النجاح الإخباري - قالت مؤسسة القدس الدولية في تقريرها السنوي، إن عدد الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك بلغت 64 حفرية ونفقًا تتوزع على جميع جهاته.

وأوضحت المؤسسة في التقرير الذي أصدرته بعنوان "عين على الأقصى" أن الحفريات توزعتعلى جهات الأقصى الأربعة، نصفها في الجهة الغربية للمسجد التي وصلت عدد الحفريات فيهاإلى 32 حفرية، ما يهدد المسجد بالانهيار.

وأكد التقرير أن البناء التهويديّ في محيط الأقصى لم يتوقف، وبات الاحتلال قريبًا جدًّا منالبدء الفعلي ببناء مشروع "بيت هليبا/بيت الجوهر" الذي يبعد نحو 20 مترًا عن حائط البراق، وكنيس "جوهرة إسرائيل" الذي يبعد نحو مئتي متر عن السور الغربي للأقصى.

وأشار إلى أن الاحتلال أقر بناء كنيس يهودي على جبل المُكبر جنوب غرب البلدة القديمة،فيما برز تطور كبير باتجاه تنفيذ مخطط القطار الهوائي المحيط بالأقصى.

ولفت التقرير إلى نية الاحتلال تهويد سفح جبل الزيتون، وبعض أبواب الأقصى والبلدةالقديمة، فيمل لم تسلم المقابر المحاذية للأقصى من الاعتداءات كالرحمة واليوسفية، فقدصودرت بعض أجزائها بهدف تحويلها إلى حدائق تلمودية، وزُرعت فيها قبور يهودية وهمية.

وتحدث التقرير عن تطور فكرة الوجود اليهوديّ في الأقصى على المستوى السياسي والأمنيوالديني والقانوني، حيث سعى الاحتلال خلال فترة التقرير إلى فرض سيطرته الكاملة على الأقصىأكثر من أيّ وقت مضى، بحيث يتحول الاحتلال إلى الجهة الوحيدة المتحكمة بمصير الأقصى.

واعتبر أن دور شرطة الاحتلال كان محلَّ تقديرٍ وثناءٍ من قبل المستوطنين المتطرفين الذينوجدوا في وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، وقائد شرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي ثنائيًّاذهبيًّا أسهم إلى حدٍّ كبير في تسهيل اقتحاماتهم.

وتابع "إلى جانب الجهود السياسية والأمنية لاستهداف الأقصى، استمرت الجهود القانونيةلتشريع إجراءات الاحتلال ضد الأقصى، وأقرّ كنيست الاحتلال بالقراءة التمهيدية مشروع"قانون المؤذن".

أما على المستوى الدينيّ، فقد بيّن التقرير أنّ منظمات "المعبد" استمرت في توجيه الدعواتإلى المستوطنين من أجل "الصعود إلى جبل المعبد"، مفاخرين بحالة الهدوء في الأقصى بسببتقييد يد المرابطين فيه.

وخُصِّص أحد الفصول لرصد محاولات الاحتلال لتحقيق وجود يهوديّ دائم ومباشر في المسجدالأقصى عبر الاقتحامات، والتصريحات التحريضية والعدائية ضدّه، والتدخل المباشر فيإدارته.

ورصد التقرير محاولات بعض الساسة الإسرائيليين لاقتحام الأقصى رغم قرار رئيس الحكومة بمنع الاقتحامات السياسية خاصة النائب المتطرف "يهودا غليك" الذي أدى صلوات تلمودية مقابل باب القطَّانين بعد منع دخوله للمسجد في 19/9/2016.

وذكر أن اجتماع حكومة الاحتلال في أحد الأنفاق التي تبعد أمتارًا قليلة عن الأقصى غربًا في 28-5 2017 بمناسبة ذكرى 50 عامًا على احتلال كامل القدس كان رسالة واضحة بأنّ هذه الحفريات يتبناها أعلى رأس الهرم السياسي لتوظيفها في الترويج لتاريخ يهودي مختلق.

وعلى صعيد الاقتحامات، فقد بلغ عدد المتطرفين المقتحمين خلال مدة الرصد نحو 23661مقتحمًا، وهو ما يعني ارتفاعًا في عددهم بنسبة 58% بالمقارنة مع تقرير العام الماضي، حيثكان العدد 13733.

وأوضح التقرير أن عدد الذين اقتحموا الأقصى حسب تقرير هذا العام هو الأكبر منذ احتلالالمسجد عام 1967، مشيرًا إلى استمرار سلطات الاحتلال في منع دائرة الأوقاف الإسلامية منتنفيذ نحو ثلاثين مشروعًا يحتاج إليها المسجد لصيانته.

وتعد الإجراءات التي حاول الاحتلال فرضها على الأقصى بعد عملية اشتباك الأقصى في 14-7-2017 أبرز وأخطر محاولة لتكريس تدخله في شؤون المسجد والسيطرة عليه، فالاحتلال قررتركيب بوابات إلكترونية وكاميرات ذكية على أبواب الأقصى، ولكنّ الاحتلال أُجبِر على التراجععنها نتيجة الضغط الشعبي.

وأوصى التقرير باستثمار الانتصار الذي تحقق في هبة الأقصى والالتفاف حول القيادة الشعبيةوالدينية في القدس، حاثًا أهل القدس والأراضي المحتلة على التمرد على قرارات الاحتلال والرباطفي المدينة.

ودعا الى تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف للوقوف بوجه الاحتلال وانقاذ المسجد الأقصى.