نابلس - ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - ديلي ميل- ما نعرفه ان تناول كمية معينة من الطعام المحتوي على الألياف خصوصا في وجبة الإفطار من الممكن أن يحافظ على توازن جسمك و لكن الغريب ما كشفه بحث جديد عن قدرة الألياف على منع الإصابة بعدة أمراض مثل أمراض القلب و السكري و السرطان.

وأظهرت دراسة جديدة قامت بها منظمة الصحة العالمية و تم نشرها الأسبوع الماضي في مجلة The Lancet,أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة المحتوية على الألياف اقل عرضة للإصابة بأمراض القلب و السكتة الدماغية و مرض السكري و غيرها من الأمراض المزمنة.

ووجد الباحثون ان تزويد الجسم بحوالي 8 جرام من الألياف يوميا فمن خلال تناول موزتين على سبيل المثال أو ساندويش سلطة الدجاج يساعد على انخفاض نسبة  الوفيات و حالات الإصابة بأمراض القلب و النوع الثاني من مرض السكري و سرطان الأمعاء بما نسبته 27% بالإضافة إلى الوقاية من السكتات الدماغية و سرطان الثدي.

ويعتقد المشرفون على الدراسة  بضرورة تناول ما مقداره 30 جرام من الألياف يوميا ولكن 91% من الأشخاص  لا يتناولون حتى جزءا بسيطا من هذه الكمية.

أيضا, يعتقد بعض الخبراء ان جميع التوصيات الصحية الأخرى قد اشتملت على توضيح أهمية وجود كمية كافية من الألياف في النظام الغذائي.

وقالت البروفيسور نيتا فروهي, طبيبة الصحة العامة و عالمة فيزيائية في قسم علم الأوبئة في جامعة كامبردج ان اهتمام الناس أصبح مركزا بشكل كبير على تقليل السكر و الملح في الطعام بينما بدت أهمية توافر الكمية الكافية من الألياف في هذا الطعام مهملة و لكن هذا الأمر يعد مهما جدا للتمتع بصحة حيدة.

وتعد الألياف جزءا من الأطعمة النباتية و هي جزء غير قابل للهضم حيث تتواجد في الخضروات و الفواكه مثل التوت و الكمثرى و البرتقال و القرنبيط و الذرة الحلوة و الحبوب و البقوليات باعتبارها أغنى المصادر بالألياف.

وتقوم الألياف بزيادة سرعة انتقال الفضلات عبر القولون و الحماية ضد الإمساك و سرطان القولون. وفي الوقت نفسه, تقوم الألياف الموجودة في الشوفان بخفض نسبة الكولسترول مما تقلل من الإصابة بأمراض القلب و السكتة الدماغية.

وتحتفظ الألياف ببنيتها في الأمعاء مما يساعدنا على الشعور بالشبع لفترة أطول. وبناء على هذا يقوم فريق من كلية امبريال كوليدج في لندن ببحث كيفية استخدام الألياف في التقليل من السمنة باعتبارها تحمل حلا جذريا لهذه المشكلة.

ويتركز هذا البحث حول كيفية قيام البكتيريا في الأمعاء بإنتاج تركيبا يسمى البروبيونات حيث يقوم بتكسير الألياف الغذائية.

حسب هذا البحث من الممكن أن يكون للبروبيونات دورا في التحكم بالشعور بالجوع حيث تقوم بإيقافه تلقائيا. مستقبلا, من الممكن استخدام نسخة متكاملة تسمى بروتين اينولين بروبيونات لمساعدة الأشخاص بالحفاظ على وزن صحي.

وقالت الدكتورة "ميغان روسي", أخصائية التغذية و المتحدثة باسم جمعية التغذية البريطانية, أن الألياف تستخدم كمصدر لتغذية البكتيريا النافعة في القناة الهضمية التي تستهلك الألياف و تنتج منتجات ثانوية تسمى الايضات التي تعمل بمثابة حلقات وصل بين أجزاء الجسم مثل القلب و الدماغ  لما لها تأثيرات مفيدة عليهم .

وأضافت أن هذا من الممكن أن يوضح العلاقة بين الوجبات الغذائية الغنية بالألياف مثل حمية البحر المتوسط و انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب و بعض الأمراض النفسية.

أيضا, تساعد الايضات جهاز المناعة الذي يلعب دورا مهما عند الإصابة بالسرطان . حوالي 70% من خلايا جهاز المناعة في الجسم تعيش داخل القناة الهضمية و تتأثر و تتفاعل مع البكتيريا المتواجدة في الأمعاء و التي تتوافر  في النظام الغذائي الغني بالألياف.

كما يعتقد أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة , التي تنتجها بكتيريا الأمعاء في الألياف, تقلل من خطر الأمراض الالتهابية و أمراض القلب و النوع الثاني من مرض السكري و السكتة الدماغية.

  في عام 2015, أوصت اللجنة الاستشارية العلمية للتغذية البالغين بضرورة تناول الأطعمة المحتوية على ما مقداره 30 جرام من الألياف يوميا. في حين يبلغ متوسط تناول النساء للألياف حوالي 17 جرام في المملكة المتحدة مقارنة مع 21 جرام كمقدار يتناولها الرجال يوميا.

لكن المشكلة أن معظم البريطانيين ما زالوا يتناولون ما يحتوي على الكربوهيدرات البيضاء المصنعة مثل الأرز و المعكرونة و الخبز الأبيض , التي تحتوي على اقل من نصف الألياف المتوفرة في خبز القمح.

وفيما يخص هذا الأمر قالت البروفيسورة فروهي انه يجب تغيير هذه العادات لان جميع الأبحاث القديمة والحديثة تشير إلى أهمية الألياف لذا يجب أن نحدث تغيرا.