نابلس - النجاح الإخباري - دعا مجلس إدارة مستشفى المطلع مساء الثلاثاء، الحكومة الفلسطينية إلى دفع المستحقات المالية المتراكمة عليها بشكل عاجل، ليتسنى للمستشفى الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية لمرضى السرطان.

جاء ذلك عقب اجتماع لمجلس إدارة مستشفى المطلع اليوم في مدينة القدس، اجتماعاً لمناقشة الأزمة الناجمة عن عدم دفع السلطة الفلسطينية تكاليف العلاج والتي بلغت 45 مليون يورو (180 مليون شيقل)، وهو الأمر الذي يهدد الاستدامة المالية للمستشفى حيث لم يعد بمقدوره شراء الأدوية والمعدات الضرورية لمعالجة المرضى وبشكل يهدد حياتهم وحقهم في الحصول على الرعاية الصحية.

وقال المستشفى في بيان له عقب انتهاء الاجتماع، :" يواصل مستشفى المطلع تقديم خدماته الطبية للشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة منذ ما يزيد عن سبعين عاماً حيث يتخصص بمعالجة مرض السرطان، يلتزم المستشفى بتقديم خدماته بأعلى مستويات الجودة وهو حاصل على شهادة الاعتماد الدولي من قبل الهيئة الدولية المشتركة JCI.

وأضاف أن المستشفى يراعي أعلى المستويات المهنية الأخلاقية في تقديم العلاج للمرضى لكنه لا يستطيع مواصلة تقديم هذه الخدمات إلا إذا أوفت السلطة الفلسطينية التزاماتها القانونية وقامت بدفع الفواتير المترتبة عليها بالوقت المحدد وبشكل منتظم.

وعبر مجلس إدارة المستشفى عن قلقه الشديد حيال الوضع الحالي، وحث السلطة الفلسطينية على تسديد نصف مبلغ الديون المتراكمة عليها بشكل فوري مما يسمح للمستشفى الحفاظ على جودة الرعاية الصحية التي يقدمها للمرضى الذين هم بأمس الحاجة لها نظراً لخطورة وضعهم الصحي وإعادة الاستقرار إلى ما كان عليه الوضع.

واكد مجلس الإدارة في بيانه، أنه في حال عدم تحويل هذه الدفعة بشكل فوري فإن تلك للأسف من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من تقليص خدمات الرعاية الصحية المقدمة لجميع مرضى السرطان بما فيهم الأطفال.

وأوضح المجلس، أن هناك حاجة لمزيد من النقاش مع السلطة الفلسطينية خلال الأشهر القادمة لمعالجة هذا الوضع المتكرر والمستمر فيما يتعلق بعدم تسديد المبالغ في موعدها.

في ذات السياق، حث الأمين العام للاتحاد اللوتري العالمي مارتن بونغه في معرض حديثه مع أعضاء مجلس الإدارة، السلطة الفلسطينية على سديد المبالغ المترتبة عليها على وجه السرعة حتى يتمكن المستشفى من الاستمرار في تقديم خدمات الرعاية الصحية الضرورية لإنقاذ الحياة، متطلعاً للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله الشهر المقبل.

يشار إلى أن الحكومة سددت مبلغ 25 مليون شيقل من قيمة المديونية، الأمر الذي اعتبرته المستشفى غير كافٍ في حينه، ونف المتحدث باسم الصحة تراكم الديون على الحكومة كما صدر عن المستشفى قبل ايام بـ 200 مليون شيقل، وأوضح أن قيمة الفاتورة التي وصلت المستشفى 63 مليون شيقل، وتم تسديد 25 مليون شيقل منها أي ما يعادل 37%، وتم جدولة بقية المبلغ.

في ذات السياق، تنظم الحملة الوطنية لإنقاذ مرضى السرطان، وقفات احتجاجية قبالة مستشفى المطلع تطالب فيها الحكومة الفلسطينية بتسديد الديون المتراكمة عليها لإنقاذ حياة مرضى السرطان.

يشار إلى أن المستشفى أعلنت أن مخازن الأدوية لديها نفذت جراء تراكم الديون على الحكومة وعدم التزامها بالسداد بشكل منتظم لفاتورة الخدمات الطبية التي تقدمها للمرضى الفلسطينيين.

ويعيش المرضى حالة من القلق الشديد على حياتهم جراء توقف الخدمات العلاجية عنهم جراء الأزمة في مستشفى المطلع.

من جانبه علق الصحفي فتحي صباح، والد مريضة سرطان، على نخوة أهل القدس الذين تبرعوا للمستشفى 1.5 مليون شيقل من اجل استمرار الخدمة العلاجية.

وقال صباح في تغريدة له على حسابه الخاص على الفيسبوك:" بصراحة ما فعله أهل القدس اليوم يفوق الخيال، وأنا شخصيا لا أجد الكلمات التي يمكن أن توفيهم حقهم. وأضاف، هذه المدينة وأهلها ناس فوق العادة، ناس لا مثيل لهم، ناس لديهم من النخوة والشهامة والكرم ما لم تره عين ولم تسمعه اذنه.

وتابع، رغم كل وجعهم ومعاناتهم من الاحتلال والضرائب التي يفرضها عليهم تبرعوا من قوت أبنائهم بحوالي مليون ونصف المليون شيكل لمستشفى المطلع.

وقال:" إن ما فعله أهل القدس مع مستشفى المطلع هو مدعاة للحكومة أن تدفع المستحقات المالية عليها لمستشفى المطلع، وأيضا يشكل حافزا لكل المدن أن تحذوا حذو أهل القدس ليس للتبرع للمطلع فقط بل لمشاريع حيوية في مدنهم وقراهم ومخيماتهم.