النجاح الإخباري - إن نقص النوم لا يؤدي فقط إلى غفلتنا على مكاتبنا أثناء العمل، وإحساسنا بالانزعاج والغضب، بل إنه يضعف الاتصالات الحيوية بين الخلايا العصبية في الدماغ، وفقاً لدراسة جديدة وقال الباحثون بحسب موقع Science Alert، إن هذا الضعف في شبكة إشارات الدماغ يمكن أن يؤدي إلى هفوات في الذاكرة ومشكلات في التركيز، وبطريقة ما يمكن مقارنتها بحالة السُّكْر.

وقد أراد الفريق الدولي المسؤول عن الدراسة أن تؤخذ مشكلة الحرمان من النوم بشكل جدي أكثر، سواء في الضرر الذي يمكن حدوثه لأجسادنا والمخاطر التي قد نعرض أنفسنا لها عند قيادة السيارة في هذه الحالة، أو القيام بوظائفنا اليومية.

ووجدت الدراسة أنه كلما كان المريض مرهقاً تباطأ النشاط في الخلايا العصبية، وفقدت قوتها وقد أشارت الفحوص إلى أن قلة النوم تتداخل مع قدرة الخلايا العصبية على ربط الأحداث التي نراها وفهمها بشكل منطقي، بنفس الطريقة التي يتصرف بها السائق المتعب لحظة محاولة أحد المشاة للسير خارج الطريق.

لاحظ الباحثون أيضاً موجات تشبه موجات النوم تعطل أجزاء من الدماغ، تقريباً كما لو كانت بعض المناطق تصاب بالدوار وتسبب هفوات ذهنية من التركيز، في حين أن أقساماً أخرى من الدماغ تستمر في عملها كالمعتاد.

ومع ذلك، فإن الصلة بين التعب والحوادث المرورية ليست جديدة: فمن المقدر أن آلاف الوفيات، والآلاف من الإصابات في الولايات المتحدة وحدها، تحدث من قبل السائقين الغافلين، والغارقين في النوم خلف عجلة القيادة، وعدم القدرة على رد فعل سريع بشكل كافٍ.

وأي شخص عانى في أي وقت مضى من البقاء مستيقظاً طوال الليل سيدرك مدى صعوبة التركيز في اليوم التالي، وسيختبر حالة من الضبابية في التفكير، وهذا على ما يبدو بسبب بطء ردود الخلايا العصبية.

منذ أن كنا صغاراً، نسمع أن عدد الساعات المثالي للنوم هو ثماني ساعات، ولكن العلم أثبت أن ذلك عارٍ عن الصحة، إذ أكد الدكتور كارني أن احتياجات الناس من النوم تتغير من شخص لآخر، فالبعض قد تكفيه 6 ساعات من النوم، بينما يحتاج البعض الآخر إلى 9 ساعات أو أكثر.

 الحصول على قسط وافر من النوم، يعود جسدنا تلقائياً على عدد معيّن من الساعات ما يجعلنا نحس بالنشاط طيلة اليوم بعد الحصول على هذا العدد من الساعات، أما النوم لعدد قليل من الساعات، حتى وإن تأقلم المرء مع ذلك ببساطة، فقد يعرضه للإصابة بأمراض القلب والشرايين والاضطرابات المعرفية وحتى الموت المبكر.