نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: وسط كرة اللهب التي تجتاح القدس المحتلة ويتوقع أن تمتد للضفة وقطاع غزة وربما الداخل المحتل، تبرز أسئلة كثيرة وذلك في محاولة للتنبؤ بسيناريو الساعات القادمة على ضوء عدوان الاحتلال المستمر في المسجد الأقصى.

من جانبه حذَّر مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نبيل شعث من انفجار الوضع في المنطقة في ظل التعنت الإسرائيلي.

وقال شعث في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" الأربعاء، إنَّ ما يحدث بالقدس جريمة من الطراز الأول يُعدّ لها الاحتلال الإسرائيلى منذ فترة.

ووصف شعث ما يحدث بمنتهى الخطورة.

واستبعد شعث في الوقت ذاته أن تتحول المواجهة مع الاحتلال الى انتفاضة مسلحة،متوقعًا أن تأخذ طابعًا شعبيًا وصلاة في الشوارع وأيام غضب في وجه الاحتلال.

بدوره قال الكاتب إيهاب سلامة: إنّنا أمام لحظات تتكثف فيها كل عوامل التفجير خلال الأيام المقبلة.

وقال سلامة في تعليق لـ"النجاح الإخباري": "إنَّنا أمام صياغة جديدة للميدان، وكل السيناريوهات متوقعة"

وحذَّر سلامة في الوقت ذاته من أن تكون إسرائيل هي اللاعب الوحيد إذا ما بقي الموقف العربي والانقسام الفلسطيني على حاله.

المواجهة المفتوحة  .. "يوم غضب"

إلى جانب ذلك، بناء على الدعوات والمطالبات المستمرة، تنظم اليوم مسيرات في مختلف المحافظات والشتات احتجاجاً على انتهاكات الاحتلال في الأقصى، حيث دعت حركة فتح ليوم غضب نصرة للأقصى.

وفي الداخل المحتل، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية كمال الخطيب: إنَّ الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن حراكه حتى زوال البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى.

وأكدَّ الخطيب في تصريح نشرته وكالات عربية أنَّ يوم الجمعة القادم سيكون حاسمًا في تاريخ القدس حال لم تستجب حكومة الاحتلال برئاسة بينامين نتنياهو لمطالب المقدسين وتوقفت عن عدوانها على الأقصى.

وفي قطاع غزة حذَّرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، الاحتلال من الاستمرار بتنفيذ مخططه والتغول على الأقصى.

وقالت الأجنحة في مؤتمر عقدته، مساء أمس: "سيكون لنا كلمتنا القوية والعليا، في حال استمرار المخطط الإجرامي ضد الأقصى، ولن نسمح بأي حال من الأحوال للعدو أن يتغول عليه".

وفجر اليوم عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس الدعوات للنفير إلى الأقصى والاعتصام قبالة بوابات المسجد رفضًا للبوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشدَّدة التي يفرضها الاحتلال.

بدوره رأى  الكاتب الأردني نبيل عمرو، أنَّ الوضع وصل درجة الغليان، كنتيجة حتمية للسياسات الإسرائيلية.

كما توقع عمرو لـ"النجاح الإخباري" ان تشهد الأيام المقبلة حالة غليان في جميع نقاط التماس مع الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين وربما غزة.

وشدَّد على انتفاضة رابعة قد تندلع شرارتها في أي وقت دون إذن من أحد باعتبارها شعبية عفوية.

تنسيق فلسطيني - عربي ..

في الجانب الأخر، أكَّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. محمد اشتية وجود  اتصالات فلسطينية عربية لوضع حد الممارسات العدوانية من خلال المؤسسات الدولية والضغط على إسرائيل.

وصرَّح اشتية خلال لقائه بممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، رالف تراف، أنَّ الإجراءات الإسرائيلية ترمي إلى منع تدفق الفلسطينيين للبلدة القديمة بالقدس، بالتالي ضرب وجود الفلسطينيين في عاصمتهم المستقبلية.

وحذَّر اشتية من مساعي الاحتلال باستغلال الأحداث لتنفيذ مخططات التقسم الزماني والمكاني للأقصى، وكذلك مساعيه لإعادة صياغة منطقة باب العامود.

وعلى الجانب الأردني أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي، الليلة الماضية، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف"، بحثا خلاله "التصعيد والتوتر في المسجد الأقصى وجهود استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة".

ونقل البيان عن لافروف تأكيده أهمية استعادة الهدوء والحؤول دون تفاقم الأوضاع، مشدّدًا على احترام بلاده وتقديرها لدور الأردن ومسؤولياته إزاء الأماكن المقدسة في القدس.

بدروها، حذَّرت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، اليوم الأربعاء، من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف المقدسيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى، فضيلة الشيخ عكرمة صبري، لمخاطر جسيمة.

ودعت منظمة الأمم المتحدة، في بيان مقتضب إلى الحفاظ على الوضع الراهن في مدينة القدس المحتلة.

الاحتلال يتأهب ..

وأعلنت شرطة وجيش الاحتلال عن رفع حالة التأهب إلى أقصى درجة في القدس المحتلة والضفة الغربية بسبب الدعوات التي أطلقتها فصائل ومرجعيات دينية لاعتبار اليوم يوم غضب، وفق ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية.

ويعتصم مقدسيون منذ ظهر الأحد الماضي قبالة أبواب المسجد الأقصى رفضًا للبوابات الإلكترونية التي نصبتها سلطات الاحتلال وأغلقت ساحات الحرم ومنعت رفع الأذان عقب الاشتباك المسلح في ساحاته يوم الجمعة الماضي والذي أدى لاستشهاد ثلاثة من فلسطينيي (48) ومقتل شرطيين إسرائيليين.

وفي آخر تحديث للإصابات الناجمة عن العدوان فإنَّ (50) مصليًّا أُصيبوا الليلة الماضية و توزعت  ما بين (16) إصابة بالرصاص المطاطي، و(9) إصابات بالقنابل الصوتية، و(25) إصابة جراء الاعتداء بالضرب والدفع، وأربعة من طواقم الإسعاف خلال إسعافهم للمصابين بحسب "الهلال الأحمر" الفلسطيني.

ولم يحدث أن أغلق الأقصى سوى في انتفاضة الأقصى قبل عقدين ولفترات قصيرة وأيضًا بعد محاولة تصفية المتطرف "يهودا جليك" اليميني في العام (٢٠١٤).

وأخيرًا نتذكر في هذا السياق ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل "غولدا مئير" بعد أن حرق أحدهم المسجد الأقصى عام (١٩٦٩)، "توقعت أن أرى في اليوم التالي حشود العرب والمسلمين تتدافع لحماية الأقصى والمقدسات والحفاظ عليها. ولكن حين رأيت تصرفهم أدركت أنَّ إسرائيل في أمان."