عمر حلمي الغول - النجاح الإخباري - يعود يوم الأرض من جديد في ذكراه الحادية والأربعين ليجمع كل ابناء وقوى وأطياف وتجمعات الشعب الفلسطيني تحت راية الدفاع عن الأرض والوطن، ويعلن الرفض القاطع لكل اشكال التهويد والمصادرة والأسرلة.

الثلاثون من آذار لكل عام يوم خالد في حياة الشعب؛ لأنه أعاد التأكيد على احد اهم ركائز الصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري، ألا وهو الأرض، وللتأكيد للعالم اجمع ولدولة التطهير العرقي الإسرائيلية، أن الشعب الفلسطيني في كل تجمعاته في الداخل، وفي الأراضي المحتلة عام 1967 او في الشتات والمهاجر لن يفرط بأرض الآباء والأجداد. وقبوله بالسلام لا يعني بحال من الأحوال تغييب الحقائق والحقوق الوطنية. ولعل دفاع ابناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل عن المليون دونم في النقب، التي تسعى قيادة إسرائيل لتهويدها وفق مخطط "برافر" الاستعماري، ورفض ابناء الشعب في الأراضي المحتلة عام 1967 خاصة في الضفة بما فيها القدس الشرقية لقانون "التسوية" الاستعماري، وإصرار ابناء الشعب في الشتات والمهاجر على حق العودة للأرض والديار، التي طردوا منها في عام النكبة 1948 والنكسة 1967، ليعكس تكاتف وتعاضد ابناء الشعب في كل فلسطين وخارجها على مواجهة التحديات الإسرائيلية، والعمل بقوة من اجل حماية الأرض من التهويد واللصوصية والأسرلة، والتمسك الراسخ بحق العودة للوطن، الذي لا وطن لهم غيره.

ولعل إدارك ابناء الشعب المتجذرين في الجليل والمثلث والنقب والساحل وقواهم الوطنية، وحاضنتها لجنة المتابعة العليا وأعضاء المجالس البلدية والمحلية ونواب القائمة المشتركة لأهمية المناسبة، لاسيما وانهم هم من أطلق شرارة الدفاع عن الأرض في الـ30 من آذار 1976، عندما تصدوا لمشروع كينغ الاستعماري من سخنين وعرابة البطوف وكفر كنا وكل المدن والبلدات والقرى آنذاك، ورفضهم لكل القوانين العنصرية، التي سنها الكنيست في دوراته الـ18 والـ19 وفي الدورة الحالية، وبالتالي رفض حكومة الائتلاف الحاكم لإحياء ابناء الشعب الفلسطيني يوم الأرض وذكرى النكبة، وحقهم في العودة لقراهم ومدنهم، التي هجروا منها، وتمسكهم بما تبقى لهم من أرض، ليعكس الإصرار على الدفاع عن وجودهم وارضهم وحقهم الطبيعي في العودة لديارهم، التي هجروا منها في 1948، الذي كفله القانون والمواثيق والاتفاقيات الأممية.

وبالتكامل مع ذلك، تمسك ابناء الشعب في الأراضي المحتلة عام 1967 بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب بالدفاع عن الأرض ورفض الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي بكل اشكاله واسمائه، وبالتالي التأكيد على هدف الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الوطنية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وكنس الاحتلال الإسرائيلي مرة وإلى الأبد، وضمان حق عودة اللاجئين لديارهم واراضيهم استنادا للقرار الدولي 194 ومبادرة السلام العربية، التي طردوا منها في عام النكبة والنكسة، ليعكس هذا التناغم في الرفض الكامل من ابناء الشعب الفلسطيني لكل اشكال الاستعمار والقهر العنصري الإسرائيلي.

وهذا يتطلب من ابناء الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارجها إعلاء مكانة يوم الأرض من خلال تكثيف الفعاليات والأنشطة الوطنية، لتذكير العالم اجمع بحق ابناء فلسطين حيثما تواجدوا بأرضهم، التي سلبت منهم، وحقهم في الحياة الآمنة والكريمة أسوة ببني الإنسان في بقاع الأرض.

وبحلول يوم الأرض مع انتهاء اعمال القمة العربية الـ28 في الأردن، التي أكدت على الحقوق الوطنية الثابتة، وبعد صدور القرار الدولي 2334 في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومؤتمر باريس في اواسط يناير/ كانون الثاني 2017، وإصدار منظمة (الإسكوا) تقريرها، الذي أكد على طابع دولة إسرائيل العنصري، ثم إصدار لجنة حقوق الإنسان لأربعة قرارات أممية، أكدت جمعيها على حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حقه في تقرير المصير خلال هذا الشهر يعطي يوم الأرض الأهمية والمكانة، التي يستحق.