مدى شلبك - النجاح الإخباري - أكد المحلل السياسي ناجي شراب أن التغيير الذي طرأ على المشهد الفلسطيني السياسي، يعود إلى عدة تغيرات شهدتها الحالة الفلسطينية الحالية إذا ما قورنت بفترة الانتفاضة الثانية.

وأوضح في حديث له مع "النجاح الإخباري"، أن اللحظة التي انطلقت خلالها الانتفاضة الثانية تختلف عن معطيات هذه المرحلة، التي شهدت تحولات خطيرة تمثلت بانقسام سياسي وتفكك فلسطيني، وتراجع عربي ودولي.

وأشار إلى أن التضييق على الرئيس الراحل ياسر عرفات وحصاره خلال الانتفاضة الثانية، ولد لحظة كانت فيها الحالة الفلسطينية حيوية وأكثر تأثيرًا، لذلك فإن شعار الرئيس الراحل عرفات "عالقدس رايحين شهداء بالملايين" كان متوافقًا مع السياق الزمني والرمزي للمرحلة، وكان يدل على مكانة القدس في هوية الشخص الفلسطيني ووجدانه.

وأضاف أن المواطن الفلسطيني بدأ ينتابه شعورا بالغربة وعدم الاكتراث وغياب المصداقية، الأمر الذي خلق إشكاليات وعدم ثقة بخيارات السلطة والمقاومة، لذلك فإن التوقع بانتفاض الضفة من أجل القدس بعد قرار ترامب لم يحدث، نتيجة للفجوة بين المواطن والسلطة من جهة والمواطن والفصائل من جهة أخرى، علمًا بأن المواطن الفلسطيني على استعداد للتضحية لكن هناك تساؤلات عديدة حول الأداء العام.

تراجع عربي

شدد شراب، أيضا على أن السياسة قوة وقدرة على الفعل، والإقليم العربي ومنظومته بأسوأ حالته نتيجة للصراعات الداخلية والتدخلات الأجنبية والإرهاب، لذلك انشغلت الدول العربية بقضايا أخرى وتغيرت أولوياتها.

واعتبر أن تراجع القضية الفلسطينية لم يقتصر على مستوى الأجندات السياسية فقط، بل طال المواطن العربي نفسه، بالإضافة إلى لغة إعلامية سياسية جديدة تشير لعدم التزام قومي بالقضية.

أما بخصوص الدور الفلسطيني، أكد شراب، على ضرورة تفعيل المتغير الفلسطيني ليصبح رئيسيا بالصراع، عن طريق إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة وتقييم الخيارات الفلسطينية.