس، بعد معاناة في الوصول لبيتها والمرور من أسفل البوابات العسكرية في ظل الإغلاق الذي تفرضه سلطات الاحتلال واليوم ستعيش عروسته هذه المأساة.

ورغم اعاقات الاحتلال فهذا لم يطفئ اصرار محمد على الاحتفال بعرسه في هذه الطريقة، وحول هذا أكد رئيس مجلس بلدية بيت عوا عبد الله السويطي لـ"النجاح الاخباري" على أن البوابات العسكرية قطعت أوصال القريتين.

وأشار السويطي إلى أن المسافة بين القريتين تستغرق دقيقة ونصف فقط، إلا أنه بعد إغلاق الاحتلال لهما، اضطر المواطنون قطع 100 كيلو متر ليصلوا القرية المقابلة وبالتالي ستستغرق ساعة ونصف أو ساعتين كحد أقصى.

هذه البوابات والأبراج العسكرية على مداخل القريتين وجدت بحجج امنية واهية منذ عام 2002، وهذا ما أكده السويطي قائلا: المنطقة سهلية ومكشوفة وليست بحاجة لكل هذه الاجراءات إلا أن ذلك يندرج تحت التنغيص على الفلسطينيين وتهجيرهم.

العريس محمد ورئيس البلدية أصروا على ضرورة توثيق حدث اليوم أثناء عبور العروس نهال من قرية المجد مشيا على الأقدام مسافة 500 متر لملاقاة عريسها من بيت عوا، وذلك لإظهار المعاناة التي يتعرض لها الفلسطيني، والمخالفة لحقوق الانسان وكافة المواثيق الدولية.

وأشار السويطي لـ"النجاح الاخباري" إلى أنه لم تقتصر اجراءات الاحتلال على قطع الاوصال الاجتماعية بين 70 ألف مواطن بل طالت الناحية الاقتصادية لقرية بيت عوا كونها اقتصادية، إضافة إلى منع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية من قبل الاحتلال.

يذكر أن عدد سكان بيت عوا يبلغ 13 ألف نسمة وعدد سكان قرية المجد 4 آلاف نسمة تقرييا.