نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: تتّجه أنظار الفلسطينيين اليوم الأربعاء، إلى الخطاب الذي سيقدّمه الرئيس "محمود عباس" خلال القمّة العربية، التي تعقد في منطقة "البحر الميت" في الأردن، ويتوقّع أنْ يكون أوسع وأشمل.

مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية "د.نبيل شعث" أكّد في تصريحات لـ"النجاح الإخباري" أنّ خطة القيادة واضحة منذ البداية، وتنطلق من مبادرة السلام العربية لدعم الموقف الفلسطيني، والضغط لإنهاء الاحتلال واستيطانه.

ورأى "شعث" أنّ خطاب الرئيس سيتضمن نقاطًا جوهرية، يستعرض فيها الأوضاع الفلسطينية على صعيد الانقسام الداخلي، إلى جانب الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتصورات عميقة للوضع النهائي.

وجرت العادة في الخطابات كافة التي أدلى بها الرئيس "محمود عباس" تحميل الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية مسؤولية الفشل السياسي في المنطقة طوال السنوات الماضية، والتحذير مجددًا من مغبة انهيار السلطة الفلسطينية وتدهور الأوضاع الداخلية، إلى جانب إعادة النظر فلسطينيًّا بكل الاتفاقيات الثنائية السياسية والاقتصادية التي وُقعت مع إسرائيل في الماضي.

وذهبت تصريحات متواترة للأمين العام للجامعة العربية "أحمد أبو الغيط"، للتأكيد أنّ الرئيس "محمود عباس"، سيطرح خلال كلمته المطوّلة مبادرة فلسطينية جديدة للسلام.

وقال "أبو الغيط": إنّ السلطة الفلسطينية، ستطرح في قمة عمان، مشروعًا جديدًا للحل، يتضمّن إعادة صياغة بعض الأفكار للتسويّة (الفلسطينية-الإسرائيلية).

القيادة التي سارعت لنفي تصريحات "أبو الغيط"، جملة وتفصيلًا، عادتْ لتؤكّد عبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "صائب عريقات"، أنّ المبادرة الوحيدة التي ترتكز عليها السلطة الفلسطينية هي المبادرة العربية للسلام، وأنّه لا يوجد أيّ مبادرات جديدة.

ونتبيّن من الجولات المكثّفة والاتصالات التي أجراها الرئيس "محمود عباس" خلال الأسابيع الماضية إمكانيّة حدوث تغيرات في ظلّ الحراك الفلسطيني-العربي، وذلك للتشاور على صعيد القضيّة الفلسطينية، وطرح رؤية جديدة (تغييرات طفيفة) حول الحلّ النهائي.

وبنظرة سريعة على القرارات الفلسطينية التي قُدّمت للقمّة، وصادق عليها وزراء الخارجية العرب يوم الإثنين، ترى بوضوح معالم الخطاب الرئاسي المرتقب، حيث سيُعرّي المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لقلب مبادرة السلام العربية، وفق ما بات يُعرف بالحلّ الإقليمي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وقال وزير الشؤون الخارجية "د. رياض المالكي" إنّ القمّة العربيّة ستقرّ أربعة مشاريع قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّ قضيّتنا استعادت وضعها كقضية مركزية.

وأوضح "المالكي" أنّ القمّة التزمت بتمسّكها بمبادرة السلام العربية، التي أُقرت في قمة بيروت عام (2002).

وقال "المالكي" في حديث لـ "صوت فلسطين"، إنّ مخرجات البيان الختامي للقمّة ستكون معظمها عن دعم القضية الفلسطينية، بما فيها مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق قرار "مجلس الأمن" الأخير حول الاستيطان.

وكان "المالكي" قد التقى بوزراء خارجية مصر والأردن والعراق، في إطار التنسيق بين البلدان الأربعة، تمهيدًا لزيارة الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" في واشنطن، مطلع إبريل المقبل.

في سياق متصل، قال مصدر لـ"النجاح الإخباري" في رام الله، إنّ اجتماعًا مهمًّا تعقده اللجنة المركزيّة لحركة "فتح" اليوم، وذلك للتشاور قبل ساعات من انعقاد قمة البحر الميت.

المواقف والتصريحات سالفة الذكر ستنتهي بطبيعة الحال عند اعتلاء الرئيس "محمود عباس" لمنصة القمة العربية الـ (28) ومخاطبة القادة العرب حول خريطة الطريق القادمة، فهل يوجد أيّ مبادرات جديدة أم ستبقى المبادرة العربية حبيسة الأدراج؟

يذكر أنّ (16) زعيمًا عربيًّا سيشاركون في القمّة، وسيتغيّب منهم ستة لأسباب صحيّة وأخرى غير معلنة، على أنْ يمثلهم وزراؤهم، باستثناء سوريا التي علّقت جامعة الدول العربية عضويتها منذ (2011).

كما سيحضر مبعوثون رئاسيون من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا إلى القمة العربية، وستناقش القمة عدة ملفات، بينها الإرهاب والقضية الفلسطينية، والأوضاع في كلّ من سوريا والعراق وليبيا.