هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - أثارت الصفقة السريَّة التي كشفت عنها صحيفة "كلكليست" الإقتصادية الإسرائيلية والتي سربت بموجبها أراض وقفيّة في أحياء غربي القدس تتبع الكنيسة الأرثوذكسية لبلدية الاحتلال بالمدينة، ستخصص لمستثمرين يهود، ردود فعل غاضبة.

وتشمل صفقة البيع خمسمئة دونم (الدونم=ألف متر مربع) من أصل (560) دونمًا من أراضي البطريركية الأرثوذكسية بالقدس، تقع في حيي الطالبية والمصلبة وما يعرف اليوم بشارع الملك داود ومحيط حديقة الجرس وغيرها من الأحياء.

وأوضح عضو المجلس الأرثوذكسي المركزي أليف صباغ لبرنامج "يحدث في فلسطين" على فضائية النجاح، أنَّ البطريركية اليونانية التي استولت على الكنيسة الأرثوذكسية العربية منذ (500) عام هي التي اتبعت أسلوب التأجير طويل المدى للأراضي.

وشدَّد على أنَّها انتقلت من أسلوب التأجير إلى أسلوب البيع المطلق منذ 49) عامًا، موضحًا أنَّ المؤجر لم تكن بلدية القدس وإنَّما الصندوق القومي اليهودي "كيرن كيمييت"، فأصبح من يريد تمديد العقد لا يمدد عقده حاليًا وإنَّما تبيعه بالمطلق.

ولفت صباغ إلى أنَّهم حذروا على مدى سنوات سابقة من احتمالية بيع هذه الأراضي للإسرائيليينن ويستطيع مالك الأرض فعل ما يشاء فيها، قائلًا: "البطاركة قالوا إنَّ الأراضي بعد التأجير ستعود لأصحابها، ولكن ما حذَّرنا منه أنَّ التأجير يتبعه بيع".

وأوضح أنَّ صفقة التأجير تمَّت في عام (1951) وشملت أهم الأراضي في القدس الغربية وضمت ما يقارب (560) دونم، ويوجد عليها (1500) وحدة سكنية، بنت إسرائيل على هذه الأراضي منزل لرئيس حكومتهم والكنيست ومناطق سكنية لليهود، ومن شروط الصفقة أنَّه بعد انتهاء مدَّة الاتفاقية يحق للبطريكرية استرجاع الأرض بما عليها من مبان، وقلنا إنَّ هذا لن يحدث حتى لو كان البند موجود وسنرى أنَّ البطريركية التي استولت على مقدسات الكنسية العربية ما دفعها للتأجير سيسمح لها في البيع.

وأضاف صباغ أنَّ القانون ليس بأيديهم حاليًّا ولايستطيعوا حتى تقديم شكوى للمحاكم الإسرائيلية ولا يوجد مرجعية دينية كبرى للطوائف سوى البطريارك اليونانية والمطران "عطا الله حنا" ولكن لن يستطيع وحده فعل أيّ شيء.

تحذيرات من صفقات مشابهة ..

وفيما يتعلق بحدوث صفقات مشابهة تتضمن بيع أراضٍ لصالح الإسرائيليين، نوَّه صبّاغ إلى أنَّه ما زال هناك (22) الف دونم في منطقة (اللطرون) بيد البطريارك اليونانية، قائلًا: "لا نعرف إذا باعت البطريركية اليونانية أو سيبيع جزء منها أو حتى إذا كانت مؤجرة، وهناك مناطق في القدس الشرقية أيضًا ملكهم".

واختتم حديثه قائلًا: "هناك حاجة ماسة لوقف هذا النزيف الذي سيؤدي إلى نزيف بشري خارج البلاد".

لجنة تحقيق ...

وفي السياق ذاته كشف الأمين العام للهيئة الإسلامية والمسحية حنا عيسى أنَّ الهيئة قررت تشكيل لجنة خاصة لمتابعة الملف بشكل موضوعي، وأنَّه سيتم إطلاع الرئيس "محمود عباس" على توصياتها والتقارير الصادرة عنها.

وقال عيسى لبرنامج "يحدث في فلسطين": إنَّه من السابق لأوانه إصدار أحكام خاصة وأنَّ الحديث يدور فقط في الصحافة الإسرائيلية.

وأضاف: "يجب أن نتعامل مع القضية على أرضية قانونية واضحة، وأن نشكل لجنة قانونية من خبراء، قبل توجيه اتهامات لأطراف فلسطينية".

وتابع عيسى: "يجب أن نكون ارثوذكسيين حقيقين أصحاب الأرض الأصليين ونحن ضد أي صفقة على الإطلاق، كي لا تكون القصة موسميّة ويتم بيع أراضٍ ومقدسات بأماكن مختلفة".

وشدَّد على أنَّ إسرائيل سيطرت في (1948)على (34%) من أراضي المسيحيين وأبقت (22%) لهم فقط، وفي سنة (1950) استولت إسرائيل على (50%) من أراضينا في القدس في (1967) على (30%) من اراضينا، قائلًا "لم يتبق لدينا شيء ويجب أن نحافظ على وجودنا".

وجرى الكشف عن الصفقة عقب تقدم كنيسة الروم الأرثوذكس بدعوى لمحكمة الاحتلال المركزية في القدس، بهدف الحصول على تعهد من بلدية الاحتلال يقضي بعدم مطالبتها للكنيسة بدفع ضريبة الأملاك "الأرنونا".