النجاح الإخباري - قالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء 5 حزيران 2018 أن حكومتها تشعر بالحزن لمقتل المسعفة الفلسطينية الشابة رزان النجار على يد قناص إسرائيلي أثناء مظاهرات العودة في غزة يوم الجمعة الماضي.

وقالت ناورت في إطار مؤتمرها الصحفي في مبنى الخارجية ردا على سؤال وجهته لها القدس بشأن قتل المسعفة النجار المتعمد وما إذا كان لدى الحكومة الأميركية موقف أو تعليق بشأن هذه الجريمة " نعم، أنا بالتأكيد رأيت تلك القصة؛ نحن نراقب الأحداث، كما نفعل دائماً، بعناية شديدة وما يحدث في غزة- أريد أن أقول - إننا حزينون لفقدان حياة هذه المرأة (رزان النجار)؛ بالتأكيد، التقارير تفيد بأنها قتلت أثناء المظاهرات على طول خط السور في غزة".

ولدى متابعة القدس أن المسعفة النجار كانت تقوم بخدمات طبية وتلبس لباس المسعفين الواضح عند اغتيالها من قبل قناص إسرائيلي أجابت ناورت بالقول "هذا هو فهمي" مستطردة "لم أشاهد الفيديو. أنا لم أقرأ أي تقارير أو تقارير رسمية تتعلق بما حدث. أفهم أن القوات الإسرائيلية قالت إنها بدأت التحقيق. لذا ، عليّ فقط انتظار صدور نتائج أي تحقيق، لكنني سأعيدك إلى حكومة إسرائيل (كي تسألهم)".

ولدى لفت انتباه ناورت إلى أن الإسرائيليين يدعون أنهم يحققون في مثل هذه الجرائم -كما حدث في السابق بشأن قتل الصحفيين ولم نر أي نتائج حتى الآن، وما إذا كانت تثق بنزاهة التحقيق الإسرائيلي قالت ناورت "لا يمكنني التعليق على ذلك. أنا لا أمثل حكومة إسرائيل... أعتقد أنه أمر جيد بالتأكيد عندما يعلنون أنهم سيجرون تحقيقات، وسننتظر حتى ننتهي من ذلك".

وحول ما إذا كانت الحكومة الأميركية ستطلب من إسرائيل –على الأقل – الكف عن استهداف المسعفين والصحفيين في هذه المظاهرات (مظاهرات العودة) الذين يرتدون ملابس وستر مهنية تظهر تماما وبوضوح أنهم يمثلون الصحافة وطواقم الإسعاف، ردت ناورت باستهجان لاستخدام القدس في سؤالها كلمة "استهداف (متعمد)" بالقول " لقد استخدمت كلمة "استهداف ؛ ليس لدي معلومات كهذه. لا أعرف ما إذا كان هذا هو الحال (استهداف متعمد). ولهذا السبب قالت حكومة إسرائيل أنها تجري تحقيقاً،. سأترك الأمر لهم لمناقشة ما حدث وسحب – استخراج الحقائق".

وأضافت "أنت تستخدم كلمة "استهداف". لا يمكنني التعليق على ذلك ، لأن ذلك يؤكد فرضية السؤال الذي كان ، في الواقع ، قد انتهى. أود فقط الرجوع إلى حكومة إسرائيل والسماح لهم بإجراء تحقيقاتهم ، وسنذهب من هناك".

وحول ما تردد بشأن تخفيض المستوى الدبلوماسي للقنصلية الأميركية في القدس التي قامت تقليديا بالعمل كبعثة دبلوماسية مستقلة للفلسطينيين وتتواصل مباشرة مع وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن دون العودة إلى السفارة الأميركية في إسرائيل، وأنه الآن ستوضع تحت سيطرة السفير الأميركي ديفيد فريدمان المباشرة في السفارة الأميركية التي نقلت إلى القدس المحتلة الشهر الماضي ، نفت ناورت أن يكون هناك أي تخفيض في المستوى الدبلوماسي للقنصلية مؤكدة "إن القنصلية ستستمر في عملها تماما كما كانت دائما وليس هناك أساس من الصحة للتقارير التي تحدثت عن تخفيض مستوى القنصلية".

وكانت أفادت مصادر مطلعة في واشنطن الخميس الماضي (31/5) أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يدرس منح السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان السيطرة على زمام الموقع الأمامي الأميركي الذي تعامل مع الشؤون الفلسطينية، أي القنصلية الأميركية في القدس التي عملت كبعثة دبلوماسية للفلسطينيين، وأن هذا التغيير قد يحدث مع نهاية شهر حزيران الجاري" بما يمهد للاعتراف الأميركي بسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على القدس الشرقية والضفة الغربية بشكل كامل فيما أكد خبراء للقدس أن أي خطوة لخفض درجة استقلالية القنصلية الأميركية العامة في القدس - المسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين - سيكون لها أصداء رمزية قوية تبدد أحلام الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وتسدد ضربة قوية لاحتمال حل الدولتين و تشير إلى اعتراف أميركي لا لبس فيه بالسيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.

كما كانت القدس قد علمت (الجمعة الماضي) من مصدر مطلع أن "كل هذه الأفكار هي أفكار السفير (ديفيد) فريدمان وتأتي منسجمة للخطوات التي دفع باتجاهها منذ استلامه السفارة في إسرائيل بقوة: أولا نقل السفارة التي ضغط باتجاهها منذ اليوم الأول، وثانيا، نقل السفارة فعليا يوم 14 أيار 2018 بينما كان من المقرر أن تستغرق أربع سنوات، ومن ثم نزع صفة أراض محتلة عن القدس الشرقية والضفة الغربية في تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن حقوق الإنسان حول العالم (20 نيسان 2018) وأخيرا تقرير وزارة الخارجية عن عن الحريات الدينية حول العالم لعام 2017 الذي أعلنه وزير الخارجي مايك بومبيو الثلاثاء الماضي (29/5/2018) والذي أسقط صفة الاحتلال عن القدس الشرقية والضفة الغربية وهضبة الجولان، والآن تأتي هذه الخطوة" مضيفا "اعتقد أن هذه الخطوة بالنسبة للسفير (فريدمان) هي تطور طبيعي حيث لأنه يرى ازدواجية في العمل الدبلوماسي الأميركي لا حاجة لها".

وفي قضية متعلقة دافعت ناورت عن السفير الأميركي في القدس ديفيد فريدمان وعن حقه في "استخدام حرية التعبير" وذلك في إطار ردها على سؤال وجهته القدس بشأن انتقاد فريدمان للإعلام الأميركي وتغطيتهم لما يجري في غزة والطلب منهم بأن "يخرسوا" وما إذا كان ذلك يليق بسفير الولايات المتحدة؟ قائلة "أود أن أشجعك أنت وزملاؤك على إلقاء نظرة على تعليقاته في مجملها. لقد فهمت أن السفير فريدمان يتحدث إلى مجموعة حول الوضع في غزة وسأل أيضاً عن التغطية الصحفية المتعلقة بما حدث في غزة. وقال شيئًا واضحًا تمامًا ، ويمكن لوسائل الإعلام أن تقوم بعمل أفضل في التحدث إلى كلا الجانبين ، والتحدث إلى ممثلين مختلفين. ولذا أعتقد أنه كان واضحًا في تصريحاته حول ذلك. الأهمية - ولا أحد يعرف ذلك أفضل منكم جميعًا. تريد الإبلاغ عن قصة ، تريد الحصول على الحقائق. أنت تتحدث مع جميع الأطراف وتعود وتقدّم قصتك. السفير - كان السفير يشرح رأيه بأن البعض في وسائل الإعلام - ليس كلهم ​​، ولكن بعضهم في المؤسسات الإعلامية - لم يفعلوا ذلك العمل المتوازن في التغطية الصحفية. لذلك أشجعكم على العودة والاستماع إلى تعليقاته" محملة الأوضاع الإنسانية المأساوية والمتدهورة في قطاع غزة المحاصر لحركة حماس.