النجاح الإخباري - يصب المحققون اهتمامهم على العلاقات المالية المحتملة التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير بروسيا. فقد سلطت مجلة “بوليتيكو” الضوء على “الوجه الحقيقي لكوشنر”، وذكرت أنّ “صهر ترامب كانت له يد في إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي”. وأضافت “بوليتيكو” إنّ “كوشنر كان الوحيد الذي اقترح شنّ هجوم في أعقاب تعيين المدعي الخاص”.

من جهتها، أشارت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إلى أنّ “وسائل الإعلام الأميركية كشفت مساء يوم الخميس أيضاً أنّ الشخصية المُقربّة من ترامب التي استرعت اهتمام مكتب التحقيقات الفيدرالي ضمن تحقيقه بشأن التدخلات الروسية، لم يكن سوى صهره ومستشاره. خلافاً لذلك، لم يكن من الوارد أن يسبب المليونير الشاب، البالغ من العمر 36 سنة و”المهذب”، المتاعب لوالد زوجته.

وأضافت الصحيفة إنّ “كوشنر الذي لطالما اتسم بالرصانة والسرية وبعمله خلف الكواليس، برز بمظهر السياسي المعتدل والقادر على الحد من تبعات زلات الرئيس الأميركي برفقة زوجته إيفانكا. علاوة على ذلك، حاز المستشار الرسمي لترامب الذي يعمل من دون الحصول على أيّ مقابل مادي، على ثقة الرئيس الأميركي التامة، حيث أوكلت له مسؤوليات لا تحصى ولا تعد”.

وتابعت الصحيفة: “من بين هذه المسؤوليات، العلاقات التي تجمع الولايات المتحدة بالمكسيك، وكندا، والصين، ومسألة السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن تحديث الإدارة الفيدرالية”.

ويطلق الساخرون على كوشنر لقب “الوزير متعدد المهام”، في إشارة إلى انعدام خبرته في مجال الشؤون العامة. وقد اعتبر كوشنر المسؤول عن نجاح الجزء الأكبر من الرحلة الرئاسية الأولى إلى الرياض والقدس. وفي هذا الإطار، طرحت الصحيفة تساؤلاً حول ما إذا كانت النجاحات التي حققها صهر ترامب سيلطخها فضول الشرطة الفدرالية.

وأوضحت الصحيفة أنّ “المحققين الذي يعملون على نطاق واسع، لا يملكون أيّ دليل ملموس في هذه المرحلة لإدانة الصهر الأوّل الذي لم يخضع بعد للتحقيق. وعموماً، لم يكشف المحققون سوى عن اجتماع كوشنر في عدّة مناسبات بين نيسان وكانون الأوّل سنة 2016، بالسفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك. كما اجتمع صهر ترامب لمرّة واحدة على الأقل مع سيرغي غوركوف، رئيس بنك “فينشيسونوم بانك”، الذي سلطت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب دعمه للإنفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا”.

وأضافت الصحيفة إنّ “كوشنر تناسى ذكر هذه اللقاءات التي جمعته إلى مسؤولين روس خلال المستندات التي قدمها بغية الحصول على تصريح أمني، تماماً مثلما فعل مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، الذي أُجبر على الإستقالة، والمدعي العام، جيف سيشنز، المهدّد بتخليه عن منصبه بسبب التحقيقات المتعلقة بروسيا. أمّا كوشنر، فقد أعلن نيته التعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما أكد استعداده لتقديم شهادته أمام لجنة التحقيق التابعة لمجلس الشيوخ”.

ونقلت الصحيفة تصريح محامي كوشنر جامي غوريليك، الذي قال إنّ “موكله قد تطوع لإبلاغ الكونغرس بما يعلمه حول هذه الإجتماعات كما أنّه لن يتوانى عن فعل ذلك مجدّداً في حال ذكر اسمه بأيّ تحقيق آخر”. والجدير بالذكر أنّ تعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي روبرت مولر كمستشار خاص منتصف الشهر الجاري، أعطى دفعاً قوياً للتحقيقات التي تجريها الوكالات الفيدرالية.

وأوردت الصحيفة أنّ “هيئة المحلفين العليا أصدرت مذكرات استدعاء لمايكل فلين، الذي حاول التملّص منها. كما تسلّم الجنرال السابق مبلغاً قيمته 500 ألف دولار من طرف رجل أعمال تركي لممارسة ضغوط لصالح حكومة أنقرة، حيث تناسى التصريح عنها، فضلاً عن 45 ألف دولار من قبل التلفزيون الروسي الخاص آر تي التابع للكرملين من دون إعلام البنتاغون بذلك”.

ونوّهت الصحيفة بأنّ رئيس وكالة الإستخبارات المركزية السابق جون برينان، أوضح يوم الثلاثاء الماضي لأعضاء مجلس الشيوخ، أنّه قد وقع تنبيهه ربيع سنة 2016 بشأن محادثات جرت بين جواسيس روس ووقع التنصت عليها، والتي أوضحت تفاخرهم بقدرتهم على التأثير على الإنتخابات الأميركية على حساب هيلاري كلينتون. وقالت الصحيفة إنّ وتيرة اللقاءات التي جمعت السفير الروسي الذي يخضع لمراقبة شديدة نظراً لسمعته كمجند للجواسيس، بأعضاء من حملة ترامب قد تسارعت في غضون ذلك.

وفي هذا الصدّد، قال برينان إنّ “هذه المعطيات أفضت إلى طرح سؤال لا إجابة له: هل تمكن الروس من إغراء المواطنين الأميركيين، طوعاً أو بالإكراه”؟ في المقابل، رفض ترامب رفضاً قاطعاً الفرضية الآنف ذكرها، التي ما فتئ يصفها “بالمعلومات الزائفة”.