النجاح الإخباري - أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، أن احتجاز جثامين الشهداء هي واحدة من أكبر وأبشع الجرائم الإنسانية والدينية والقانونية والأخلاقية التي يرتكبها الاحتلال.

وقال: "إن دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي تمارس هذه الجريمة في إطار سياسة ممنهجة وعلنية، وفي الآونة الأخيرة أقرت قوانين تجيز استمرار احتجاز الجثامين، بهدف الانتقام منهم ومعاقبتهم بعد موتهم، ولردع الأحياء من بعدهم، وأحيانا لغرض الضغط والابتزاز وايذاء عائلاتهم".
وتابع: "إن الاحتلال يحتجز جثامين الشهداء  لأيام وشهور، بل لسنوات وعقود في ما يُسمى بـ"مقابر الأرقام" أو داخل ثلاجات الموتى، كما ويعاقب عائلاتهم ويمنعهم من الوصول إلى أضرحتهم أو حتى الاقتراب من المقابر التي يدفنون فيها".
وأوضح فروانة ان هذه سياسة قديمة جديدة، لجأ إليها الاحتلال منذ إتمام احتلالها وسيطرتها على باقي الأراضي الفلسطينية عام 1967، وما تزال تحتجز نحو (250) من الجثامين لشهداء فلسطينيين استشهدوا في فترات متفاوتة وظروف مختلفة، بعضهم استشهدوا في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبعضهم استشهدوا في العدوان الأخير على غزة صيف 2014، فيما هناك من استشهدوا خلال "انتفاضة القدس" التي اندلعت في اكتوبر2015.

جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى الـ40 لعملية الساحل الفدائية، واحتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجثمان الشهيدة "دلال المغربي" قائدة العملية، و التي استشهدت خلال اشتباك مع قوات الاحتلال في مثل يوم غد 11 آذار/مارس من عام 1978.
وبين فروانة أن احتجاز الجثامين ممارسة منافية لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، لاسيما اتفاقيات جنيف الأولى والثالثة والرابعة، موضحًا أن تلك الاتفاقيات نصت في بعض موادها على حق الموتى في التكريم، وألزمت الاحتلال بتسليم الجثث إلى ذويها، ومراعاة الطقوس الدينية اللازمة خلال عمليات الدفن، بل وحماية مدافن الموتى وتسهيل وصول ذويهم إلى قبورهم، واتخاذ الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ ذلك.

يذكر بأنه في الحادي عشر من آذار/مارس عام 1978، قادت الشهيدة الفلسطينية "دلال المغربي" مجموعة من مقاتلي "حركة فتح"، مكونة من إحدى عشرة فدائيا، ونفذت عملية فدائية نوعية تمثلت بعملية إنزال بحرية على الساحل قرب تل أبيب، وانتهت العملية بمقتل وجرح قرابة ثلاثين إسرائيليا، ومنذ ذلك التاريخ وسلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيدة دلال المغربي، التي تُعتبر واحدة من أشهر الفدائيات الفلسطينيات عبر تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.