نابلس - فيصل أبو خضرا - النجاح الإخباري - عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الشعب الفلسطيني برئاسة الأخ الرئيس محمود عباس وقبله الرئيس الراحل الرمز، ياسر عرفات، رحمه الله، كان الرقم الأول في رأي العالم لقضيتنا ما عدا دولتين خارجتين عن القوانين في جميع الكرة الأرضية أميركا واسرائيل. وقد أكد الرئيس في خطابه أمام قمة الـ٧٧ زائد الصين عدة مرات بأن الهدف الفلسطيني هو الاستقلال والحريّة بالطرق السلمية، أي انه يريد سلام الشجعان كما كان يردد الرئيس الراحل أبو عمار.

كما أن الرئيس ترفّع عن الرد على بعض وزراء دولة الاحتلال بالتهديد بعدم عودته الى وطنه فلسطين من قبل اسرائيل بدعم من إدارة ترامب، التي هي الدولة الوحيدة التي تُمارس بلطجتها على شعب فلسطين الذي يبلغ تعداده ثلاثة عشر مليون نسمة داخل وخارج فلسطين، وهو الشعب الذي لا زال مرابطا صامدا صابرا على بلطجة احتلال لا يفهم الاّ لغة السرقة والقتل دون أي رادع من أي دولة او مجموعة من الدول أو النظام الدولي الذي يؤيد الحق والعدل، والقوانين أو القرارات الدولية التي اجمعت عليها دول العالم بشأن فلسطين.

ولسوء حظ الشعب الفلسطيني بأن يكون رئيس أكبر وأقوى وأغنى دولة في العالم رجلا لا يفهم معنى الديمقراطية وحقوق الانسان وحق كافة الشعوب في تقرير مصائرها، ونبذ التمييز العنصري بجميع أشكاله وهو ما نبذه الشعب الاميركي وحزباه الكبيران الجمهوري و الديمقراطي، مقابل النشاز الوحيد في هذا الزمن وهو الرئيس دونالد ترامب.

في هذا الجو المحموم عالمياً ، تتواصل أزمة الانفصال المستعصي حله بسبب قلة قليلة يبدو أنه لا يهمها سوى مكاسبها الخاصة ولا تبالي بمعاناة الشعب الفلسطيني وخصوصاً أهلنا في غزة.

وما من شك فان الديمقراطية الفلسطينية، اذا ما توحدنا وأحسنّا التصرف، سوف يكون لها تأثير كبير في لملمة جراح هذا الانفصال المخيف وخصوصا أذا وجد الدعم الكافي من الشعب الفلسطيني عموما بما في ذلك المستقلون الذين ليس لهم أي زعامات حزبية.

هذه الوحدة، وهذه الديمقراطية وهذا الدعم الشعبي هو ما سيدعم فلسطين وأهلها وسلطتها الوطنية، بقيادة الرئيس محمود عباس، الذي لاقى دعما غير محدود من جميع زعماء العالم ، وحتى الدعم من مجلس النواب الامريكي الذي يعارض، بشدة دكتاتورية الرئيس ترامب، وكذا من أقرب المقربين من ترامب من جميع الطوائف الدينية ، وحتى من اليهود الديمقراطيين.

وبهذه الوحدة وهذه الديمقراطية وهذا الدعم يمكن للسلطة الوطنية، وخصوصا وزارة الخارجية ، ان تكثف التحرك بقوة بدعم من دول مجموعة الـ ٧٧ زائد الصين وباقي الدول خارج هذه المجموعة، كي تعترف رسمياً بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، لأن الإنجاز الذي تحقق في تنصيب الرئيس محمود عباس رئيسا لهذه المجموعة زائد الدول المؤيدة لدولة فلسطين يجب ان يجبر أميركا وإسرائيل على الانصياع لإرادة هذه الدول اذا اعترفت بدولة فلسطين على حدود العام ١٩٦٧م ، وخصوصاً أننا نشهد تراجعاً مزرياً للرئيس ترامب داخل أميركا وخارجها، وكذا تخبطه في إدارة مشكلة الجدار الذي يريد بناءه على الحدود الأميركية المكسيكية، والذي تبلغ كلفته حوالي العشرين بليون دولار، وأول دفعة تبلغ قيمتها ستة بلايين ونصف، بدلاً من صرفها على دعم المستشفيات والقطاع الصحي.

الدكتاتور الأميركي دونالد المؤيد للاحتلال وللصهيونية، يعاني نقص في نهجه غير الديمقراطي والذي ما من شك جلب العار لسمعة أميركا وحتى من أقرب حلفائها الأوروبيين إضافة الى الركض وراء سراب الاتفاق مع كوريا الشمالية.

وما من شك فإن شخصية الأخ الرئيس محمود عباس وإصراره على الثوابت الوطنية الفلسطينية والنضال بالطرق السلمية هو ما يشكل تحدياً لليمين الاسرائيلي ذي العقلية الليكودية العنصرية، الذي انقلب تطرفه لمصلحة الشعب الفلسطيني.

ويا ليت "حماس" تفهم معنى انتزاع الحقوق الوطنية بالطرق السلمية، مثل سلام غاندي الذي هزم الامبراطورية التي كانت لا تغيب الشمس عن الاراضي التي كانت تحكمها.

وهنا لا بد من أن أشير الى أنه في جلسة خاصة جمعتني بالأخ الرئيس محمود عباس مؤخراً في القاهرة ودار الحديث ايضا عن انقلاب " حماس" أكد أنه سمح لحماس بالاشتراك في الانتخابات التشريعية بدون أن تكون عضوة في منظمة التحرير بالرغم من الرفض الاسرائيلي والأميركي لأن قناعته أنهم أولاً جزء مهم من الشعب الفلسطيني "ومن واجبي أن أنحاز لأهل بلادي، بالرغم من عدم موافقة أميركا وإسرائيل، وأيضا لأبرهن للعالم أجمع بأننا نعشق الديمقراطية، ولا يمكن الغاء "حماس" من خارطة الشعب الفلسطيني" كما قال. وكان جوابي "حياك الله يا أبا مازن ويا ليت قيادة حماس تفهم وتقدر وتعي ما في قلب الرئيس محمود عباس" .

كما قال لي: "إنني دائما ضد أي قرار تريد أميركا وإسرائيل اتخاذه في الجمعية العمومية والمحافل الدولية ضد حماس، وضد أهلنا في غزة، وبعد كل هذا يتهمونني بأنني جزء من القبول بصفقة القرن"!.

اننا اليوم أحوج ما نكون الى الوحدة الوطنية اذا أردنا انتزاع الحرية حيث أن السلطة وبقيادة الأخ الرئيس أبو مازن تمارس اقصى درجات التقشف وتقليل النفقات حفاظاً على كرامة الإنسان الفلسطيني وما يثبت ذلك رفض السلطة الدعم المالي الأميركي من أجل التنسيق الأمني وبالمقابل يخرج من يتهم الرئيس بعدم النزاهة، أو انه لا يريد اجراء انتخابات عامة رغم دعوته لذلك عدة مرات.

فأي مهزلة هذه وهنا نقول لمن يصرّ على عرقلة المصالحة : كفى عناداً والتلاعب في مصير قضية كبرى كقضيتنا التي استشهد وجرح وأسر عشرات الالاف من أبناء شعبنا من أجل انتصار الحق والعدل وانتزاع الحرية والاستقلال .

ولا بد ان اؤكد هنا انني لمست حرص الرئيس محمود عباس على الإهتمام بكل كبيرة وصغيرة وخصوصا العمل الجاد على اطلاق سراح اسرانا ومتابعة شؤونهم وكذا الاهتمام بعائلات الشهداء والجرحى إضافة الى الهم الوطني الأكبر بالتصدي للتحديات التي يفرضها الاحتلال وحليفته ادارة ترامب.

وليعلم القاضي والداني ان فلسطين ستظل حرة مستقلة بالرغم من المؤامرات من دول إقليمية وبالرغم من وضع العراقيل أمام انهاء هذا الانفصال المأساوي بين جناحي الوطني، وفإرادة شعبنا وصموده وتمسك قيادتنا بالثوابت الوطنية وحقنا في الحرية والاستقلال كفيلاً بتحقيق طموحنا وأهدافنا الوطنية طال الزمن أو قصر.